باتمان .. التغيير يبدأ من شخصية البطل

باتمان .. التغيير يبدأ من شخصية البطل
بوستر الفيلم.
باتمان .. التغيير يبدأ من شخصية البطل
مشهد من العمل.

لطالما جذبت شخصيات الأبطال الأسطوريين مثل شخصية "باتمان" و"سوبرمان" جمهورا عشقهم، فأصبح ينتظرهم بفارغ الصبر، وإن اختلفت أوجه التشابه بينهم، إلا أنهم يشكلون بصمة راسخة في عقول الكبار والصغار على حد سواء، الذين يتوجهون فور صدور الفيلم إلى الصالات وفي داخلهم شوق إلى ما هو جديد. ورغم التجدد الدائم في الممثلين للذين يؤدون هذه الشخصيات إلا أن المشاهد يطمع في مزيد، ويتأمل فيما هو أبعد من الخوارق، خاصة من شخصية "باتمان" التي تعد شخصية مختلفة في عالم "دي سي"، فهو بطل لكنه ليس خارقا، ما شكل تحديا أمام شركة "وارنر بروس" التي أطلقت أخيرا فيلما جديدا من "باتمان"، فهل جاء مطابقا للتوقعات، أم بدأ التكرار يثقل الشخصية ويهزمها؟!
تغيير البطل
التغيير بدأ من البطل، حيث تم اختيار النجم روبرت باتينسون ليخلف النجم بن أفليك في تقديم شخصية باتمان. مغامرة كبيرة لعدة أسباب، أهمها أن شخصية باتمان عنيفة وقوية باعتباره بطل أكشن، أما روبرت باتينسون فقد اشتهر بتقديم أدوار رومانسية ودرامية أشهرها بطولة سلسلة أفلام Twilight بداية من 2008، وأيضا فيلم Remember Me 2010.
ولقد عمدت الشركة المنتجة إلى تفكيك وتحليل بروس واين صاحب شخصية باتمان تماما، باعتباره بطلا خياليا ورمزا ثقافيا، لدرجة أنه سيكون من الظلم تقريبا أن نتوقع من فيلم "ذا باتمان" للمخرج مات ريفز أن يضيف كل هذا الكم الجديد إلى القصة.
من قلب «جوثام»
أما مدينة جوثام فهي عبارة عن صندوق بارود متعفن على شفا الانهيار الاجتماعي التام، حيث بدأ باتمان في المدينة بعد عامين فقط من مسيرة بروس واين، الذي يلعب دوره الممثل روبرت باتينسون بصفته "فارس الظلام"، يعرف سكان "جوثام" أن هناك حارسا وسطهم يلاحق المجرمين ويعاملهم بوحشية، لكن ضراوة الاعتلال الاجتماعي التي تحدد علامته التجارية "للعدالة" تترك كثيرا من التساؤل عما إذا كان هو نفسه وحشا؟
بث الخوف في «جوثام»
على الرغم من أن باتمان يرعب معظم قوة الشرطة في "جوثام"، إلا أنه يشترك في علاقة عمل مضطربة مع جيمس جوردون، الذي يلعب شخصيته الممثل جيفري رايت، وهو ملازم في قسم شرطة مدينة "جوثام" يتنقل باستمرار مع زملائه بسبب استخدامه إشارة باتمان، واستعداده لدعوة "فارس الظلام" في التحقيقات الجارية. على الرغم من أن كلا من جوردون وباتمان من الأخيار، إلا أنهما يتمتعان بالقوة أيضا بسبب قدرتهما على بث الخوف في قلب العنصر الإجرامي في "جوثام" ببساطة، عن طريق تسليط ضوء ساطع في السماء. لكن في حين يعيش عديد من أشرار "جوثام" في خوف من "إشارة باتمان"، فإن هناك أشرارا قادمين مثل ريدلر، يؤدي دوره الممثل بول دانو، الذين ينجذبون إليها مثلما تنجذب الفراشات إلى الشعلة.
الاختلاف في ريدلر
إن شخصية ريدلر هي ببساطة أفضل شرير واقعي لباتمان منذ جوكر هيث ليدجر. إنه بعيد كل البعد عن ريدلر السابق الأكثر شهرة للممثل جيم كيري، حيث يضفي ريفز طابعا عصريا ولمسة شخص قاتل على الشخصية التي تستلهم بشدة من قاتل زودياك في العالم الحقيقي. يغرق دانو في دور هذا القاتل المختل والعبقري في آن واحد، مع واقعية مرعبة.
كوابيس اجتياح المنزل
قبل أن يستقر "ذا باتمان"، يستخدم الفيلم بضع لحظات ثمينة لتحديد ما يشكله هذا الخطر الذي تتخذه اللعبة على ريدلر لنخبة "جوثام" مثل دون ميتشل جونيور رئيس البلدية، الذي يلعب دوره الممثل روبرت بينري جونز، ولا يمكن المبالغة في الدرجة التي استوحى بها شخصية ريدلر في الفيلم من قاتل "زودياك"، لكن الفيلم يقدمه بذكاء باعتباره الأشياء التي تصنع منها كوابيس اجتياح المنزل، مثل فيلم "ذا سترينجرز" وسلسلة أفلام "سو". دائما ما يكون الوقت قد فات بالنسبة إلى أحدث ضحايا ريدلر بحلول الوقت الذي يظهر فيه قسم شرطة مدينة "جوثام". ومع كل دليل مشفر يتركه وراءه ليجد باتمان، يصبح من الواضح بشكل متزايد أنه يبني شيئا أكبر بكثير من أي فرد من طبقة النبلاء في "جوثام".
حبكة متقنة
حبكة باتمان مشغولة بالفعل بما فيه الكفاية بمطاردتها قاتلا متسلسلا، واستكشافها فساد الشرطة، والوقت الذي تقضيه في محاولة تجسيد رؤيتها لبروس واين، غير الاجتماعي والمنعزل، الذي يقترح الفيلم بشدة أنه قد يكون لديه شكل من أشكال التوحد. لكن حبكة باتمان تزداد تعقيدا بسبب وجود كارمين فالكون رئيس الجريمة، الذي يلعب دوره الممثل جون تورترو، وأتباعه أوزوالد كوبلبوت الذي يلعب دوره الممثل كولن فاريل، وزميلتهم سيلينا كايل وهي الممثلة زوي كرافيتز التي تعمل في ناد محلي كنادلة، وتسرق الناس.
الأداء
أداء باتينسون لا يرقى حتى إلى ثاني أفضل أداء في الفيلم، حيث إن أفضل أداءين حقا يعودان إلى زوي كرافيتز وبول دانو، في دوري سيلينا كايل "كات وومن" و"ذا ريدلر" على التوالي. من ناحية كرافيتز، فقد كان اختيارها للدور مثاليا منذ البداية، لكن أداءها العميق للشخصية تمكن من التفوق على توقعاتي المرتفعة بالفعل، حيث تمتلك كل تلك الخفة والبراعة، لكنها بشكل مشابه لبروس واين، تحمل ضعفا أيضا، وفي الوقت نفسه تقنعنا بحاجتها التي لا ترتوي إلى الانتقام. قد يكون باتينسون هو من يصرخ قائلا، "أنا أريد الانتقام"، لكن كارفيتز هي من تغلي بشعور الانتقام. كما يظهر الانسجام بين الممثلين بشكل لا يمكن إنكاره، سواء كانا يتقاتلان أو يتبادلان المعلومات، فإن الأجواء بينهما ساخنة جدا.
ما بين النسخات السابقة
مقارنة بالنسخ السينمائية السابقة من فيلم باتمان، فإن "فارس الظلام" هذا هو أكثر من مجرد شجاع، يعوض افتقاره إلى الخبرة بقدرته على تلقي اللكمات. لكن بعد الحالات القليلة الأولى من رؤية باتمان وهو يتعرض للضرب في وضح النهار، من الصعب عدم تفسير تعدد ذكريات الفيلم من "الانتقام" بأنها تلميحات إلى رغبة باتمان في العودة إلى كل المجرمين التافهين الذين تمكنوا من الهرب بدلا من مهمته الكبيرة، أيا كانت النوايا الحسنة التي يكسبها باتمان، فإن الكيفية التي قتل بها والدا بروس تبددها إلى حد ما، بسبب الدرجة التي يلوحان بها في خلفية هذه القصة، التي حددت بعد نحو 20 عاما من وفاتهما.
يذكر أن محرك البحث جوجل انخرط في حملة الدعاية للفيلم، فعند البحث على "جوجل" عن أحد المصطلحات المتعلقة بفيلم باتمان، مثل Bruce Wayne أو Gotham City أو Bat-Signal سيظهر رمز إشارة "باتمان" بلون أصفر ويتحرك، عند الضغط عليه تصبح الشاشة مظلمة، ثم تظهر إشارة باتمان الشهيرة تتحرك عبر الشاشة.

الأكثر قراءة