Author

عِش اللحظة

|
من أطرف ما وصل لي صورة محادثة من أحد الحسابات الاجتماعية يسأل أحدهم في بدايتها..
"لنضع المال جانبا.. ما الشيء الذي يجعلك سعيدا؟ فجاءه جواب أكثر المجيبين يقول، "المال الذي وضعناه جانبا".
إجابة "واقعية" عن سؤال "رومانسي"، وصفة السؤال لم تعد دقيقة، لأن الرومانسية الحديثة في زمن الاستهلاك أصبحت لها متطلبات مادية أكثر، أو هي خضعت إلى التسليع شأنها شأن كثير مما صمد في وجه المال ثم انهار عمليا بعد صمود نظري لا بأس به.
منذ الأزل والناس تبحث عن السعادة، لكن المشكلة فيمن يقع في "فخ" محاولة الوصول إلى تعريف واحد لها، أو سبب معين لها، فهل هي "فائض" المتعة بعد الحصول على أساسيات لا بد منها؟ أم أنها الدرجة التي نشعر عندها بالرضا عن حياتنا؟ ويمكننا الدوران إلى ما لا نهاية في حلقة الأسئلة، فدرجة الرضا تعتمد على ما لدينا، وما لدينا يعتمد - ولو جزئيا - على المال، حتى الصحة باتت اليوم ترتكز - بعد رحمة الله ولطفه - على إمكانات الفرد.
هل تتذكرون الطرفة عن الرجل التي تقول إنه مفلس، وعلى خلاف عائلي، وسيارته معطلة، ومنذر بالفصل من العمل، ثم يتكئ جوار صديقه سائلا إياه "ما ودك نسافر؟"، ويبدو هذا للوهلة الأولى من مراتب السعادة، لأنه إن لم يكن كذلك، فهو من مراتب الخلل النفسي!
هذه أسئلة وتساؤلات سعادة الفرد، ولا يمكن إغفال السعادة الجمعية لأي مجتمع عبر العوامل الموضوعية المرتبطة بالسعادة مثل مستوى المعيشة والصحة والتعليم، والمشاركة في الحياة الثقافية، والحيوية المجتمعية، والصحة البيئية والتوازن بين العمل والحياة، والقائمة طويلة ومختلفة من شعب إلى آخر.
أكثر ما يسعدنا في بلادنا الأمن والأمان، والتناغم مع ولاة الأمر، واستقرار بلادنا سياسيا واقتصاديا، ونعمل اليوم وفق رؤيتنا الجميلة على "جودة الحياة" التي ستزيد سعادة الجميع، ولا بد أن تشكل نسبة من سعادة كل فرد. وعودا على بدء، فلا يمكن أن يتفق الناس على إجابة، لكن الأغلبية تتفق على أهمية المال؛ لأنه ببساطة يجلب أشياء تساعد على السعادة، ولأن الحياة العصرية اشتد ارتباطها به، خاصة لسكان المدن.
أخيرا - وبعد توافر المال الكافي - ستكون إجابتي عن السؤال أعلاه، تعلّم عِش اللحظة.. ممن؟ من أي طفل لم تسرقه الأجهزة الذكية ولا يزال محتفظا ببراءة الاحتفاء بكل لحظة.
هذا المنتج، منتج "عِش اللحظة" ماركة مسجلة إنسانيا للأطفال، أو من يملكون أرواحهم.
إنشرها