مساعدات عسكرية أمريكية إلى كييف بمليار دولار .. موسكو: الغرب يخوض حربا بالوكالة

مساعدات عسكرية أمريكية إلى كييف بمليار دولار .. موسكو: الغرب يخوض حربا بالوكالة
مساعدات عسكرية أمريكية إلى كييف بمليار دولار .. موسكو: الغرب يخوض حربا بالوكالة

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، مساعدات عسكرية جديدة بقيمة مليار دولار لأوكرانيا تشمل أنظمة صواريخ مضادة للسفن ومدفعية وقذائف هاوتزر.
وأبلغ بايدن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدات العسكرية في مكالمة هاتفية، بحسب "رويترز".
وقال بايدن في بيان بعد المكالمة التي استمرت 41 دقيقة "أبلغت الرئيس زيلينسكي بأن الولايات المتحدة تقدم مليار دولار أخرى مساعدات أمنية لأوكرانيا، تشمل مدفعية وأسلحة دفاعية ساحلية، إضافة إلى ذخيرة للمدفعية وأنظمة صواريخ متطورة".
كما أعلن الرئيس الأمريكي تخصيص 225 مليون دولار إضافية كمساعدات إنسانية لمواطني أوكرانيا، بما في ذلك عن طريق توفير مياه شرب آمنة، وإمدادات طبية ضرورية ورعاية صحية، ومواد غذائية ومأوى، وسيولة نقدية للأسر لشراء المواد الأساسية.
جاء الإعلان عن المساعدات في الوقت الذي يجتمع فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع حلفاء واشنطن في بروكسل. ويمكن تقسيم المساعدات إلى فئتين، الأولى تشمل نقل مواد دفاعية زائدة من المخزونات الأمريكية والثانية أسلحة أخرى تمولها مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية، وهو برنامج منفصل وافق عليه الكونجرس.
في الوقت نفسه اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الدول الغربية "بخوض حرب بالوكالة ضد روسيا". وقال للصحافيين "أود أن أقول للدول الغربية التي تزود أوكرانيا بالأسلحة: أياديكم ملطخة بدماء المدنيين".
وتضغط أوكرانيا على الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لتسريع تسليم الأسلحة في مواجهة الضغط المتزايد من القوات الروسية في منطقة دونباس الشرقية.
وتجاهل الأوكرانيون إنذارا روسيا لتسليم مدينة سيفيرودونيتسك الشرقية أمس في الوقت الذي حثت فيه الولايات المتحدة حلفاءها خلال تجمع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي على زيادة الدعم العسكري لكييف.
وباتت سيفيرودونيتسك، المدمرة حاليا إلى حد بعيد، محور الحرب منذ أسابيع. وطلبت روسيا من القوات الأوكرانية المتحصنة في مصنع آزوت للكيماويات بالمدينة وقف "المقاومة غير المجدية وإلقاء السلاح" مؤكدة على تقدمها في معركتها للسيطرة على شرق أوكرانيا.
تقول أوكرانيا إن أكثر من 500 مدني، بينهم 40 طفلا، لا يزالون محاصرين إلى جانب المقاتلين في مصنع آزوت للكيماويات للاحتماء من القصف الروسي الذي لا يتوقف تقريبا منذ أسابيع.
وقال أوليكسندر ستريوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك بعد انقضاء أجل الإنذار الروسي إن القوات الروسية تحاول اقتحام المدينة من عدة اتجاهات لكن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع عنها ولم تعزل تماما على الرغم من تدمير جميع جسورها النهرية.
وصرح للتلفزيون دون الإشارة إلى الإنذار "نحاول دفع القوات الروسية صوب وسط المدينة ... هذه عملية مستمرة تنطوي على نجاحات جزئية وانتكاسات تكتيكية".
وأضاف "الوضع صعب لكن مستقر. طرق الفرار خطرة لكن هناك طرقا".
وأفادت موسكو بأنها ستسمح بإجلاء المدنيين من المصنع لكن الانفصاليين المدعومين من روسيا قالوا إن القصف الأوكراني أفسد الخطة التي كانت ستشمل إخراج الناس باتجاه الأراضي التي يسيطرون عليها.
وقال سيرهي جايداي حاكم إقليم لوجينسك الذي تقع به سيفيرودونيتسك إن الجيش يدافع عن المدينة ويبقي القوات الروسية بعيدا عن ليسيتشانسك المدينة التوأم التي تسيطر عليها روسيا وتقع على الضفة الأخرى من نهر سيفرسكي دونتس.
وكتب في منشور على الإنترنت، قبيل انتهاء المهلة الروسية للاستسلام "الروس قريبون والسكان يعانون والمنازل يجري تدميرها".
ولوجانسك أحد إقليمين تطالب روسيا بالسيادة عليهما نيابة عن وكلاء لها انفصاليين. ويشكل الإقليمان منطقة دونباس وهي منطقة صناعية أوكرانية ركزت روسيا هجومها عليها بعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة كييف في آذار (مارس) الماضي. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، مخاطبا عشرات من وزراء دفاع دول حلف الأطلسي المجتمعين في بروكسل لبحث تحركاتهم المقبلة، إن الحرب في "لحظة محورية".
وأضاف في بداية المحادثات "لا يمكننا أن نتوقف ولا يمكننا أن نفقد قوتنا. فالمخاطر كبيرة للغاية".
في غضون ذلك، قال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج إن التحالف "يركز بشدة على زيادة الدعم" لأوكرانيا.
وفي أيار (مايو) الماضي، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون لتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار ووعد بتزويدها بأنظمة صاروخية بعيدة المدى وطائرات مسيرة ومدفعية متطورة.
يعيد قصف آزوت للأذهان صور الحصار السابق لمصنع آزوفستال للصلب، الذي احتمى به مئات المقاتلين والمدنيين من القصف الروسي لميناء ماريوبول الجنوبي. واستسلم من كانوا داخله في منتصف أيار (مايو) وجرى اقتيادهم إلى روسيا.
تأسس مصنع الأمونيا المترامي الأطراف في عهد الزعيم السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين. وقال رئيس بلدية المدينة ستريوك إن من بداخله يشربون مياه الآبار ويستخدمون المولدات ويقتاتون على إمدادات الغذاء التي تم جلبها إليه، لكن الوضع حرج.
وقالت المخابرات البريطانية إن المقاتلين يمكن أن يظلوا على قيد الحياة تحت الأرض وإن من المرجح أن تواصل القوات الروسية تركيزها عليهم، مما يمنعهم من الهجوم في أماكن أخرى.
لكن وزير الدفاع البريطاني بن والاس قال إن الجنود الأوكرانيين على الجبهة الشرقية منهكون وأقل عددا من القوات التي تواجههم.
وقالت كييف إن ما بين 100 و200 من جنودها يلقون حتفهم يوميا، فيما يصاب مئات آخرون في واحدة من أكثر المعارك دموية منذ الحرب.

الأكثر قراءة