«الكيتامين» .. علاج الاكتئاب في منازل أمريكا

«الكيتامين» .. علاج الاكتئاب في منازل أمريكا
كان الكيتامين يستخدم لعلاج القلق أو الآلام المزمنة في أمريكا.

ازداد استخدام الكيتامين، وهو مخدر وعقار نفساني التأثير، خلال جائحة كوفيد - 19 في الولايات المتحدة بوصفه علاجا ذاتيا للمصابين بالاكتئاب، رغم شكوك تحوم حول فاعليته ومخاطره غير الواضحة على المدى البعيد.
ويعاني فيليب ماركل اكتئابا منذ أن كان مراهقا، وحاول التخلص منه باللجوء إلى علم النفس وعدد من الأدوية، وإلى عقاقير مخدرة أبرزها LSD.
ويؤكد أن الكيتامين هو الوحيد الذي أعطاه شعورا بالوضوح والقدرة على تقبل نفسه بشكل أفضل، خلافا للأدوية الأخرى التي كانت تؤدي إلى تحسن محدود فحسب لوضعه. ويشير إلى أن الكيتامين لم يؤد إلى أي آثار جانبية كتلك التي تسببت بها العلاجات الأخرى.
ويقول ماركل في حديث للوكالة "الفرنسية"، إذا كان من مخدر يمكن إرساله بالبريد، ودواء نفساني التأثير يمكن أن يساعد المرء على تغيير حياته بنفسه، فهو الكيتامين.
كان الكيتامين يستخدم أصلا في الولايات المتحدة لعلاج الاكتئاب أو القلق أو الآلام المزمنة، ولكن كان ينبغي سابقا للمرضى أن يقصدوا المستشفى ليتلقوا العلاج عن طريق الحقن الوريدي.
ودفعت القيود الصحية السلطات الأمريكية خلال الوباء إلى السماح للأطباء بوصف الأدوية من بعد، ومن ضمنها هذا العقار النفساني التأثير وذي السمعة السيئة.
وما كان من شركات، بعضها متخصص أساسا في العلاجات العيادية، إلا أن بدأت بإجراء تقييم لحالات المرضى المحتملين عبر الإنترنت وبإرسال جرعات من الدواء إلى من تنطبق عليهم معايير استخدامه.
واتبع ماركل بروتوكولا للعلاج بالكيتامين من منزله بمساعدة شركة مايندبلوم الناشئة.
ويخشى بعض الخبراء المؤيدين للكيتامين أن يؤدي هذا الرواج غير المنظم إلى حوادث قد تدفع السلطات إلى التراجع عن قرارها، لأن الدراسات عن التأثير الطبي لهذا الدواء على المدى البعيد نادرة.
ويعد بوريس هيفيتس، الأستاذ في التخدير في جامعة ستانفورد، أن اعتماد الكيتامين "ينبغي أن يحصل بتمهل". ويرى أن "الخطر يكمن في تعميم استخدام علاج هو بمنزلة ضمادة بدلا من العمل على إيجاد الحل الذي يتطلب مقاربة متكاملة للصحة النفسية".
وتصنف أدوية أخرى نفسانية التأثير مثل LSD و MDMA، على أنها غير ذات فوائد طبية وخطر سوء استخدامها وإدمانها عال، رغم أن قدراتها في معالجة الاضطرابات النفسية أحيت الاهتمام بها.
وشرعت ولاية أوريجون في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 الاستخدام العلاجي للبسيلوسيبين، لكن الإطار القانوني لتنظيم استهلاكه لا يزال قيد الدراسة.
ولا توجد قواعد محلية خاصة بالكيتامين تستهدف الشركات التي توزع هذه المادة.
ويقول خوان بابلو كابيلو، رئيس شركة نو لايف، الناشئة في هذا القطاع التي أطلقت قبل عام: إن "مخاطر سوء الاستخدام موجودة طبعا، ولكن تم وضع بروتوكول رعاية يجعل احتمالات هذه المخاطر محدودة".

الأكثر قراءة