ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

تنصيص الآخر
دراسات هذا الكتاب تقارب موضوعا يتصل بالكتابة الشعرية وما اقترحته دروس التناص والتأثر، هو المثاقفة الشعرية، ما يعد ضروريا لتكوين الشاعر الذي لا يمكن أن يكتفي بموهبته وقدراته، ولثقافة القصيدة التي يشحب دمها وتفتقر إلى الحيوية حين تنقطع عن المصادر التي ترفد الموهبة وتعمقها بجانب الخبرة والتجربة الإنسانية. وإذا كان للترجمة والدراسات المقارنة إسهامها الواضح في المثاقفة مع الآخر بطريق تقديمه كما في متونه وعبرها فيكون باثا والمتلقي العربي مستقبلا، فإن درس المثاقفة، والمثاقفة الشعرية خاصة، يهب القراءة فرصتين: أولاهما :أنه يتفحص وجود الآخر والصلة به عبر متون عربية يكون التناص والتأثر والهضم أهم مبرراتها وأركانها أيضا. وثانيهما: أنه يتيح فنيا تلمس الكيفيات النصية التي تمت بها.

لون الماء
من مقدمة الديوان نقرأ: يقولون: القصيدة مضمون وشكل. بقليل من الاهتمام أنظر إلى هذه المقولة، فقد خرجت الليلة الفائتة متعبا تعبا غير عادي بعد قراءة هذه المجموعة الشعرية: فهي لا تقول لك الأشياء والمعاني والصور، هي تجعلك على نحو مباغت شيئا أو معنى أو صورة، معلقا بين الوجود والعدم، ومحدقا في وردة يدهشك ما حل بها من الدمار، ويدهشك أكثر كل هذا الجمال الذي بقي لها. وردة أوتيت أيضا بياناتها الداخلية في عدد من قضايا الحياة والفن والفلسفة، منعها من أن تخرج على حل عقلها ما هو أجدر بالخروج على حل شـعرها. ليلة أمس، لم أكن أقرأ "لون الماء"، كنت مع عبد الكريم بدرخان ... مع رجل غزير الدموع والأزهار البرية لا كغيره من منتجات الحداثة.

أن تكون هناك
اسمه تشانس لأنه ولد بمحض المصادفة لا يملك عائلة لا يملك هوية لا يعرف الكتابة أو القراءة بستاني يعمل في حديقة عجوز يكمل آخر لحظات حياته. علاقته بالعالم لا تتجاوز سور الحديقة وشاشة التلفاز التي اختصرت العالم الخارجي وأراحته من مشقة اكتشافه. يموت العجوز ويجد تشانس نفسه على الهامش مشردا بلا وجهة لكن القدر يقف إلى جانبه مرة أخرى ويصنع منه نجما يربك المجتمع الأمريكي بأكمله ويجمع كل وسائل الإعلام ويدفع أهم أجهزة الميديا إلى الركض خلفه معتقدة أنه يملك وصفة الخروج بالاقتصاد الأمريكي من ركوده. حولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي تم اختياره من قبل مكتبة الكونجرس الأمريكي للحفاظ عليه في السجل الوطني للسينما، ما جعله ذا أهمية ثقافية وتاريخية وجمالية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون