default Author

ثقافة الظل .. والمظلات

|

نسميها "شمسية" ولا نعرفها لا تحت الشمس ولا المطر، إنها المظلة المحمولة يدويا، أكثر من يستخدمها في بلادنا الفلبينيات لعلك لاحظت ذلك ربما لأن ثقافة استخدامها في بلادهم كثيرة الأمطار متغلغلة وثقافة الظل ـ إن جاز التعبير ـ في مجتمعنا مفقودة بل هي تجد رفضا ومخالفة أحيانا وإهمالا.
كانت المنازل في السابق وحسب التصميم من المهندس المعماري تحرص على تشييد مظلة على الباب الخارجي كنا نسميها "برنيطة" مأخوذة من برنيطة العسكر، تعرف فائدتها في مثل هذه الأوقات الساخنة وعند الأمطار النادرة، هذا "التصميم" افتقد منذ فترة فمع "هجولة" النسخ بالتصوير من مكاتب الهندسة لمخططات المنازل صارت الأبواب الخارجية صلعاء بلا غطاء واق، اقتنع البعض "بشكل" معين ولحقه به الأغلبية. والفرد منا أسير للمتخصصين من مهندس وغيره من التخصصات ولا سيما إذا ما كان خبيرا في استعجال موافقة البلدية على المخطط. حتى في التصميم للمبنى نفسه ليس هناك اهتمام بإيجاد ظل خارجي فهي في الغالب علب مصمتة، ولا ينحصر ذلك في المنازل بل حتى المباني التجارية والحكومية من النادر أن تجد سقفا خارجيا لتوفير الظلال. يفهم من هذا أن كل هذه التصاميم لم تبتكر لنا ولبيئتنا بل استنسخت مثل كثير من المستنسخ.
نأتي لحاجة الناس إلى مظلات لسياراتهم بجوار منازلهم والبلديات لها رأي يمنع ذلك ويفترض أن تعيد دراسة "الحاجة" فإما تقنع الجمهور بمسببات منعها أو تضع مواصفات وشروط "معقولة" تسمح بها وتمنع أي ضرر قد يحدث من وجودها على الطريق ومرتاديه من مارة وسيارات، وهناك من يقول إن التشجير يفي بالغرض وربما يكون ذلك صحيح في بعض الحالات لو أن البلديات الفرعية تهتم وتتكفل بالعناية بالأشجار وتوفر شتلات للمناسب منها "عدم حاجة للسقيا المستمرة ووجود ظل فعلي" وتقليم وتهذيب لها كل فترة حسب الحاجة.
جانب آخر قد يحقق فائدة، وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان بصدد تطبيق تسوير الأراضي البيضاء قريبا وقد توالت التعليقات على الجوانب السلبية المتوقعة لو طبق التسوير من نواح أمنية واجتماعية أقلها ستكون موقعا لمخلفات البناء والنفايات وسيصعب على الأمانات والبلديات ملاحقة القلابيات التي "تكب" في الليالي، ولو تم اتخاذ خيار التشجير وتوفير مواقف في الأراضي البيضاء فهو بلا شك أفضل بمراحل من التسوير، لنجعلها خضراء ومظللة، مع الاتفاق أنه ليست كل الأراضي البيضاء يتعامل معها بأسلوب وحيد.

إنشرها