«سكة سفر» .. كوميديا في قلب الصحراء

«سكة سفر» .. كوميديا في قلب الصحراء
الإخوة الثلاثة في العمل هم أصحاب في الواقع.
«سكة سفر» .. كوميديا في قلب الصحراء
نسيان أم طفلها الرضيع في محطة الوقود.
«سكة سفر» .. كوميديا في قلب الصحراء
خلف الكواليس.
«سكة سفر» .. كوميديا في قلب الصحراء
ملصق العمل.

مثلما كانت "سكة سفر" أغنية العبور للفنان نبيل شعيل إلى النجومية في الثمانينيات، كان العنوان ذاته الذي حمله مسلسل رمضاني جديد هو بوابة العبور لنجومه الشباب سعد عزيز ومحمد الشهري وصالح أبو عمرة إلى قلوب الملايين.
دعوة إلى الضحك، جسدها مسلسل "سكة سفر"، الذي تلعب فيه المغامرات والمفاجآت والمقالب دورا في رسم الابتسامة، ويقابل فيه النجوم أو الأشقاء الثلاثة ضيفا جديدا في كل حلقة، من المسافرين الذين يقطعون الصحراء من خلال طريق سفر قديم، تقع عليه محطة بنزين ونزل صغير وبقالة ورثوها عن أبيهم، في وجبة كوميدية تتلو مائدة الإفطار الرمضاني يوميا.

فكرة جديدة
يجمع الزمان والمكان النجوم الشباب في "سكة سفر"، ويقابلون شخصيات مختلفة في مسلسلهم الكوميدي، الذي يشكل عملا متكاملا بعيدا عن استنساخ أحداث منصات التواصل الاجتماعي، الثيمة الدارجة في عدد من المسلسلات الكوميدية الخليجية.
أما الأحداث التي ينسجها المسلسل، فهي دراما ومواقف إنسانية، وكوميديا خفيفة، تصادفها أحيانا مواقف مرعبة، مثل نسيان أم طفلها الرضيع في محطة الوقود، وانتبهت لذلك بعد مرور ساعتين، لتضع الأشقاء في حيرة من أمرهم، سواء في المسلسل أو في الحياة العملية، ووصفوا التعامل مع طفل رضيع عقب انتهاء الحلقة بأنه "أصعب ضيف مر على نجوم العمل في كل الحلقات".
نجم المسلسل سعد عزيز ذو كاريزما فريدة، وبات ممثلا منتظرا في كل رمضان، بعد النجاح الذي حققه في مسلسل "أوريم"، ويقول عن "سكة سفر"، "إن الأشقاء الثلاثة قرروا خوض تجربة العمل في تلك المنشأة القديمة التي يقابلون فيها مسافرين جددا، ويتعرضون معهم لمواقف طريفة يوميا، ما يشكل وعيهم ونضج شخصياتهم بفعل تلك التجربة الغنية".
وعن دوره، يقول "أقدم شخصية الأخ الأصغر وليد، وهو من مواليد 2000، بمعنى أنه يمثل الجيل الجديد، لكنه يعتبر ذلك انتقاصا، إذ يتعرض للتنمر الودي - إن جاز التعبير - من قبل أخويه حين تقع على عاتقه معظم المهام التي يتهربان منها ويرميانها عليه، وعلى الرغم من ذلك فهما يحتاجان إليه في الأمور الإدارية كالشؤون التقنية والكمبيوتر والإنترنت والسوشيال ميديا واللغة الإنجليزية وغير ذلك".

التوازن بين الشخصيات
يشير الشقيق الثاني والنجم الشاب محمد الشهري إلى أن الاستراحة التي ورثوها عن أبيهم كانت في الماضي مشروعا تجاريا ناجحا، حيث كانت تقع على طريق السفر الرئيس، لذا كانت تغص بالزوار والمسافرين طوال النهار، غير أن فتح طريق سفر سريع وجديد أدى إلى تحول هذا المشروع تدريجيا إلى مكان شبه مهجور.
وقال في تصريح صحافي حول العمل "إن الإخوة اعتادوا القدوم إلى المكان برفقة أبيهم عندما كانوا أطفالا، لذلك تجمعهم ذكريات حميمة فيه، إضافة إلى أن والدهم أوصاهم قبل وفاته بإعادة تشغيل المكان، فقرروا معا خوض تلك التجربة".
ويلعب الشهري في العمل دور ناصر، وهو منافق إلى حد ما، يضع مصلحته أولا، ونراه في بعض المواقف مؤيدا لشقيقه الأصغر وليد، وفي مواقف أخرى نراه داعما لأخيه الأكبر خالد، بحسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية، تفكيره دائما في المال والشؤون المادية، وهو حريص على النقود بشكل كبير، ومن جانب آخر يحب ناصر أخاه جدا، لكنه يفضل أن يمسك بالعصا من المنتصف إن جاز التعبير، لكن الأهم - بحسب الشهري - هو الاحترام الموجود بين الأشقاء، وتقديرهم فارق العمر، ففي بعض الأحيان يمكن لناصر أن يفرض رأيه على وليد باعتباره الأصغر عمرا، لكن احترام ناصر لشقيقه الأكبر خالد يمنعه من التصعيد معه، كما أن هناك توازنا بين الشخصيات الثلاث في النص والسيناريو وسير الأحداث، وهو ما حاولنا أن نجسده في التمثيل، فالتوازن بين الشخصيات مطلوب دائما، وهنا يكمن التحدي الأكبر في العمل.

أصحاب في الواقع
يؤكد الشقيق الثالث صالح أبو عمرة أن الشباب الثلاثة هم أصحاب في الواقع، تجمع بينهم صداقة ومودة حقيقية، ما أوجد جوا من الود والعفوية وراء الكواليس، الأمر الذي لا بد أن ينعكس على الشاشة، وكان التصوير في منطقة صحراوية نائية في ظروف مناخية ومعيشية قاسية، ما فرض تحديا كبيرا على الممثلين وطاقم العمل.
وحول الشخصية التي يقدمها، يقول أبو عمرة "ألعب دور خالد الشقيق الأكبر، وهو من مواليد الثمانينيات، لذا فقد كان أكثر الإخوة معاصرة لوالدهم المتوفى، بمعنى أنه نال القدر الأكبر من التربية الصارمة، ويحاول دائما أن يفرض رأيه عليهما، معتبرا نفسه وصيا على أخويه بحكم السن، مع حرصه على أن يكون متعاونا معهما، فهو يشاركهما بمحبة في كل شيء، ومن جانب آخر نراه يحاول أن يكون لطيفا مع الناس، وإن كانت تلك الخصلة صعبة عليه نسبيا، فهو يعتقد أنه الأفضل والأقدر على تحقيق الإنجازات".

شبح يوقظ الضمير
يحمل العمل في طياته أهدافا وقيما أخلاقية وإنسانية، تطل أحيانا من خلال الحوار مع والدهم المتوفى، الذي يطل ويتراءى للأشقاء الثلاثة على هيئة شبح، كلما فعلوا أمرا سيئا، فيوقظ ضمائرهم ويخاطبها بشكل يومي.
واستغرق تصوير مسلسل "سكة سفر" أكثر من مائة يوم، فيما سبقته استعدادات تجاوزت خمسة أشهر، تمثلت في بناء محطة وقود ونزل وبقالة على طريق سفر يربط الرياض بمدينة أخرى، إلى جانب ردم الرمال وتمهيد الشوارع المحيطة في أرض خالية تماما، لتكون أشبه باستوديو ضخم، يحل عليه نحو 30 ضيفا من كبار نجوم المملكة والعرب والوجوه الشابة، منهم روجينا، رشيد عساف، وعبدالله السدحان الذي كشف في تغريدة له عن مشاركته في حلقتين من المسلسل، إلى جانب حلقة واحدة من مسلسل "سكر سادة" على القناة السعودية الأولى.
ومن الضيوف والمسافرين الثنائي خالد صقر وإلهام علي، اللذان أعادا تجسيد مسلسلهما الناجح "اختطاف" في العمل، في مزيج فريد بين المسلسلين، أما تتر المسلسل فهو أغنية مميزة من كلمات الشاعر خالد الكيادي، وألحان همام حسن، والعمل من إخراج أوس الشرقي، ويعرض على قناة MBC.

الأكثر قراءة