العالم بحاجة إلى حبل نجاة رقمي «2 من 2»

إن أوكرانيا ليست استثناء. يمكن لجميع الدول أن تصبح عرضة لهذه الغارات. وقعت الولايات المتحدة ضحية للهجمات الإلكترونية العام الماضي التي عطلت أكبر خط أنابيب للوقود لديها، ما ترك عديدا من الأمريكيين في طوابير طويلة لملء خزانات الغاز الخاصة بهم. وفي إفريقيا، تعرض مستخدمو الإنترنت الكينيون لأكثر من 14 مليون حادث متعلق بهجمات البرمجيات الخبيثة في 2020.
إن الطبيعة، شأنها في ذلك شأن الهجمات الإلكترونية، يمكن أن تلحق أضرارا بالبنية التحتية للاتصالات، الأمر الذي يتطلب رد فعل قادرا على الصمود. لقد أدى الانفجار البركاني الذي وقع في كانون الثاني (يناير) من هذا العام، إلى جعل مملكة تونغا تعيش ظلاما رقميا. تسبب الانفجار في قطع كابل الاتصالات الوحيد تحت البحر في تونغا وعرض البلاد إلى 38 يوما من العزلة عن الإنترنت ومعظم العالم الخارجي. أثارت هذه الأزمة مناقشات حول كيفية تعزيز الشبكة وأنظمة الاستجابة للطوارئ حتى لا يصبح سكان تونغا عرضة لخطر الظلام الرقمي مرة أخرى.
للتخفيف من حدة هذه المشكلات، يجب أن يشكل إطلاق العنان للرقمنة أولوية قصوى حتى في فترات الهدوء النسبي. تتطلب التقنيات التحويلية التي يحتمل أن تكون سريعة التطور من صناع السياسات تعزيز التمويل واللوائح والمؤسسات التي تجعل من السهل اختبار الأفكار الجديدة في الحياة الواقعية. وبدأ بعض الدول إحراز تقدم ملموس. تستخدم كازاخستان التنظيم القادر على الصمود لتحويل عمليات الطاقة البالغة الأهمية إلى عمليات رقمية ولا مركزية وخالية من الكربون.
إن إفساح المجال لإمكانات الرقمنة لمصلحة الناس من خلال التنظيم المحدد الأهداف من شأنه أيضا أن يساعد على سد الفجوة الرقمية وتحسين الرفاهية. وأظهرت الأبحاث الحديثة أن توافر الوصول إلى الإنترنت بأقل تكلفة من شأنه زيادة فرص العمل لدى الأسر ذات الدخل المنخفض.
توفر دول مثل سانت فنسنت وجزر جرينادين وماليزيا خططا منخفضة التكلفة للمستخدمين الأكثر فقرا. يشكل الوصول الرقمي ضرورة أساسية بالنسبة إلى الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، خاصة سكان المناطق الريفية، والفقراء، والنساء، والنازحين الذين يفتقرون إلى وسائل الاتصال الإلكترونية. في نيجيريا وتنزانيا، انخفضت معدلات الفقر بسبع نقاط مئوية في المناطق المتصلة بالإنترنت.
مع مواجهة العالم حالات طوارئ متعددة، يحتاج صناع السياسات إلى تعبئة الاتصال الرقمي لتحسين الرفاهية اليومية للسكان الأكثر ضعفا. في الوقت الحالي، يتحرك الابتكار بسرعة كبيرة لدرجة أن عديدا من المسؤولين، خاصة في الدول النامية، يجدون صعوبة في مواكبة وضمان وصول فوائد الرقمنة إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. ومع ذلك، ينبغي ألا نحتاج إلى أزمة لتسريع التحول. لقد حان الوقت لبناء شريان حياة رقمي - قبل وقوع الكارثة المقبلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي