الشباب .. ما له وما عليه

يمر الإنسان طوال حياته بعدة مراحل تبدأ بالطفولة وتنتهي بالشيخوخة وتأتي مرحلة الشباب بينهما التي تعد الفترة الذهبية في حياة الإنسان، فهي فترة القوة والنشاط والحيوية والإبداع ولذا يوصف الشباب بأنهم عماد المستقبل وعدة الأمم وأهم ثرواتها. وبالطبع حين نتحدث عن الشباب فإن هذا لا يعني بحال من الأحوال التقليل من قيمة كبار السن الذين صقلتهم الحياة ومروا بتجارب كثيرة جعلتهم مركزا ومنطلقا للاستشارات، وإنما المراد أن نفهم احتياجات الشباب ذكورا وإناثا ونستوعب تطلعاتهم وآمالهم، لأنهم بعون الله هم من يستطيع توجيه بوصلة المجتمع إلى الأمام، وهم الأكثر قدرة على التعامل مع كل ما هو جديد خاصة المجالات التقنية المتقدمة. والاعتماد عليهم في الملمات يعد ركيزة نجاح ولنا في تاريخنا شواهد كثيرة فأصحاب الكهف كانوا فتية، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ولى أسامة بن زيد قيادة جيش كان فيه كبار الصحابة وهو لم يبلغ الـ20 من عمره.
إن زرع الثقة في الشباب ينتج جيلا لا يعرف المستحيل. يجب أن يتم الالتفات إلى التحديات التي تواجه الشباب والمساهمة في تذليلها حتى لا تحبط قدراتهم، ومن أهم تلك التحديات الفراغ والبطالة فهي معاول هدم يجب الوقوف ضدها ورسم الاستراتيجيات لتلافيها وتقديم كل الدعم الذي يحتاج إليه الشباب الذين يمثلون أغلبية المجتمع، ليتمكنوا من الانخراط في المجتمع والمساهمة في دعمه اقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وغير ذلك من أوجه النشاط المجتمعي، خاصة في المجالات الابتكارية والريادية. إن إعداد الشباب ليكونوا قويين نافعين مدركين للأمور هو مشروع حياة لمستقبل أي دولة.
وعلى الرغم من أهمية دعم الموهوبين والمتفوقين من الشباب إلا أنه ينبغي عدم الاقتصار على ذلك وإنما يجب أن تمتد يد العون للجميع وأن ترسم الخطط والاستراتيجيات لتخدم جميع الشرائح الشبابية بمختلف إمكاناتهم وقدراتهم. وأن يتم تفهم الأخطاء التي قد تصدر من بعضهم والحرص على تفعيل كل ما من شأنه تطوير إمكاناتهم التربوية والأخلاقية والاقتصادية. وعلى الجانب الآخر فإن الشباب مطالبون بأن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يثبتوا للآخرين بالرد العملي أنهم هم من سيحمل تطلعات المجتمع نحو بلوغ أهدافه.
رجال الغد المأمول أنا بحاجة
إلى قادة تبني وشعب يعمر
رجال الغد المأمول أنا بحاجة
إليكم فسدوا النقص فينا وشمروا

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي