تامر حسني يلعب دور المؤلف والمخرج والبطل في فيلم «بحبك»
البحث عن مفاتيح الحب في أي علاقة من البدهيات التي يسعى إليها كُتاب الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية، ولا يختلف اثنان على أن العلاقات الرومانسية والعاطفية تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام وشغف المشاهد، الذي يهرب إلى السينما ليعيش ما يحلم أن يحققه في الواقع.
واعتاد الجمهور على قصص حب متنوعة قدمها النجم تامر حسني منذ بداية مسيرته الفنية، التي أثبتت وجوده على الساحة كنجم شباك، وحصدت أفلامه نسبة مشاهدة عالية، لما تتضمنها من قصص رومانسية تترافق مع مواقف كوميدية وأغان ممتعة، توجد هذه التوليفة التي جعلت منه فنانا ناجحا لا غبار على نجوميته.
وفي تجربته الأخيرة فيلم «بحبك» لم يكتف تامر حسني بدور البطولة فحسب، بل كان صاحب الفكرة والمؤلف والمخرج، لبس أكثر من ثوب في لحظة واحدة، وقدم نفسه مؤلفا سينمائيا ومخرجا، في محاولة منه لإضافة شيء إلى سجله الفني، تعزز تنوعه وفرادته في تقديم كل ما هو جديد وخارج عن المألوف. نجح في نظر البعض وأخفق في نظر البعض الآخر، ومهما كانت النتيجة، لا شك أن تامر حسني خطا خطوته الأولى ولا أحد يعرف متى تتوقف؟ وهل ستكون خطوة يتيمة أو بداية لرحلة جديدة في الإخراج والتأليف إلى جانب التمثيل والغناء؟!
القصة والأبطال
حصد البرومو الخاص لفيلم «بحبك» ملايين المشاهدات على قناة يوتيوب، وأخذ مساحة كبيرة من النقاش لأسباب عدة، أبرزها القصة، التي تجرأ وكتبها تامر حسني وأخرجها، لتكون باكورة تجاربه في الكتابة والإخراج، وهو فيلم رومانسي يدور حول قصة حب قديمة تعود إلى الواجهة من جديد، بعد أن يتقدم علي، الذي يجسد دوره تامر حسني، بطلب الزواج من حبيبة التي تقوم بدورها هنا الزاهد، بعد أن يتعرف عليها خلال إجازة يمضيها مع أصدقائه، لتعود وتظهر في حياته ياسمين حبه القديم، ويقع في حالة من التشتت والضياع، ويعجز عن الاختيار بين الفتاتين. تدور القصة في إطار كوميدي رومانسي تنقل المشاهد إلى عالم من الرومانسية المشوقة وتجعله ينتظر بحماس وتشويق ما ستؤول إليه الأحداث وعلى من سيرسو خيار علي في النهاية.
الفيلم من إنتاج سينرجي للإنتاج الفني، تي إتيش برودكشن، وسكاي ليميت. شارك في البطولة إلى جانب تامر حسني وهنا الزاهد، نخبة من الوجوه الشابة والجديدة: حمد المرغني، هدى المفتي، مدحت تيخا، عمرو صحصاح، شهد الشاطر، عالية راشد، ونخبة من النجوم الشباب.
جدل حول إيرادات الفيلم
أثار فيلم «بحبك» للنجم تامر حسني، جدلا واسعا حول إيراداته، وبينما عد البعض أن ما تناولته الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي، مجرد شائعات تخطت المعقول، خاصة بعد وصفه بأنه الفيلم الأسطورة كونه حقق رقما قياسيا على شباك التذاكر، عد البعض الآخر أن في الأمر مبالغة ما دفع النجم تامر حسني إلى توضيح حقيقة الأرقام التي سجلها الفيلم بعد أيام على عرضه خلال فترة عيد الأضحى المبارك. أصدر حسني بيانا حسم فيه مسألة الأرقام، مؤكدا أن فيلم «بحبك» كما باقي أفلامه يتم طرحها وتوزيعها في جميع دور العرض المصرية والعربية كذلك في أمريكا وكندا. وأشار إلى أن الطلب على فيلمه الأخير كان أكثر بكثير مما عهده في السابق، لذلك يصنف الإيراد الذي يقوم الفيلم بتحصيله بالإيراد الدولي، أما الإيراد المحلي فيكون ما حققه الفيلم داخل مصر فقط.
وتناول حسني بالأرقام ما حققه الفيلم لغاية اليوم الرابع من عرضه، حيث حقق في مصر فقط 19 مليونا ونصف المليون جنيه، أما في باقي دور العرض العربية والأجنبية فقد تخطى الرقم الـ156 مليون جنيه، ما يعني أن ما حققه الفيلم في أول أيام عرضه وصل إلى 173 مليونا ونصف المليون وهو أعلى إيراد يحققه فيلم لتامر حسني منذ بداية عرضه.
رأي النقاد
ليست المرة الأولى التي يتم فيها تناول قصص الحب في أعمال سينمائية، وقد تميزت أفلام تامر حسني بالإجمال، بتناولها أشكالا مختلفة من قصص الحب، أحب الفتاة المدللة في «عمر وسلمى»، والفتاة العمياء في «نور عيني»، وغيرهما من الأعمال التي جسد فيها حسني دور الشاب العاشق والحبيب الولهان، لكن هذه المرة قرر تدوير أحداث الفيلم بطريقة درامية رومانسية ممزوجة ببعض الكوميديا غير المألوفة، واحتار النقاد في تحديد اسم الفيلم أولا، وتساءل البعض هل هو «بحبك» ويلفظ بفتح الباء أي هو تعبير عن الحب من الفتاة إلى الشاب، أو بكسر الباء أي من الشاب إلى الفتاة، ما فتح باب التأويل على كثير من التحليلات والاحتمالات التي حملها الفيلم قبل عرضه. وبين من أيد تجربة حسني الأولى في التأليف والإخراج، على اعتبار أن الفيلم يقدم مادة سينمائية لا بأس بها، ويعرض لقصة الحب بطريقة جديدة غير نمطية، وبين من عده تجربة ضعيفة لا ترتقي إلى كونها مجرد فكرة عابرة تحولت إلى فيلم لا يستحق كل هذا الثناء. واختلف رأي النقاد على مواقع التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك، بين مؤيد ومعارض، محب وكاره ما أكسب الفيلم نجاحا أكبر، لأن اختلاف الرأي يدفع بحشرية المشاهد إلى المتابعة ليعرف في صف من يقف، ويحدد موقفه من العمل.
وعد الناقد طارق الشناوي أن محاولة تامر حسني في أن يكون تشارلي شابلن العرب لم تنجح، وأن الإيرادات العالية التي حققها العمل جاءت نتيجة إقبال جمهور تامر حسني الكبير، المتلهف لمتابعة كل ما يقدمه بغض النظر عن مضمونه ومستواه، ونصحه الشناوي بضرورة التركيز على الغناء والتمثيل ولا داعي لخوض مجالي التأليف والإخراج، فهو ضعيف في هذا الملعب وحضوره لا يعول عليه.
احتفالات وردود فعل
بالدموع والتأثر عبر النجم تامر حسني عن فرحته بإقبال الجمهور على صالات العرض السينمائية لمتابعة فيلمه الجديد «بحبك»، الذي كتب قصته وقام بإخراجه، إضافة إلى تأدية دور علي بطل العمل الذي تدور حوله الأحداث.
واستغل تامر حسني مساحة الرأي والحرية التي تمنحها له وسائل التواصل الاجتماعي ليعبر عن فرحته وإعتزازه بالجمهور الذي يثبت يوما بعد يوم وفاءه له، ووقوفه معه في هذه الخطوة الجديدة والجريئة التي قام بها. وتوجه حسني بالشكر لكل من آمن به وبموهبته، وعلق بالقول، "الحمد لله تصدر فيلم «بحبك» الإيرادات، وحقق نجاحا لم يكن متوقعا، وسعدت كثيرا بإعجاب الجمهور الكبير بالقصة والمشاعر الي جواها، وإشاداتكم بقوة تمثيل وبراعة ممثلي الفيلم والحقيقة دي أكثر حاجة خذت مني مجهود كمخرج أن الممثلين يبانوا في أقوى صورهم".