ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

فن الطهو والأنثروبولوجيا

هل يمكن لوجبة طعام أن تكون اختصارا للتقاليد الاجتماعية والأنثروبولوجية والفنية؟ للعلاقات الأسرية التي تربط بين أعضاء العائلة الواحدة، وما العلاقة بين إعداد وجبة والحس الجمالي أو الروابط الأسرية، بعبارة أخرى، ما القيمة التي يكشفها إعداد وجبة للدارسين الاجتماعيين والأنثروبولوجيين وعلماء الجمال؟ تجيب مؤلفة الكتاب في هذا العمل من خلال الدراسة الميدانية في قرية مكسيكية عن هذه الأسئلة، لتقدم قراءة فريدة تجمع بين مناهج العلوم المختلفة في الأنثروبولوجيا وعلم الجمال والطهو، لتكشف عن الدور الفاعل للمرأة في الطبخ المكسيكي، لا بوصفه مجرد إعداد للطعام، بل حيث يكون الطهو ممارسة فعالة تقوم بها المرأة المكسيكية للحفاظ على التقاليد الاجتماعية والجمالية والأسرية. وتحرص المؤلفة مع ذلك على تقديم وصفات طهوية بعد استكشاف القيمة الجمالية والأنثروبولوجية لما تصفه من أطباق تختصر تاريخ العلاقات الاجتماعية في قرية ميلبا آلتا في المكسيك. كتاب يزاوج بين مناهج البحث المختلفة، ليقدم قراءة موحية ومثيرة، تستحق الإعجاب فعلا.

اللسانيات الشعرية السيميائية


قام رومان ياكوبسن المفكر ورائد اللسانيات البنيوية بمقاربة كل مضمار من مجالات الجهد البشري بطريقة ديناميكية ومتكاملة، فنشاطه مرتبط ارتباطا عضويا باللغة، فهو يؤمن بأن اللغة، حتى إن لم تشترك مباشرة في عملية الخلق والإبداع في بعض الحالات، إلا أنها تظل المثال القائم على مثل هذا الفعل. ويثبت الكتاب أن طرائق اللسانيات الحديثة، التي وضعها ياكوبسن وزملاؤه الدارسون في حلقة موسكو وبراغ اللغوية اتسعت، فهي بمنزلة أساس للتحليل العلمي لأي لغة أو رمز فني. وقد طور الباحث تقنيات جذرية جديدة لتحليل أنظمة الصوت اللغوية، ما أدى إلى تأسيس فرع حديث لعلم الأصوات واجترح طرقا للتحقيق في الشعر والموسيقى والفنون البصرية والسينما، حتى أصبح شخصية محورية في تكييف التحليل البنيوي مع تخصصات تتجاوز علم اللغة، بما في ذلك الفلسفة والأنثروبولوجيا والنظرية الأدبية. ونذكر أن الكتاب صدر عن دار شهريار، بترجمة رعد زامل.


معجم المصطلحات الأدبية والبلاغية


من الكتاب: قرأت للدكتور عبدالعزيز شبيل منذ نعومة أظفاري مقدمات ودراسات وأعمالا نقدية وفكرية "عن الأديب التونسي فرج الحوار والأديبة السورية غادة السمان على سبيل المثال" أثرت في تركيبتي الأكاديمية والعلمية، لكن بقي صدى صوته مدويا في مخيلتي على جناح الأثير "عبر تردد عروس البحر إذاعة المنستير"، حيث إني كشاعر تونسي ناطق بالفرنسية ثم كطالب، فباحث فجامعي شاب، أعد قراءاته الشعرية وحواراته الفكرية والنقدية بصحبة رفيق دربه المرحوم الأستاذ محمد بن صالح، من أجمل ما جادت لنا به المؤسسات الثقافية العمومية، وهو فن لا يدر به إلا كبار الباحثين والمفكرين أمثال الدكتور عبدالعزيز شبيل، الذي يعد لا محالة قامة من قامات الجامعة التونسية، أي أنه مرجع ومرجعية في الآن ذاته. ويندرج هذا العمل في هذا السياق بالتحديد، فهو ينطلق من الرغبة الجامحة التي تتمثل في تلخيص الأمور وحوصلتها وتفكيكها وتبسيطها في حركة فكرية واحدة مجتمعة متماسكة، تجعل من الجامعي الباحث علامة كبيرا، بفضل قدرته على التشكيل النهائي لعمل كمثل هذا الذي هو الآن بين أيدينا "معجم المصطلحات الأدبية والبلاغية واللسانية باللغتين العربية والفرنسية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون