المزارعون الأمريكيون: ارتفاع أسعار القمح سيف ذو حدين
غيرت الحرب الروسية - الأوكرانية خطط شاي ريكتر المتعلقة بمزرعته العائلية في مونتانا. مع تضاؤل صادرات القمح من منطقة البحر الأسود، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، كان ريكتر ينوي زراعة مزيد من الحبوب والقليل من الحمص، والعدس والبازلاء هذا الربيع.
قال ريكتر، "مع الطريقة التي ارتفعت بها الأسعار هنا في الأسبوع الماضي. أعتقد أن الناس أكثر حماسا للزراعة مما كانوا عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر فقط".
لكن خبراء يقولون إن الآمال في أن توقف ماكينة الصادرات الزراعية الأمريكية الأزمة الناشئة في أسواق القمح العالمية من المرجح أن تكون في غير محلها. لقد تمت بالفعل زراعة معظم محصول القمح الأمريكي لهذا العام، في حين أن ارتفاع تكاليف الوقود والأسمدة يحد من الحوافز الاقتصادية التي تقدمها أسعار القمح في شيكاغو، التي وصلت هذا الشهر إلى 13.40 دولار لمكيال الحبوب، في أعلى مستوى لها على الإطلاق.
كانت الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدرة للقمح في العالم بعد روسيا في 2020، في حين احتلت أوكرانيا المرتبة الخامسة. تسببت الحرب الروسية - الأوكرانية في تعطيل شحنات القمح من كلتا الدولتين، ما أثار مخاوف من نقص الغذاء في الدول المعتمدة على الاستيراد.
عادة ما تستجيب سوق الحبوب العالمية للنقص في جزء من العالم عبر طرق باب المناطق الأخرى التي لديها فائض. فعندما حظرت روسيا صادرات القمح بعد الجفاف الشديد في 2010، ساعدت الشحنات الأمريكية على التعويض.
لكن أي رد من الولايات المتحدة سيستغرق هذه المرة بعض الوقت. فبعد محصول ضعيف في العام الماضي، وصلت مخزونات القمح المحلية إلى أدنى مستوى لها في 14 عاما، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية. حيث زرع المزارعون بالفعل 34.4 مليون فدان من القمح الشتوي، الذي يمثل أغلبية إنتاج الولايات المتحدة، وهناك جفاف يزداد سوءا في الولايات المهمة التي تزرع القمح الشتوي مثل كانساس.
أدى الضغط الوشيك على إمدادات الحبوب إلى مناقشة إطلاق الأفدنة المحمية بموجب البرنامج الفيدرالي للحفاظ على الأراضي واستخدامها في الزراعة. قال زاك دوتشينو، مدير وكالة خدمات المزارع الأمريكية، أخيرا "إننا نراقب الأحداث العالمية"، لكن لم يتم اتخاذ قرار بشأن أي شيء.
قال سكوت إروين، خبير اقتصادي زراعي في جامعة إلينوي، "هناك قيود عادلة على مقدار استجابة المزارعين للأسعار المرتفعة هنا في أمريكا الشمالية".
قال بروس روديلي، مزارع قمح شتوي في جنوب إلينوي، إنه من غير المرجح أن يوسع هو وشقيقه من مساحتهما الزراعية في الخريف المقبل لأنهم أرادوا التمسك بتناوب المحاصيل الذي لا يضر بخصوبة التربة. إضافة إلى ذلك، حتى مع ارتفاع أسعار القمح، فإن المدخلات تكلف أكثر. قال روديلي إنه "سيف ذو حدين".
كما ارتفع سعر الديزل، الذي يحتاج إليه المزارعون لتشغيل جراراتهم وشاحناتهم وحصاداتهم، إلى نحو خمسة دولارات للجالون. ارتفعت أسعار الأراضي الزراعية في معظم أنحاء الولايات المنتجة للحبوب في الولايات المتحدة بنحو 20 في المائة العام الماضي، ما حمل المزارعين الذين يؤجرون أراضيهم المتاعب، وفقا لاستطلاعات مسحية أجرتها فروع الغرب الأوسط للاحتياطي الفيدرالي.
في غضون ذلك، قال مايكل ماجدوفتيز، المحلل في شركة رابوبنك إن تكاليف الأسمدة "ترتفع بشكل قياسي حاليا". حيث تستورد الولايات المتحدة 22.4 في المائة من النيتروجين الخاص بها و11.3 في المائة من سماد البوتاس من روسيا وبيلاروسيا، وفقا للباحثين في المعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية.
كما ارتفعت أسعار القمح الربيعي الذي سيزرع قريبا، ما قدم حافزا للمزارعين لتوسيع الزراعة. لكن سيندي جونسون، مزارعة أخرى في مونتانا ورئيسة اتحاد مكاتب المزارع في مونتانا، قالت إنها لن تضيف إلى 2،400 فدان المخطط لها من القمح الربيعي بسبب ارتفاع تكاليف الأسمدة، والوقود، والحبوب، والبخاخات الكيميائية والمعدات.
إنها متفائلة بشكل حذر بشأن ارتفاع أسعار القمح، لكن أرباحها ستعتمد على حجم وصحة محصولها، "سنحظى بالإجابات عندما يهطل المطر أو لا يهطل". نصف ولاية مونتانا في حالة جفاف شديد.
بالنسبة إلى مزارعي الولايات المتحدة الذين لديهم بقايا محاصيل للبيع من العام الماضي، فقد جعلت تحركات الأسعار الجامحة التسويق أكثر تحديا. ففي بعض الحالات، قام تجار الحبوب الذين يشغلون صوامع البلد "بسحب عروض الأسعار النقدية" "لأنهم لا يستطيعون العمل في بيئة تتغير فيها الأسعار بهذه السرعة". حسب قول جوزيف جلوبر، باحث أول في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية وكبير الاقتصاديين السابق في وزارة الزراعة الأمريكية.
قال جلوبر إن أسعار فول الصويا والذرة الصفراء ارتفعت أيضا وهي مربحة للغاية مقارنة بمحاصيل أخرى. في بعض المناطق، يوجد هذا حافزا لزراعة مزيد من الأراضي بهذين المحصولين، اللذين يستخدمان إلى حد كبير لعلف الحيوانات والوقود الحيوي أكثر من استخدامها للأغذية الأساسية، بدلا من القمح.
ترتفع أسعار الحبوب على خلفية أقوى تضخم في الولايات المتحدة منذ 40 عاما، حيث ارتفع مؤشر الأسعار الاستهلاكية بمعدل سنوي قدره 7.9 في المائة الشهر الماضي.
قال شون نيب، المدير العام لشركة بيتشفورد إيليفتور، تاجر حبوب في أكبر مقاطعة لزراعة القمح في إلينوي، "هذه الأسعار المرتفعة لا تساعد المزارع على المدى الطويل". يمكن أن تكون الأسعار استثنائية لكن المزارعين "سيحتاجون إلى كل هذه الإيرادات".