تحت رعاية ولي العهد .. انطلاق المنتدى الدولي لتقنيات التشجير بمشاركة 20 دولة
تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، افتتح المهندس عبدالرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بالرياض أمس، المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير الذي ينظمه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالتنسيق والتعاون مع وزارة "البيئة" ويستمر حتى 31 أيار (مايو) الجاري.
ورفع المهندس الفضلي خلال كلمته في حفل الافتتاح الشكر لولي العهد، على رعايته المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير، التي تعكس اهتمام القيادة بالمحافظة على البيئة وتنميتها، خصوصا الغطاء النباتي الذي يعد ركيزة أساسية للبيئة والحياة الفطرية، وقد تجلى هذا الاهتمام بإطلاق ولي العهد مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
وقال "إن المملكة تمضي نحو تحقيق طفرة نوعية وغير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط في مجال حماية البيئة وتنمية الغطاء النباتي، بمثل هذه المبادرات الرائدة والطموحة محليا وإقليميا، التي ستنعكس آثارها عالميا في الحد من التصحر، وتعزز التنوع الأحيائي، ما يدفع في اتجاه مستقبل أنظف وأكثر استدامة، يرتقي بجودة حياة الإنسان ويعزز رفاهيته".
ونوه بحرص ودعم ولي العهد على تشجيع الابتكار وتحفيز العقول الشابة من كوادرنا الوطنية، وشحذ هممها في مجال البيئة وحمايتها وتنمية الغطاء النباتي، مبينا أن هذا المعرض يعزز تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب العالمية، للاستفادة منها وتطبيق المناسب منها مع بيئتنا المحلية.
من جهته، أوضح الدكتور خالد العبدالقادر الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر أن المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير يستهدف تلاقي الرؤى والخبرات، وتتلاقح الآراء والأفكار لنخبة من المختصين والخبراء والمهتمين بالمجال البيئي، والغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وتقنيات التشجير، والاستثمار في المتنزهات والمحميات الطبيعية يتجاوز عددهم 90 متحدثا ومتحدثة من 20 دولة ومنظمة حول العالم، يشاركون في 20 جلسة حوارية وورشة بأكثر من 50 ورقة علمية.
وأضاف وزير الزراعة أن أروقة المعرض والمنتدى الدولي ستمد جسور التواصل بين أكثر من 80 عارضا من الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والمنظمات والجهات الدولية، إضافة إلى الجمعيات البيئية لعرض مشاريعهم ومنتجاتهم وابتكاراتهم النوعية.
إلى ذلك، شاركت أنديريا ميزا نائبة السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر– بكلمة عبر تقنية الاتصال المرئي - عبرت فيها عن أهمية المعرض في المحافظة على البيئة ومكافحة التصحر والمحافظة على الثروة النباتية.
بدوره، عبر عبدالرحمن هومي المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب عن سروره بمشاركته في الجلسة الافتتاحية للمعرض والمنتدى الدولي لتقنية التشجير الذي ينظمه المركز بمشاركة وزارة "البيئة" في المملكة وذلك في إطار تحقيق رؤية المملكة 2030 ومبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر.
ويتضمن المعرض المصاحب للمنتدى والمعرض الدولي لتقنيات التشجير، أكثر من 80 جهة عارضة لمنتجاتهم ومشاريعهم وابتكاراتهم من الجهات والمنظمات المحلية والدولية المتخصصة والمهتمة بالتشجير بأنواعه كافة سواء المختصة بالنطاق العمراني، أو التشجير بالنطاق البيئي، أو الزراعي، لعرض أحـدث مستجدات التقنيـة فـي مجـال مكافحـة التصحـر والتخفيـف مـن آثـاره وتنميـة الغطـاء النباتـي وحمايتـه، وأفضل التجـارب والأبحاث والدراسات العلمية عالميا.
وانطلقت أولى جلسات المنتدى والمعرض الدولي لتقنيات التشجير أمس، بجلسة أكدت أهمية المبادرات البيئية ضمن مبادرة السعودية الخضراء، ودور المملكة وما قدمته في إطلاق المبادرات والقوانين التي تخدم البيئة على المستويين المحلي والدولي، وإلى مبادرة الشرق الأوسط التي أطلقها ولي العهد التي تهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط من بينها عشرة مليارات شجرة داخل المملكة.
وأوضحت المستهدفات الطموحة لهذه المبادرات التي من أهمها زيادة الغطاء النباتي والطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول 2030 واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة عن طريق التشجير، ما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية في العالم بنسبة 2.5 في المائة.
والمساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج النفط والغاز في المنطقة لأكثر من 60 في المائة، واستعراض المبادرات في المسار البيئي التي بلغ عددها نحو 62
مبادرة لزيادة الغطاء النباتي في المستقبل، إضافة إلى 38 مبادرة لزيادة المصادر والاستدامة البيئية.
وجاءت على شرح الخطة الاستراتيجية المستدامة في المملكة، والحد من تدهور الأراضي وفقد التنوع البيولوجي وهي تحديات رئيسة تحمل تكاليف باهظة على البيئة والاقتصاد، لذلك أتت مبادرة السعودية الخضراء التي رفعت نسبة مساهمة المملكة إلى 4 في المائة من مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي و 1في المائة من المستهدف العالمي لزراعة مليون شجرة.
مع مراعاة ظروف المملكة المناخية، كدرجة الحرارة وندرة المياه. وأشارت الجلسة إلى أهم المعايير الرئيسة منها الاستفادة من أنواع النباتات المحلية التي تأقلمت مع بيئة المملكة واستخدام موارد المياه المتجددة، وعدم الاعتماد على المياه الجوفية والحفاظ على التوازن الإيكولوجي "ألا يكون هناك استخدام أنماط التشجير على حساب أنماط أخرى والاستفادة من أحدث التقنيات والابتكارات"
كما ستراعي المبادرة الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية. وتناولت الجلسة ورقة عمل بعنوان "المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي وتعزيز المحافظة على الموائل الأرضية"، مؤكدة أهمية المبادرة وجهودها الكبيرة في الحد من التدهور البيئي، وأهم أهدافها المحافظة على الأراضي، والتطرق إلى آلية عمل المنظمة وأهدافها والتحديات التي واجهتها، وإسهامها في الحد من تدهور الأراضي الذي هو من أولوياتها.