صفقة تويتر تترك إيلون ماسك بلا مخرج سهل
منذ الأزمة المالية، ومحامو الشركات يتطلعون إلى صياغة عقد الاندماج النهائي الصارم للغاية، الذي يحول دون تراجع المشترين المترددين.
الآن تواجه اتفاقية الصفقة الحديثة "المحصنة" واحدا من أكبر اختباراتها، حيث يدرس إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وأغنى شخص في العالم، علنا إمكانية التخلي عن صفقة الاستحواذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار.
قال في تغريدة الأسبوع الماضي إن "الصفقة لا يمكن أن تمضي قدما" حتى توفر منصة التواصل الاجتماعي بيانات مفصلة بشأن الحسابات المزيفة، وهو طلب يبدو أن شركة تويتر من غير المرجح أن تلبيه. في تلك الأثناء أعلن مجلس إدارة تويتر التزامه "بإكمال المعاملة بالسعر والشروط المتفق عليها في أسرع وقت ممكن عمليا".
التخلي عن الصفقة هكذا ببساطة ليس خيارا، فقد وقع كل من ماسك وتويتر على اتفاقية الاندماج، التي تنص على أن "الأطراف (...) ستبذل قصارى جهدها لإتمام وتحقيق المعاملات المنصوص عليها في هذه الاتفاقية وجعلها فعالة".
مع انهيار أسهم التكنولوجيا – تسبب في انخفاض سعر أسهم شركة تسلا التي تشكل أساس ثروة ماسك والضمان للحصول على قرض هامشي لشراء تويتر – تتجه جميع الأنظار إلى الخطوة التالية للملياردير الزئبقي.
هل يمكن أن ينسحب ماسك مقابل دفع غرامة مليار دولار؟ تتضمن الاتفاقية مبلغ مليار دولار هي "رسوم الإنهاء العكسي"، التي سيتحملها ماسك إذا انسحب من الاتفاقية، لكن إذا تم استيفاء جميع شروط إبرام الصفقة الأخرى، والشيء الوحيد المتبقي هو أن يأتي ماسك لإتمام الصفقة ومعه 27.25 مليار دولار على شكل أسهم، يمكن أن تسعى شركة تويتر لجعله يتم الصفقة. منذ الأزمة المالية أصبح هذا المفهوم القانوني، المعروف باسم "الأداء المحدد"، سمة مشتركة في عمليات الاستحواذ المدعومة بالقروض.
في عامي 2007 و2008، تضمنت عمليات الاستحواذ المدعومة بالقروض عادة رسم إنهاء عكسي يسمح غالبا للشركة، التي تدعم عملية الاستحواذ بدفع نسبة متواضعة، من 2 إلى 3 في المائة، من قيمة الصفقة للخروج منها. اعتقد البائعون في ذلك الوقت أن مجموعات الأسهم الخاصة ستتابع معاملاتها وتغلقها من أجل الحفاظ على سمعتها. لكن بعضها أوقف تلك الاتفاقيات، ما أدى إلى معارك قضائية عديدة شملت شركات بارزة مثل سيربيروس، وبلاكستون، وأبولو.
منذ تلك الحقبة طبق البائعون رسوم إنهاء أعلى بكثير، إضافة إلى بنود أداء محددة تتطلب من المشترين فعليا أن يبرمو الصفقة. أخيرا، في 2021 أمرت محكمة في ولاية ديلاوير مجموعة الأسهم الخاصة، كولبيرج آند كو، بإتمام صفقة الاستحواذ على شركة لتزيين الكيك تسمى ديكوباك.
كانت شركة كولبيرج قد جادلت بأنه مسموح لها أن تخرج من الصفقة، لأن أعمال شركة ديكوباك عانت "تأثيرا سلبيا ماديا" عندما ضربت الجائحة خلال الفترة بين التوقيع وإتمام الصفقة. إلا أن المحكمة رفضت هذه الحجة وقضت بأن شركة ديكوباك يمكن أن تجبر شركة كولبيرج على إتمام الصفقة – وهو ما فعلته.
