مفاوضات لإجلاء مقاتلين من "آزوفستال" .. و"الكرملين" يرفض انضمام فنلندا إلى "الناتو"

مفاوضات لإجلاء مقاتلين من "آزوفستال" .. و"الكرملين" يرفض انضمام فنلندا إلى "الناتو"
مفاوضات لإجلاء مقاتلين من "آزوفستال" .. و"الكرملين" يرفض انضمام فنلندا إلى "الناتو"

تجري كييف مفاوضات صعبة مع روسيا لإجلاء 38 مقاتلا أصيبوا بجروح بالغة من مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول الذي تحاصره القوات الروسية.
وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي "نجري مفاوضات صعبة جدا بشأن إجلاء مقاتلين مصابين بجروح خطيرة من آزوفستال مقابل الإفراج عن روس في الأسر".
وأضافت أن الجانبين يجريان مفاوضات بشأن الإفراج عن "38 مقاتلا مصابين بجروح بالغة" وأن المحادثات تجري "خطوة بخطوة".
وكانت فيريشتشوك قد قالت في وقت سابق هذا الأسبوع إن أكثر من ألف جندي أوكراني يوجدون في أنفاق تحت المجمع الشاسع في ماريوبول الذي أعلنت روسيا السيطرة عليه.
وأوضحت أن مئات منهم جرحى وأن أوكرانيا تجري محادثات مع تركيا لتسهيل عمليات إجلاء محتملة.
وآزوفستال آخر جيوب المقاومة الأوكرانية في المدينة الجنوبية التي لحق بها دمار هائل، واكتسب مصيرها رمزية في المعركة الأوسع نطاقا منذ بدء التدخل الروسي في شباط (فبراير).
وخطت فنلندا أمس خطوة جديدة نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ورأت موسكو في ذلك "تهديدا"، في حين شهدت شحنات الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا اضطرابات جديدة في دليل على التقلبات الجيوسياسية المتعلقة بالطاقة جراء النزاع الذي بدأ قبل شهرين ونصف الشهر.
وأعلن رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها أنهما يؤيدان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "بدون تأخير" وأن قرارا رسميا سيتخذ في نهاية الأسبوع، بعدما أحدثت حرب روسيا على أوكرانيا تحولا سريعا في الرأي العام في البلد.
وتفصل حدود يبلغ طولها 1300 كيلومتر بين فنلندا وروسيا. والتزمت هلسنكي عدم الانحياز العسكري على مدى عقود.
وسارع الكرملين لانتقاد هذا القرار وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف إن عضوية فنلندا في الأطلسي ستشكل "بالتأكيد" تهديدا لروسيا.
كما أكدت الخارجية الروسية في بيان، أنه إذا تحققت العضوية فإن موسكو "ستكون ملزمة باتخاذ إجراءات عسكرية تقنية بالمثل وغيرها من الإجراءات لإنهاء التهديدات لأمنها القومي"، داعية هلسنكي إلى "إدراك مسؤولياتها".
وعلى الجانب الغربي، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمهم لفنلندا، وكذلك فعل أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال ستولتنبرج "إذا قررت فنلندا الانضمام ستستقبل بحرارة داخل الحلف واعدا بعملية سلسة وسريعة".
وهنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرئيس الفنلندي خلال اتصال هاتفي، كما قال في تغريدة.
يظهر إعلان هلسنكي - الذي يتوقع أن يتبعه قرار مماثل من السويد في الأيام المقبلة - مدى تأثير الحرب الروسية - الأوكرانية في الرأي العام الفنلندي. وفقا لاستطلاع نشر الإثنين الماضي يؤيد 76 في المائة من 5.5 مليون فنلندي الانضمام، أي ثلاثة أضعاف العدد ما قبل الحرب.
وقعت ستوكهولم وهلسنكي أمس الأول إعلان حماية متبادلة مع المملكة المتحدة خلال زيارة قام بها بوريس جونسون إلى البلدين القلقين من رد فعل موسكو.
وبعد شهرين من فرارها من أوكرانيا، ترجلت ماريا بشينيشنا من القطار الذي أقلها من بولندا إلى محطة كييف لتعانق والدها يوري الذي كان بانتظارها.
انهمرت الدموع من عيني الفتاة البالغة 16 عاما وهي تمسك بحقيبة واحدة وتستعد للعودة إلى منطقة جوستوميل، إحدى ضواحي كييف التي شهدت قتالا عنيفا في بداية الحرب الذي بدأ في 24 شباط (فبراير) الماضي.
وقالت ماريا في المحطة التي جمعتها بوالدها مجددا "أنا سعيدة جدا لوجودي هنا".
وأضافت "أنا ممتنة حقا للأشخاص خارج البلاد الذين ساعدونا، لكني افتقدت لبلدي لأن والدتي مع كلبي".
وقالت امرأة أخرى عائدة إلى أوكرانيا لتجتمع بخطيبها مجددا إنها بكت عندما عبر القطار إلى أوكرانيا. وأضافت الثلاثينية التي رفضت إعطاء اسمها "عليك أن تعتاد على العيش مع الحرب"، مشيرة إلى أن أوروبا جيدة "لكن حياتي في أوكرانيا".
وأوضح فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف أن نحو ثلثي سكان العاصمة البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة عادوا حتى الآن إلى منازلهم، ما أحيا مدينة كانت خالية في الأيام الأولى للحرب.
وكان قد تم منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما من مغادرة أوكرانيا، ما يعني أن أغلبية اللاجئين هم من النساء والأطفال.
وفي المحطة في كييف، كان المجند رومان الذي يبلغ 22 عاما ينتظر القطار بفارغ الصبر حاملا باقة زهور ليقدمها لزوجته التي ينتظر عودتها. وقال "نحن خائفون قليلا لكن الأمر أفضل بهذه الطريقة".
وقالت دانا بيرفالسكا البالغة 27 عاما "اعتدنا على الحرب والتهديد. الخوف الذي نعيشه الآن مختلف عما كان عليه قبل شهرين".
أما ناتاليا التي فرت من كييف إلى ليتوانيا مع طفليها فعدت أن "الوضع الآن أكثر هدوءا، مع عدم وجود غارات جوية أو قصف".
وقالت وهي تهز عربة طفلها المزينة بشرائط باللونين الأزرق والأصفر "الوطن هو الوطن. نحن أوكرانيون".
وبعد قضاء شهرين مع أقاربها في لفيف في غرب أوكرانيا، قررت أولينا شاليموفا أيضا العودة إلى كييف التي كانت قد غادرتها بعد انفجار بالقرب من منزلها. وقالت "مر الوقت، قبلنا هذه الحقيقة المروعة، ويمكننا التعايش معها".
وطالبت الأمم المتحدة أمس بالكف عن قصف المدارس في أوكرانيا، منددة في الوقت نفسه باستخدام هذه المؤسسات لأغراض عسكرية، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد بناء على طلب فرنسا والمكسيك، بحسب "الفرنسية".
وقال عمر عبدي المسؤول في صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، "ينبغي أن تتوقف هذه الهجمات" على المدارس، مضيفا "حتى الأسبوع الفائت، تعرضت 15 مدرسة من أصل 89 تدعمها يونيسف في شرق أوكرانيا لأضرار أو تدمير منذ بداية الحرب".
وتابع عبدي أن "مئات المدارس في أنحاء البلاد أصيبت بالمدفعية الثقيلة وبضربات جوية أو بأسلحة أخرى في مناطق مأهولة، فيما تستخدم مدارس أخرى كمراكز معلومات أو ملاجئ أو مراكز إمداد أو لأغراض عسكرية، مع تأثير بعيد المدى على عودة الأطفال إلى المدرسة".

الأكثر قراءة