Author

أنماط الشخصية

|
خلق الله الإنسان وفضله على بقية المخلوقات إلا أنه من الملاحظ اختلاف الناس فيما بينهم اختلافا كبيرا في الجوانب الشخصية وقد يكون ذلك في الأسرة الواحدة، بل بين الأشقاء. فهل يا ترى هذا الأمر فطري جبلي أم أن للبيئة الاجتماعية والمادية دور في ذلك؟ يرى علماء النفس أن الوراثة تلعب دورا مهما في تكوين النمط الشخصي للإنسان، ومع ذلك يثبتون أن لطبيعة البيئة التي ينشأ فيها دور مهم. إن المتأمل لأنماط شخصيات البشر ليأخذ منه العجب كل مأخذ حيث تتباين تلك الأنماط تباينا كبيرا، فتجد صاحب أو صاحبة الشخصية الحادة والمزاج الصعب الذي يوصف بعدم استقرار مشاعره وانفعالاته، "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب" - كما يقال! وتجد صاحب الشخصية الضجرة الذي لا يرتاح ولا يهدأ له بال ما لم يكن هو محط اهتمام الآخرين. وتجد الشخصية النرجسية المتكبرة التي يرى صاحبها الناس صغارا في عينه وما علم أن الناس يرونه صغيرا.
وهناك الشخصية الإجرامية "السيكوباتية" التي يصعب عليها التوافق مع الأنظمة والضوابط المجتمعية وتمارس الخداع والاحتيال. كما تجد الشخصية التجنبية التي يفتقد صاحبها الثقة بنفسه، فتجده يتجنب الاختلاط بالآخرين ويبتعد عن الوظيفة التي تجعله في مواجهة الناس. وهناك الشخصية الاعتمادية التي يلجأ صاحبها دوما إلى الاعتماد على الآخرين ويرغب في أن يتولى غيره المسؤولية عنه. أما صاحب الشخصية الاكتئابية فتجده ينظر بسوداوية إلى مختلف جوانب الحياة ويكثر التشكي من كل شيء.
ومن أجمل الشخصيات تجد الشخصية الودودة التي تحب الناس ويحبها الناس، فهي تحرص على مساعدتهم وتأنس بتحقيق متطلباتهم. على حين هناك الشخصية الثرثارة التي لا تكل ولا تمل من الحديث حتى إن كان مكررا. المهم أن تتكلم وقلما تعطي الآخرين فرصة للحديث. وهناك الشخصية المتعالمة التي لا تترك مجالا إلا وترى نفسها هي الأدرى به والعالمة بخفاياه، إذ ليس في قاموسها جملة "لا أعلم" على الإطلاق. أنماط الشخصيات البشرية لا تنتهي عند حد، ولذا فإن التعامل معها يكون على حسب طبيعتها.
ومن أراد أن يتعرف على شخصيته فقد أوجد علماء النفس عددا من طرق التقييم والاختبارات لتحديد أنماط الشخصيات، معتمدين في ذلك على مجموعة من السمات التي يتحلى بها إنسان دون آخر.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها