روسيا تجري التدريبات الأخيرة لجيشها قبل العرض العسكري في ذكرى النصر

روسيا تجري التدريبات الأخيرة لجيشها قبل العرض العسكري في ذكرى النصر
روسيا تجري التدريبات الأخيرة لجيشها قبل العرض العسكري في ذكرى النصر
روسيا تجري التدريبات الأخيرة لجيشها قبل العرض العسكري في ذكرى النصر

أجرت روسيا أمس تدريبات أخيرة قبل العرض العسكري التقليدي الذي تقيمه في 9 أيار (مايو) في ذكرى يوم النصر الذي تحتفل فيه بهزيمة ألمانيا النازية أمام موسكو في عام 1945، والذي يشكل مناسبة تعرض فيه روسيا قوتها العسكرية في خضم العمليات العسكرية الدائرة في أوكرانيا.
واستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا العرض العسكري خلال الأعوام الأخيرة لعرض قوة جيشه والكشف أحيانا عن أسلحة جديدة فائقة التطور. ومن المتوقع أن يندرج العرض هذا العام في السياق نفسه.
وأشارت وكالة "تاس" الرسمية للأنباء إلى أن مظليين شاركوا في الحرب في أوكرانيا استقلوا عربات مدرعة في التدريبات، ليكونوا حاضرين خلال العرض غدا.
ودخلت الأزمة الروسية - الأوكرانية شهرها الثالث مع بعض خيبات الأمل بعضها لوجستي.
وبعدما فشلت في اجتياح العاصمة الأوكرانية كييف في مواجهة قوات أوكرانية جاهزة بشكل أكبر من المتوقع ومزودة بأسلحة من الدول الغربية، كان على هيئة الأركان الروسية مراجعة أهدافها من خلال حصرها الهجوم في شرق وجنوب أوكرانيا.
وسيلقي بوتين خطابا منتظرا جدا، ويتوقع أن يسعى إلى طمس حقيقة غرق الطراد الروسي موسكفا الشهر الماضي.
وتؤكد روسيا أن سفينة القيادة البحرية موسكفا، التابعة لأسطول البحر الأسود، غرقت إثر حريق ناجم من انفجار ذخائر، في حين تقول أوكرانيا إنها أغرقتها بضربات صاروخية.
وسيشكل العرض العسكري في 9 أيار (مايو) فرصة جديدة لبوتين لتوجيه تحذيرات فيما تلوح موسكو دائما بالتهديد النووي.
ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى أن "طائرة نهاية العالم" وهي طائرة من طراز إليوشن إيل-80 مصممة بشكل خاص للسماح للرئيس الروسي بمواصلة التحليق فوق روسيا في حال اندلاع حرب نووية، ستحلق فوق الساحة الحمراء.
وسيتم عرض عديد من الأسلحة القادرة على إطلاق صواريخ نووية مثل المنظومة الباليستية العابرة للقارات "يارس ارس-24" ونظام إسكندر قصير المدى.
ويقام العرض العسكري هذا العام فيما يتخوف روس كثر من تعبئة عامة بشأن الحرب في أوكرانيا، حتى لو نفى الكرملين التخطيط لإجراء مماثل.
ولم يصبح العرض العسكري في 9 أيار (مايو) تقليدا سنويا إلا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وجعل بوتين من عرض يوم النصر حدثا مذهلا مع إنتاج تلفزيوني ضخم، بهدف ترهيب خصوم موسكو والحفاظ على النسيج الوطني للروس.
ويحصل الاحتفال الرئيس في الساحة الحمراء، لكن احتفالات ستقام أيضا في عشرات المدن في جميع أنحاء روسيا.
من جهة أخرى، قال انفصاليون متحالفون مع روسيا في مولدوفا أمس إن منطقتهم تعرضت للقصف أربع مرات خلال الليل بواسطة ما يشتبه أنها طائرات مسيرة بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وأثارت حوادث مماثلة على مدار نحو أسبوعين في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية مخاوف دولية من أن الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن أن تمتد عبر الحدود.
ونشرت وزارة الداخلية في ترانسدنيستريا صورا لحفر في الأرض قالت إنها نجمت عن الضربات الليلية في حي ريبنيتسا في شمال المنطقة، مضيفة أنها لم تسفر عن وقوع إصابات.
وتحرس القوات الروسية قاعدة عسكرية تضم مخزن ذخيرة كبيرا يعود إلى الحقبة السوفياتية في المنطقة الواقعة على الحدود الأوكرانية.
وبحسب "رويترز" رفض فيتالي إجناتييف وزير الخارجية في الإدارة الانفصالية الإفصاح عما إذا كانت السلطات تشتبه في أن أوكرانيا هي التي شنت الهجمات كما فعلت في حوادث مماثلة في الأيام الأخيرة.
وقال: "في الوقت الحالي الخبراء يتعاملون مع الأمر".
ونفت أوكرانيا مرارا مسؤوليتها عن الحوادث التي وقعت في ترانسدنيستريا، قائلة إنها تعتقد أن روسيا تشن هجمات كاذبة لإثارة الحرب. ونفت موسكو أيضا مسؤوليتها.
وتمتلك روسيا قوة صغيرة لحفظ السلام في المنطقة الانفصالية منذ 30 عاما، وأثارت الحوادث المبلغ عنها مخاوف دولية من احتمال جرها إلى الصراع.
واتهم رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) واشنطن أمس بتنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا فيما وصفه بأنه يرقى إلى مستوى التدخل الأمريكي المباشر في العمليات العسكرية ضد روسيا.
وقال فياتشيسلاف فولودين على قناته على تيليجرام "تقوم واشنطن بشكل أساسي بتنسيق وتطوير العمليات العسكرية وبالتالي تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد بلدنا".
وزودت واشنطن وأعضاء أوروبيون في حلف شمال الأطلسي كييف بأسلحة ثقيلة لمساعدتها على مقاومة الهجوم الروسي الذي أسفر عن احتلال مناطق من شرق وجنوب أوكرانيا لكنه فشل في السيطرة على كييف.
لكن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي قالوا مرارا إنهم لن يشاركوا في القتال بأنفسهم من أجل تفادي أن يصبحوا طرفا في النزاع.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قدمت معلومات مخابرات لأوكرانيا للمساعدة في التصدي للهجوم الروسي لكنهم نفوا أن تكون هذه المعلومات تتضمن بيانات استهداف دقيقة.
وأعلنت كييف أمس أنها دمرت سفينة إنزال روسية في جزيرة الثعبان الأوكرانية في البحر الأسود.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية أن مسيرة مسلحة دمرت زورق إنزال من طراز سيرنا ومنظومة صاروخية دفاعية في الجزيرة الصغيرة الخاضعة للسيطرة الروسية.
ونشرت الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا بالأبيض والأسود التقط من الجو يظهر على ما يبدو انفجارا أصاب سفينة صغيرة وتطاير الحطام من جرائه.
وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية أن "العرض العسكري التقليدي للأسطول الروسي في البحر الأسود في التاسع من أيار (مايو) سيقام قرب جزيرة الثعبان في قاع البحر".
وفي بيان منفصل نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي أعلنت الوزارة أن طائرة مسيرة من نوع بيرقدار دمرت منظومة صاروخية مضادة للطائرات من نوع تور-ام2 خلال نقلها إلى الجزيرة.
ولم تصدر وزارة الدفاع الروسية على الفور أي تأكيد للضربة.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أعلنت أوكرانيا أن طائرات مسيرة تابعة لقواتها دمرت زورقي مراقبة روسيين قرب الجزيرة.
وأصبحت جزيرة الثعبان رمزا في أوكرانيا إذ في اليوم الأول من النزاع، وفي تواصل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر تسجيل على نطاق واسع يرد فيه حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعبان الصغيرة "اذهبي إلى الجحيم!"، بوجه سفينة روسية دعتهم إلى الاستسلام.
وحقق هذا التسجيل انتشارا كبيرا حول العالم وشكل عنوانا للمقاومة الأوكرانية، حتى إنه ظهر على اللافتات أثناء تظاهرات الدعم في الخارج وبات الآن موجودا على طوابع.
بعد هذا التسجيل، قصفت السفينة الجزيرة وسيطر الروس عليها وتم أسر الجنود الأوكرانيين. وأفرج عنهم لاحقا في عملية تبادل أسرى مع موسكو.

الأكثر قراءة