تقلبات السوق تترك منتقي الأسهم البارزين في العراء

تقلبات السوق تترك منتقي الأسهم البارزين في العراء
الطبيعة الجامحة لتقلبات السوق تعني أن بعض كبار المديرين عانوا انخفاضات أكبر بكثير.

أدت البداية المؤلمة للعام بالنسبة للأسهم العالمية إلى إعاقة أداء عديد من منتقي الأسهم النجوم، وفاقمت النتائج المخيبة للآمال التي أعلنتها "ميتا"، الشركة الأم لفيسبوك، الأسبوع الماضي الألم في بعض أسهم التكنولوجيا.
من بين هؤلاء الذين يواجهون خسائر ضخمة ويليام دانوف. صندوق فيديلتي كونترافند الذي يملكه، البالغ قيمته 131 مليار دولار - أحد أكبر صناديق الأسهم التقليدية المدارة بنشاط في صناعة الاستثمار - انخفض أكثر من 11 في المائة منذ بداية 2022 حتى إغلاق الخميس الماضي، بعد أن تراجعت أسهم"ميتا"، أكبر رهان له، بمقدار الربع في يوم واحد.
تعرضت أسهم شركات التكنولوجيا إلى ضغوط منذ العام الماضي، عندما أدى تزايد المخاوف من قيام البنوك المركزية بعكس سياساتها التحفيزية إلى اضطرابات في الأسواق المالية. في 2022 عززت البنوك المركزية بقيادة الاحتياطي الفيدرالي عزمها على رفع أسعار الفائدة، ما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق أدت بدروها إلى انخفاض مؤشر إم إس سي آي للأسهم العالمية 5.1 في المائة.
قال إد يارديني، من "يارديني ريسيرش"، "المصدر الرئيس للتقلبات هو الاحتياطي الفيدرالي الذي يعاقب أسواق الأسهم من خلال احتمال تشديد السياسة النقدية". أضاف، "يعكف الاحتياطي الفيدرالي على تحول صعب من سياسة نقدية سهلة إلى أخرى متشددة، وهي أكثر إيلاما وربما تكون أطول مما يجب أن يكون. نعتقد أن العقاب سيستمر حتى تتحسن الروح المعنوية".
لقد أصابت الكآبة بعض أكبر الأسماء في الصناعة. في شركة بيلي جيفورد في المملكة المتحدة، صندوق الرهن العقاري الاسكتلندي الذي تبلغ قيمته 15.2 مليار جنيه سترليني، تحت إدارة توم سلاتر، تراجع 21 في المائة في 2022، وهي أسوأ عائدات منذ الأزمة المالية في 2008.
صندوق قروث أوف أمريكا التابع لـ"كابيتال جروب" البالغة قيمته 292 مليار دولار، والذي يديره فريق مكون من 13 شخصا من كبار مديري المحافظ في الولايات المتحدة، انخفض 12 في المائة هذا العام. وتعد هذه نكسة مفاجئة لأكبر صندوق أسهم نشط في العالم، حقق متوسط عائد سنوي يقارب 14 في المائة منذ إنشائه في 1973.
كانت أسواق الأسهم قد بدأت في وقت مبكر من الأسبوع الماضي في استعادة قوتها بعد كانون الثاني (يناير) المضطرب، حتى أعلنت "ميتا" أرقاما مخيبة للآمال مساء الأربعاء. أدى ذلك إلى محو أكثر من 230 مليار دولار من قيمة الشركة السوقية وأثار نوبة أخرى من الاضطراب لكثير من أسهم شركات التكنولوجيا.
كتب بول سينجر، رئيس شركة إليوت مانجمنت، في رسالة حديثة إلى المستثمرين اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، "ربما تكون الأكثر جموحا بين الأسهم الجامحة، المفضلة في السوق، قد بدأت في التقلب".
فندسميث، صندوق الاستثمار البارز الذي تبلغ قيمته 26 مليار جنيه استرليني الذي يديره صانع الأسهم البريطاني الشهير، تيري سميث، انخفض 10.8 في المائة في 2022 وفقا لبيانات "رفينيتيف"، بعد خسائر "ميتا" الكبيرة وخسائر مماثلة في "باي با".
الصناديق الكبيرة التي تدار بنشاط في "تي رو برايس" و"إنفيسكو" و"بولين كابيتال" تأثرت أيضا بانهيار سعر سهم "ميتا" وما نتج عن ذلك من بيع لأسهم التكنولوجيا، الذي أدى إلى انخفاض مؤشر ناسداك المركب 3.7 في المائة الخميس ودفع خسارة هذا العام إلى 10 في المائة على الرغم من انتعاش الجمعة.
قال أندرو بير، من شركة دايناميك بيتا إنفستمنت، "كان 2021 عاما مروعا بالنسبة إلى منتقي الأسهم وكان كانون الثاني (يناير) أسوأ".
لم يكن "تحطم أسهم التكنولوجيا" موحدا. أبلغت شركات مثل "أبل" و"مايكروسفت" وأخيرا "أمازون" عن نتائج أفضل من المتوقع ساعدت على رفع أسهمها. في بعض الحالات، خفف هذا من الضربة التي يتعرض لها منتقو الأسهم، حيث استثمرت شركة كونترافند التابعة لـ"دانوف" أيضا بشكل كبير في "أمازون" و"مايكروسفت" و"أبل" و"بيركشاير هاثاواي، التابعة لوارن بافيت"، وهي واحدة من الأسهم القليلة التي حققت مكاسب في 2022.
صناديق التحوط التي تركز على أسهم النمو خسرت 3.7 في المائة في المتوسط في كانون الثاني (يناير)، وفقا لمجموعة البيانات إتش إف آر، وهي أكبر خسارة شهرية لها منذ ظهور جائحة فيروس كورونا في آذار (مارس) 2020، بينما خسرت صناديق التحوط بشكل عام 1.5 في المائة. لكن الطبيعة الجامحة لتقلبات السوق تعني أن بعض كبار المديرين عانوا انخفاضات أكبر بكثير.
لي آينسلي، من "مافريك كابيتال" – الذي يسمى "شبل النمر" وعمل سابقا في "تايجر مانجمنت" - خسر 21.2 في المائة منذ بداية العام حتى 28 كانون الثاني (يناير)، وفقا إلى أرقام مرسلة إلى المستثمرين. زميله ستيف ماندل، من شركة لون باين، خسر 11.9 في المائة خلال الفترة نفسها، وفقا لما لمصدر مطلع. لم يرد مافريك على طلب التعليق. وامتنعت "لون باين" عن التعليق.
خسر أليستر هيبرت، أحد مديري صناديق التحوط الأفضل أداء في "بلاك روك"، نحو 9 في المائة في صندوق الأسهم الاستراتيجية الخاص به الشهر الماضي، وهو أحد أسوأ شهوره على الإطلاق، بعد تعرضه إلى خسائر في بعض أسهمه الدفاعية، حسبما قال أشخاص رأوا الأرقام. امتنعت "بلاك روك" عن التعليق.
بالنسبة إلى بعض المديرين المتشائمين، هبوط السوق يوفر تبريرا طال انتظاره. حقق كريسبين أودي، من "أودي أسيت مانجمنت"، الذي توقع منذ فترة طويلة ارتفاعا في التضخم، ربحا 23.5 في المائة في صندوقه الأوروبي الشهر الماضي وكان واحدا من الأفضل أداء في الصناعة، وفقا إلى أرقام مرسلة إلى المستثمرين، ساعدته على ذلك رهانات ضد السندات الحكومية البريطانية وضد الأسهم.
باري نوريس، كبير مسؤولي الاستثمار في "أرجونوت كابيتال"، الذي توقع سوقا هابطة، حقق 5.5 في المائة الشهر الماضي. قال، "ليس هناك كثير من التحوط من قبل صناديق التحوط الأخرى. كثير من صناديق التحوط أصبحت صناديق مؤشرات مع ضريبة أداء".

الأكثر قراءة