ثقافة وفنون

بولوك تستعيد رشاقتها في «المدينة الضائعة»

بولوك تستعيد رشاقتها في «المدينة الضائعة»

مشهد من الفيلم.

بولوك تستعيد رشاقتها في «المدينة الضائعة»

بوستر العمل.

على الرغم من تقدمها في العمر، لا تزال النجمة ساندرا بولوك، صاحبة سلسلة كبيرة من الأعمال الفنية الناجحة، في طور التألق الدرامي الرومانسي، حيث استطاعت من خلال فيلمها الأخير "المدينة الضائعة" The Lost City أن تمحو خطوط العمر من على وجهها، وتعود بعقارب الزمن أعواما، وذلك بخفة حركاتها أمام الكاميرا. ولأن الفيلم مغامرة داخل الأدغال تسلقت بولوك الجبال وعبرت البحار متحدية الكهولة، وأتقنت الدور، لكن هل كانت تستحق القصة المستهلكة نوعا ما كل هذا الأداء لبولوك، التي عادت بعد نحو عامين من الغياب؟.
أفلام مشابهة
كثيرا ما تصدر أفلام مشابهة من ناحية القصة التي أصبحت مكررة إلى حد كبير، حيث شهدناها في عديد من الأفلام القديمة والجديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر "انشارتد"، "إنديانا جونز"، "ذا مامي"، "نايت آت ذا ميوزييم"، "جومانجي"، وغيرها كثير. فهذه النوعية من الأفلام العائلية الخفيفة يطلبها الجمهور، ويتابعها باستمرار رغبة منه في الحصول على جرعة مرح سينمائية خفيفة، لا تحتاج إلى عناء في التفكير والتركيز في المؤثرات البصرية.
جاء فيلم "المدينة الضائعة" متوافقا مع هذه الفئة، أضحكهم وأعطاهم جرعة ترفيهية لا بأس بها، إلى جانب مغزى معين، وإن كان بسيطا أو ساذجا، إلا أنه توجه إلى فئة المراهقين الكبار، وهذا ما شفع للفيلم ضعفه وتكرار فكرته.
ممثلون بارزون
ما لا شك فيه أن اختيار ممثلين بارزين في عالم هوليوود أعطى ثقلا آخر، فإلى جانب ساندرا بولوك شارك في البطولة تشانينج تيتوم نجم الكوميديا الشهير، ونجم سلسلة أفلام هاري بوتر الشهيرة دانيال رادكليف، وبراد بيت الفنان العالمي، وباتي هاريسون وأوسكار نونيز، جميعهم رفعوا من أسهم الفيلم، لكن تبقى القصة الحلقة الأضعف.
الظروف المعاكسة
تدور القصة حول بولوك، التي تلعب دور لوريتا سايج مؤلفة الروايات الرومانسية الشهيرة ذات الخلفيات التاريخية القوية، وتعود قوتها إلى كونها باحثة جادة في الأساس، وتعد الكتابة مصدر رزقها، لكن لوريتا التي ما زالت حزينة بعد وفاة زوجها، فقدت الإرادة والطاقة لكتابة كتبها والترويج لها، الأمر الذي أثار استياء صاحبة دار النشر التي كسبت من ورائها الكثير، ومن أجل إرضاء الناشرة تضطر لوريتا إلى الظهور على مضض في حفل أدبي، وارتداء لباس وردي مطرز، لم تكن تتخيل ارتداء مثله يوما ما. وفي الحفل تلتقي آلان، يؤدي دوره شانينج تاتوم، وهو عارض أزياء.
خطف واستغلال
بعدها يختطف الملياردير أبيجيل فيرفاكس، يؤدي دوره دانييل رادكليف، لوريتا، ويصر على استخدام مهاراتها وخبرتها الأنثروبولوجية في استعادة كنز مدفون قديما في جزيرة أدغال بعيدة، ويتضح أن فيرفاكس ربما يكون قد اكتشف المدينة الضائعة التي كانت لوريتا تكتب عنها، التي استخدمت عناصر من حياتها المهنية القديمة في كتابة أعمال روائية، تشعر الآن أنها تكبلها بالأغلال.
ظهور بيت واختفاؤه فجأة
يتوجه آلان إلى لوريتا، لإنقاذها بمساعدة جاك مدربه السابق اللطيف والمرتزق الغامض، يؤدي دوره براد بيت، الذي أشعل تشابهه مع داش الوهمي شرارة بينه وبين لوريتا، وأشعل حسد آلان أيضا. لكن سرعان ما تخرج المهمة عن مسارها، ويجد آلان ولوريتا أنفسهما وحيدين، بعد موت جاك، عالقين بين العثور على طريقهما خارج جزيرة غامضة في المحيط الأطلسي، وبين احتمالية كشف أسرارها الأثرية. وهنا سؤال يطرح نفسه، هل يستحق براد بيت النجم العالمي ذو الشهرة العالية أن يشارك في الفيلم كضيف شرف لخمس دقائق فقط؟.
مناظر خلابة في الدومينيكان
تميز الفيلم بلوحة إخراجية جميلة، وقعها آرون ني وآدم ني المخرجان الأخوان، اللذان بدآ مسيرتهما الإخراجية 2006 بالفيلم المستقلThe Last Romantic، ولقد أسهمت المناظر الخلابة في إضفاء مزيد من الجماليات الإخراجية، والسبب لا يعود فقط إلى مخرجين، بل إلى مكان التصوير وهو الدومينيكان، حيث جرى معظم التصوير في سامانا وحولها، وهي بلدة سياحية شهيرة وعاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه، ولقد كانت تلك البلاد موطنا لعدد كبير من الإنتاجات، أمثال ثلاثية The Godfather وأفلام Pirates of the Caribbean، ويعود سبب اختيارها من قبل صانعي الأفلام والمنتجين إلى احتوائها على ثقافة أوروبية بسبب ماضيها الاستعماري. تتميز الجزيرة أيضا بمناظر طبيعية مثيرة تكتمل بالغابات والأنهار وقليل من التلال والبحار.
الحب هو الكنز
في الختام يظهر مغزى الفيلم بعد اكتشاف لوريتا مع خاطفها الكنز، وترجمته إلى الحب الخالد الذي كان يجمع بينهما، وهنا تكمن رسالة الفيلم البسيطة والموجهة إلى فئة المراهقين، حيث إن الحب الذي كان يجمع بين اثنين هو كنز لا يقدر بثمن ويوازي بقيمته الكنوز المادية التي كان يبحث عنها أبيجيل، الذي بدوره رفض هذه الفكرة ودفن لوريتا وآلان في مقبرة الحب، وهرب قبل دمار المكان، لكن نهايتهما لم تكن كما رسمها أبيجيل، بل جاءت مختلفة ومغايرة، كباقي الأفلام التي ينتصر فيها الخير على الشر.
ابتعاد بولوك عن الشاشة
تعد ساندرا بولوك من ألمع نجوم هوليوود، حيث تحظى بشعبية كبيرة بين رواد السينما العالمية، وشخصية ساندرا بولوك لها تقدير من الجميع، حيث لقبت بمحبوبة أمريكا، فهي شخصية متواضعة إلى أبعد الحدود مع جمهورها، وحصلت ساندرا بولوك بعد أدائها المتميز في فيلم The Blind Side المبني على قصة حقيقية، على جائزة الأوسكار 2010، ويشار إلى أن فيلم "المدينة الضائعة" يعد آخر أعمال النجمة ساندرا بولوك السينمائية قبل توقفها عن العمل لفترة، حيث تحدثت إلى إحدى الصحف الأجنبية بأنها تخطط للابتعاد عن التمثيل لفترة من الزمن، لقضاء مزيد من الوقت برفقة طفليها لويس (12 عاما)، وليلي (10 أعوام)، قائلة "أنا آخذ وظيفتي على محمل الجد عندما أكون في العمل، لكني أريد فقط أن أكون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع مع أطفالي وعائلتي، هذا هو المكان الذي سأكون فيه لبعض الوقت، وأرغب في تلبية كل احتياجاتهم".
تصدر فيلم "المدينة الضائعة" من إنتاج باراماونت شباك التذاكر وحقق عائدات تقدر بنحو 61 مليون دولار في دور العرض حول العالم، وأشارت مجلة "هوليوود ريبورتر" إلى أن 60 في المائة من مشتري التذاكر من الإناث، اللواتي كن أبطأ من الذكور في العودة إلى صالات السينما.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون