هل من المقبول ارتداء ملابس غير رسمية في مكان العمل؟

هل من المقبول ارتداء ملابس غير رسمية في مكان العمل؟
الجائحة عجلت بشكل واضح بتغيير ملابس العمل إلى الطابع غير الرسمي. "جيتي"
هل من المقبول ارتداء ملابس غير رسمية في مكان العمل؟
الجائحة عجلت بشكل واضح بتغيير ملابس العمل إلى الطابع غير الرسمي. "جيتي"

أرخت قواعد اللبس في مكان العمل ربطة عنقها، ووضعت قدميها على المكتب. لكن ماذا يعني ارتداء ملابس غير رسمية في حياتنا المهنية، بخلاف القدرة على التركيز براحة؟ هل تظهر هذه السترة ذات القلنسوة عملاقا تكنولوجيا في حالة انتظار، أو تعطي انطباعا بأنك تلعب لعبة أنيمال كروسينج Animal Crossing تحت مكتبك أثناء مكالمات برنامج زووم التي لا نهاية لها على ما يبدو؟
أخبرني جوناثان كولي، الذي يرأس مجموعة التكنولوجيا في شركة المحاماة كليفورد تشانس، عبر "زووم" أن الجائحة عجلت بشكل واضح بتغيير الملابس الموجودة في الخزانة إلى ملابس غير رسمية، وأن الشركة تبنت ذلك.
يقول: "عندما ضربت الجائحة كان بعض مديري أكبر شركات الأسهم الخاصة والبنوك وصناديق التحوط وحراس البوابات التقليديين في وول ستريت يظهرون على زووم مع أطفالهم وهم يرتدون سترات ذات قلنسوة". يضيف: "كانت هناك درجة من الألفة. لا يمكنك القول إن جميع البنوك أو صناديق التحوط ستكون على هذا النحو، لكن كان هناك استرخاء عام. إنه جزء من الحياة المختلطة".
عندما كنا نتحدث، كان يرتدي جاكيت مزدوج الصدر بأزرار ذهبية من ماركة إيه بي سي فوق قميص قصير الأكمام، وهو مظهر يشبه الذي نراه في حفلات اليخوت أكثر من كونه مظهر محامي عادي. يصف "الأسلوب الانتقائي المبهج" الذي اعتمده الزملاء قبل أحدث توجيهات المملكة المتحدة للعمل من المنزل، قائلا: لا توجد بدلات ولكن كثيرا من السترات ملفوفة الرقبة على غرار ستيف جوبز، والبدلات الرائعة على النساء، والمزيد من الملابس المحبوكة، والكنزات، والتحول من الملابس أحادية اللون إلى المطبوعات والأنماط الجريئة.
أطلعني كولي على صورة جماعية تعود إلى كانون الأول (ديسمبر) لرجال يرتدون قمصانا ذات ياقة من نوع بولو وأحذية رياضية جديدة وأحذية من نوع تشوكا، ونساء يرتدين قطعا مختلفة من سراويل مقلمة إلى سترات براقة وبناطيل جينز. يلاحظ كولي أن "بعض الناس يريدون أن يلبسوا بطريقة تظهر قوة الشخصية. ويريد بعضهم أن يعكسوا حقيقة أنهم يعيشون في هاكني ويصنعون الفخار في عطلة نهاية الأسبوع. هناك رغبة في أن نكون على طبيعتنا، لا أن نظهر الوجه الجاد".
بغض النظر عن الجانب العملي، يشعر كولي بقوة أنه "مؤشر على تحول ثقافي عميق. إنه ليس أمرا سطحيا. ترتبط القدرة على التعبير عن نفسك من خلال اللبس بوجود مكان عمل أكثر تقدما وتنوعا. لا يمكنك فعل ذلك إذا كنت تخبر الناس أن عليهم أن يبدو متشابهين".
زميلته لورا ييتس، رئيسة الخريجين المواهب في "كليفورد تشانس"، تعتقد هي الأخرى أن قواعد اللبس المخففة تساعد على تعزيز مكان عمل أكثر شمولا. تقول منذ نحو خمسة أعوام، غيرت الشركة نهجها في قواعد اللبس لفعاليات توظيف الخريجين لأن كثيرا من الطلاب "يختارون بأنفسهم الخروج بسبب عدم وجود ملابس مكتب رسمية تقليدية".
تضيف أن ارتداء الملابس بشكل فردي يتماشى مع استحضار نفسك بالكامل في العمل "ويكسر الحواجز التي تعني أن الأشخاص يتبنون شخصية معينة عندما يدخلون إلى مؤسسة. يشعر الناس براحة أكبر عند تفسير معنى اللباس المهني بالنسبة إليهم".
