ملك يسابق الزمن
صادف أول من مس الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، في مسيرة كانت وستظل حافلة بالتطورات والمتغيرات على مختلف الأصعدة، وهي سبعة أعوام كانت مختلفة بالفعل عن كثير من الأعوام أو ربما العقود التي مرت على المجتمع السعودي من حيث سرعة وأهمية الإصلاحات التي تمت فيها، وحجم الفساد الذي تم القضاء عليه، والأحلام والآمال التي أطلقت ونفذت.
أثبت السعوديون الولاء والحب والوفاء متطلعين لمزيد من العطاء والنماء، والتطلع إلى "المزيد" والحديث عنه سمة كرسها الملك سلمان وطبقها ولي عهده الأمين، وما الإنجازات التي جرت وتجري وستجري من خلال الرؤية السعودية 2030 إلا شواهد عصرية على المنجز والمأمول.
المتأمل في علاقة الحاكم والمحكوم في السعودية سيرى كيف تحقق "ولاية الأمر" كمفهوم راسخ في وجدان الإنسان المسلم الإصلاح والعدل، وكيف هي كلمتا " المنشط والمكره" عنوانان أساسان في "البيعة" التي في أعناقنا جميعا، والتي من دونها أعناقنا جميعا.
اختبر السعوديون "مكاره" كثيرة في تاريخهم الحديث، وأثبتوا دوما أنها لا تزيدهم إلا ترابطا وتوحدا، وأثبتوا للعالم أجمع أن ما يقولونه من مشاعر الحب والولاء في "المنشط" هو حقيقة واقعية وليس استهلاكا إعلاميا أو تزلفا، وهم صدقوا في بيعتهم كما صدق الملك وولي عهده في رعايتهما ووضع مصالحهما ومصالح بلادهما فوق كل، وأي اعتبار.
لقد سابق الملك سلمان بن عبدالعزيز الزمن في سبعة أعوام، وغير أشياء كاد السعوديون وربما العالم معهم يعتقدون أنها لا تتغير في السعودية، وأثبت أن مؤسسة الحكم في السعودية تحافظ على أصالتها ومبادئها الأساسية، لكنها منفتحة على التحديث والتطوير وتغيير النمطي والسائد طالما بقيت في وسطيتها واعتدالها.
يحتفي السعوديون بذكرى بيعة ولي الأمر وقد ازدادت مكانة وأهمية المملكة على الساحة الدولية، وازدان تاريخها بمزيد من المواقف الصلبة، وكثير من الوضوح تجاه ما يمس مصالحها ثم مصالح أشقائها، حتى مصالح أصدقائها.
كل يوم يرى السعوديون بلادهم تتطور على أكثر من صعيد، وتعيد صياغة التنمية، تنمية الإنسان، والمكان، وتروم مزيدا من القوة، القوة التي تستمدها من هذه العلاقة المتينة بين القيادة والشعب، ومن شحذها لهمم جديدة بحثا عن قمم أخرى.
كل عام وكل ذكرى بيعة، وكل يوم وملكنا بخير، يقودنا وولي عهده إلى مواجهة تحدياتنا بأنفسنا، وصناعة مستقبلنا برؤيتنا، ومزيد من البناء بأيدي الأبناء الذين يضعهم ويضع مستقبلهم وتعليمهم نصب عينيه لحظة بلحظة.