موقف لله يا محسنين
في مشوارك اليومي في مدينة الرياض سواء للعمل أو لقضاء احتياجاتك كم مرة تلف وتدور بحثا عن موقف لسيارتك؟ على افتراض أنك ممن يحرصون على الالتزام بالنظام وعدم إزعاج غيرك بإيقاف سيارتك بالعرض والطول؟، أتوقع أكثر من مرة إلى ثلاث مرات، هناك أزمة مواقف سيارات تتفاقم في مدينة الرياض وأسبابها كثيرة أولها أنظمة البناء التي لم تضع هذه المشكلة في الحسبان.
حسب الإحصائيات المتوافرة وهي قديمة نسبيا هناك مليونا سيارة في العاصمة بخلاف السيارات الحكومية، التوقع والانطباع أنها أكثر من هذا العدد بكثير خاصة بعد أعوام من قيادة المرأة للسيارة بما يعني إضافة عدد كبير من السيارات الجديدة إلى الطرق، وفي ذروة الازدحام المروري أي في الوقت الذي تكون فيه السيارات تسير في الطرق من الصعب أن تجد موقفا لسيارات في أغلب المواقع، لذلك اتجه البعض إلى استخدام سيارة أجرة بسائق لقضاء لزومه وترك سيارته في مكان آخر.
في جانب آخر، فإن هناك عددا من الأنشطة التجارية الصغيرة خصوصا التي تقع على شوارع كبيرة تلهث للبقاء إذا لم تكن أقفلت أبوابها، عدم توافر مواقف أمام أو بجوار المحل يدفع إلى تركها والبحث عن محال أخرى، في العادة لا يكتشف القادمون الجدد إلى الأنشطة التجارية ذلك إلا متأخرا وبعد أن دفعوا “تحويشة” العمر في إيجار وديكور يقفل بعد أشهر من الافتتاح.
هل سيكون النقل العام هو الحل؟ من الصعب التوقع بأثر النقل العام لكن إلى أن تتضح الصورة هناك حاجة ماسة إلى البحث عن حلول ولو مؤقتة.
من الحلول المقترحة هناك أراض بيضاء في مختلف مواقع المدينة منها ما هو قريب من مواقع مكتظة بالسيارات المتوقفة بالطول والعرض، لماذا لا تلزم الأمانة أو وزارة الشؤون البلدية أصحابها بتأجيرها أو استخدامها مواقف للسيارات بعد تجهيزها، خاصة أن كثيرا من هذه الأراضي باقية على حالها أعواما لأسباب تخص ملاكها، فإذا كان أصحابها لم يعتزموا الانتفاع بها لعام أو أكثر يتم النظر في الإلزام، هذه الفكرة على بساطتها ستسهم في حلول مؤقتة وربما تفتح أبوابا لمشاريع صغيرة للشباب، دخل بسيط بتكلفة معقولة.
بالنسبة إلى غير الملتزمين بالأنظمة ممن يرمون مشكلتهم “سياراتهم” على الآخرين ويوقفونها كيفما اتفق دون إحساس بمن حولهم أو حذر من الخطر والمخالفة فهذا المقال لا يعنيهم.