السماح للناس باتخاذ قرارات تخص لباسهم أمر يبني الثقة. مثلما لا يعني بالضرورة أن الشركات التي تقدم عطلات غير محدودة أن الموظفين سيشدون رحالهم إلى الشاطئ مع فلامنجو قابل للنفخ لأوقات طويلة، فإن قواعد اللباس المخففة لا تعزز تلقائيا انعدام الترتيب.
هي أيضا أكثر اقتصادية. مع توجيهات العمل الهجين والعمل من المنزل، لم يعد من المنطقي وجود كثير من الملابس باهظة الثمن في خزانة الملابس التي تمثل نقطة جذب للعث. في جميع المجالات، تقوم النساء المهنيات بتبديل البدلات العادية أو الفساتين بقطع مختلفة يمكن ارتداؤها خارج المكتب، واستخدامها أكثر. لاحظت مارين دي هارتوي، مديرة الاستثمار في شركة ستينهام أسيت مانجمينت، أنه "من خلال الذهاب إلى المكتب بشكل أقل، يمكن أن تكون لديك خزانة ملابس أصغر تحتوي على عدد قليل من القطع باهظة الثمن".
بينما قد يكون لباس الموظفين غير رسمي على زووم أو الاجتماعات الداخلية، يمكن أن تمثل اجتماعات العملاء قصة مختلفة. يعترف كولي، من "كليفرورد تشانس"، بأن "هناك بعض الإرشادات. قاعدة عملائنا الضخمة الآن هي شركات التكنولوجيا الكبرى في الساحل الغربي التي لطالما كانت تقدمية، لكن سيكون هناك عملاء حيثما يكون من المناسب ارتداء بدلة وهذا احترام لهم".
تقول دي هارتوي، من "ستينهام"، عندما كانت هي وزملاؤها في المكتب أثناء الجائحة "كان الكثير منهم يرتدون بناطيل جينز لم يكونوا يرتدونها من قبل. لكن بالنسبة إلى الاجتماعات الخارجية، من المفترض أن يرتدي فريقها ملابس مهنية (عدم تهندمك) لن يكون مقبولا".
في إدارة الأصول يميل الأشخاص، كما تقول، إلى أن يجعلوا ملابسهم تتناسب مع العملاء والمناسبة: "قبل أن تقابل أحد العملاء، عادة ما تخوض كثيرا من المحادثات وتبحث عنه. إذا كان لا يزال لديك شكوك حول أسلوبه في اللبس، فأنت تتأنق. مع العائلات التقليدية من سويسرا، مثلا، أو كبار السن، لن ترتدي الجينز والأحذية الرياضية، بل سترتدين فستانا أو ترتدي بدلة. لدينا عملاء من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا ويفضلون في الواقع أن ترتدي ملابس مثلهم. يمكن أن يكون لبسك غير الرسمي وسيلة للتوافق وكذلك إزالة بعض الارتباطات السلبية للأشخاص من الصناعات المالية".
يقول أوليفر، خبير استشاري يبلغ من العمر 30 عاما في لندن، إن مديريه يهتمون فقط بارتداء الملابس غير الرسمية "إذا كنا غير رسميين أكثر من العميل. إذا كانوا في مجال المال أو مصرف أو صندوق أسهم خاص، فعادة ما يرتدون ملابس جيدة. أو على الأقل قميص (بياقة)".
بدون القواعد الموثوقة للبدلات وقواعد اللبس، قد يكون لفت الانتباه الصحيح أمرا محفوفا بالمخاطر. الزي الرسمي الفعلي، مثل اليقين المهدئ لقائمة طعام محددة السعر، يزيل شلل القرار. "الأمر يختلف إذا كنت ستحضر اجتماعا في باريس، عن اجتماع في ميلان"، حسبما تقول كارين هارفي، المسؤولة التنفيذية عن التوظيف في نيويورك ولندن. تضيف "ابحث، ابحث على وسائل التواصل الاجتماعي. أنت لا تريد المبالغة في اللبس لأن الناس يقرؤون ذلك على أنه خطأ ثقافي".
عندما تحدثنا كانت في طريقها إلى اجتماع مع الرئيس التنفيذي لماركة أزياء. كانت ترتدي للاجتماع بنطالا أزرق داكنا وسترة من ماركة ذا رو. تقول: "نحن نعيش في نظام عالمي جديد". تضيف "لا أعتقد أن الأمر يتعلق بارتداء الملابس غير الرسمية أو الرسمية، فقد أصبح الجميع أكثر اعتيادا على التفكير في كيفية الشعور والظهور بشكل جيد. سواء كان ذلك على زووم أو شخصيا، فإن الزي له دور كبير في نمط الحياة الجديد وأعتقد أننا لا نزال في مد وجزر".

الأكثر قراءة