مشاق السفر ومحاذيره
نسمع دائما عن فوائد السفر وأن فيه ترويح عن النفس وتعرف على دول ومناطق جديدة واكتساب معرفة وخبرات إلى غير ذلك. وهذا كله صحيح، لكن من الحكمة أيضا أن ينظر الإنسان إلى السفر من جميع جوانبه، أي أن ينظر أيضا إلى ما يصاحب السفر من مشاق وما قد يكون فيه من محاذير وهي التي قليلا ما يتم التطرق إليها رغم أهميتها. وتبدأ المشاق بالتجهيز للسفر من حيث تحديد الوجهة وإجراءات الحجز التي قد تتعرض للتأجيل أو الإلغاء وربما يكون ذلك قبل السفر بمدة وجيزة. والتأكد من صلاحية جواز السفر وتوفير العملة المناسبة، ثم عند ركوب الطائرة قد يصحب ذلك اضطراب في النوم وتغير في الساعة البيولوجية، وربما أعراض مرضية كالدوار أو المشكلات الهضمية ونحوها. عند الوصول قد يفاجأ المسافر بعدم وصول حقائبه، ثم يجب عليه اختيار وسيلة نقل آمنة إلى مكان السكن أو النظر في إمكانية استئجار سيارة. وفي بعض الدول تتم المغالاة في أسعار السكن بمجرد معرفة أن السائح سعودي أو خليجي، والأمر نفسه ينطبق على أسعار المطاعم. ويجب أن يحرص المسافر على اختيار المطاعم النظيفة تجنبا للنزلات المعوية الناتجة من التلوث الغذائي. من أبرز ما قد يواجهه المسافر للخارج عمليات النصب والاحتيال والسرقة وبالذات سرقة الهواتف المحمولة، التي أصبحت ظاهرة متكررة، ولذا فإنه يجب عدم حفظ الأرقام السرية في الجوالات خاصة ما يتعلق بالحسابات البنكية، كما أنه من المهم حفظ نسخة كاملة من المحتوى فيما يعرف بالخدمات السحابية cloud أو البريد الإلكتروني ليتم استرجاعها عند الحاجة. ومن مشكلات السفر عدم اتقان لغة البلد وما قد يصحب ذلك من مواقف محرجة. الشعور بالغربة والحنين للوطن ينتاب بعض المسافرين خاصة من يسافر وحده. المسافر قد تفوته بعض الأيام الجميلة في بلده كالأعياد أو المناسبات الاجتماعية. الشعر لم يكن غائبا عما يصحب السفر من مشكلات، فهذا شاعر يحذر من السفر
تخلف عن الأسفار إن كنت طالبا
نجـــاة ففي الأسفـــار سبع عوائق
تباعد أوطــــان وفــقد أحبــــة
وتشتيـــت أموال وخيفــــة سارق
وكثرة إيحاش وقلــة مؤنـــــس
وأعظمها يا صاحبي سكنى الفنادق
إنما من كان مصرا على السفر للخارج فلا تثريب عليه مع مراعاة أن يلزم جانب الحذر، وأن يكون خير ممثل لدينه ووطنه.