إذا اختار ماسك اللجوء إلى المحكمة، فقد يزعم أن شركة تويتر أساءت تمثيل حالة أعمالها عبر تقديرها في الملفات التنظيمية أن برامج الحسابات الروبوتية تشكل 5 في المائة أو أقل من قاعدة مستخدميها.
سيكون رفع مثل هذه الدعوى أمرا سهلا بشكل كاف، لكن إثبات أن مشكلات الحسابات التلقائية تبرر إنهاء الصفقة سيكون أكثر صعوبة. فبموجب الاتفاقية، سيتعين على ماسك أن يثبت أن أي سوء تمثيل كان له "تأثير مادي سلبي"، وهو معيار مرهق، نادرا ما وجدت المحكمة أنه مستوفى. كما أنه تخلى علنا عن بذل العناية الواجبة على منصة تويتر في عرضه المقدم لمجلس الإدارة.
قال جوستافو شويد، أستاذ في جامعة نيويورك ومدير تنفيذي سابق في شركة بروفيدنس إكويتي: "من الصعب المجادلة في المحكمة بأن حدثا سلبيا ماديا قد حدث إذا لم تتمكن من إظهار كيف أثر في الأرباح – ويجب أن يكون التأثير كبيرا".
من جانبها، يمكن لشركة تويتر أن تقاضي ماسك لإتمام الصفقة إذا حاول فسخها، ووصف شخص مطلع على شؤون الشركة العقد على أنه "محصن"، وبدلا من ذلك، يمكنها أن تختار مقاضاته على الأضرار التي لحقت بها جراء فشل الصفقة. لكن بموجب اتفاقية الاستحواذ سيكون مبلغ التعويضات التي يمكن أن يدفعها ماسك مقابل الأضرار بحد أقصى هو مليار دولار.
هناك خيار آخر، بحسب الخبراء، وهو أن تهدد شركة تويتر أولا بإجبار ماسك على إتمام الصفقة، ومن ثم يتم التوصل إلى تسوية بخصوص الأضرار تزيد قيمتها على مليار دولار لكي تتجنب المقاضاة الفوضوية.
قال تشارلز وايتهيد، أستاذ القانون في جامعة كورنيل وهو محامي شركات سابق: يمكن لشركة تويتر أن تقول: "حسنا، نريد إتمام الصفقة، وسنقاضيك لإنفاذ العقد. وأنت تعلم، في أعماقك، سيد ماسك، أن المحكمة ستميل إلى جانبنا، لذلك دعنا ننس سقف المليار دولار ونسوي الأمر بمبلغ 2 مليار دولار".
لكن في سبيل التوصل إلى حل وسط قد يقرر مجلس إدارة شركة تويتر قبول سعر أقل من ماسك لتجنب مخاطر محاولة إنفاذ الاتفاقية الحالية – وخطر البقاء شركة عامة مستقلة في وقت صعب لشركات التكنولوجيا.
في 2021 رفعت شركة تيفاني آند كو دعوى قضائية ضد شركة إل في إم إتش في محاولة لإجبار شركة السلع الفاخرة الفرنسية على إبرام صفقة تم الاتفاق عليها قبل انتشار الجائحة مباشرة، وتوصل الجانبان في النهاية إلى اتفاق لخفض السعر بشكل طفيف، وافق عليه مساهمو شركة تيفاني لاحقا.
مبعث القلق هو أن انتقادات ماسك العلنية على منصة تويتر ستلحق الضرر بالشركة، فضلا عن سمعته المهنية التي يحتاج إليها لتشغيل شركة تسلا وبقية إمبراطوريته.
قال وايتهيد: "قد يكون ماسك أكثر قلقا بشأن الأشخاص، الذين قد يعقد معهم صفقات في المستقبل. إذا انسحب من هذه الصفقة، فقد يكون من الصعب عليه في المستقبل أن يبرم صفقات لشركة تسلا، سواء بشخصه أو بالنيابة عنه. هناك كثير على المحك".