كورونا والصحة النفسية

ما زالت جائحة كورونا Covid - 19 ومتحوراتها مالئة الدنيا وشاغلة الناس رغم مرور عامين من بدايتها، وما زالت تضرب في أكثر من بلد على الرغم من الدور الكبير الذي حققته نتائج اللقاحات في الحد من انتشارها ومن تأثيراتها. لقد صاحب هذه الجائحة كثير من التداعيات سواء على مستوى الأفراد أو الشعوب فما بين كساد مالي وركود اقتصادي وبطالة اجتاحت عديدا من الدول وأضرارا صحية بالغة أرهقت السلطات الصحية، ودفعت العالم بأسره إلى اتخاذ إجراءات حاسمة خاصة فيما يتعلق بإجراءات السفر فيما بين الدول، إلا أنها لم تقف عند هذا الحد بل برزت ظاهرة صحية أخرى ظهرت ملامحها جلية مع مرور الوقت، سواء على من أصيبوا بالفيروس أم على أفراد أسرهم ومحبيهم، وعلى من تضرر من الجائحة بشكل أو بآخر، وهي ظاهرة العواصف القوية التي أخذت تجتاح الصحة النفسية فزادت معدلات الاكتئاب وفقدان الشعور بالأمان، وظهرت المؤشرات التي تعرف بمؤشرات القلق والتوتر التي تشمل صعوبة التركيز واضطرابات النوم والخوف وتغير المزاج والشعور بالوهن والآلام في الجسم إلى غير ذلك.
المجلة الطبية الدولية المشهورة The Lancet أشارت إلى ازدياد حالات القلق والاكتئاب بأكثر من الربع على مدى 2020 وهو العام الذي شهد التفشي الأكبر للوباء، وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية WHO تدعو الحكومات إلى أن تولي أهمية كبيرة لقطاع الصحة النفسية للتعامل مع تلك التداعيات. ولذا أكد المختصون أنه عند التعامل مع فيروس كورونا ومتحوراته، فإن الاهتمام بالصحة النفسية يجب ألا يقل عن الاهتمام بالصحة الجسدية، وأشاروا إلى عدد من الإجراءات للتأقلم مع الوضع والحفاظ على قوة التحمل منها الثقة بالله سبحانه وبتدبيره وحسن التوكل عليه واللجوء إليه.
والتفاؤل المستمر بما ستؤول إليه الأمور، والتحدث إلى من يثق به الشخص ومناقشة أي أفكار سلبية معه، وتقوية الجهاز المناعي من خلال نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق والتغذية الصحية المتوازنة، والابتعاد عن متابعة الأخبار المتعلقة بالفيروس. وإن لزم الأمر فيتم التواصل مع الأخصائيين لطلب المساعدة. ويعد المجتمع السعودي من أقل المجتمعات تضررا من الناحية النفسية، وذلك بفضل الله ثم بجهود جميع قطاعات الدولة وتعاملها الحكيم والحازم، ما انعكس على استتباب الأمن النفسي للمجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي