عام «سعودي» جديد

احتفلنا بذكرى اليوم الوطني، احتفى بنا الوطن، واحتفينا به، تبادلنا رسائل الحب والتعاضد مع قيادتنا، وأرينا العالم مجددا كما نفعل كل عام كم نحن مترابطون ومتماسكون وعاقدو العزم على المضي قدما في تحقيق أحلامنا.
غنى الكثيرون، ورقصوا بهجة على أنغام أغنيات الوطن، وقدمت خلال هذه الذكرى الكثير من العروض التسويقية والتشويقية التي لا مشاحة فيها لأنه موسم، وطبيعة المواسم أن تستغل، ولأنها إجازة معقولة، وطبيعة الإجازات أن تحفل بارتفاع الطلب، اجتمع الفرح والوقت، والمال لمن استطاع فكان موسما حافلا للجميع.
وأفضل وأجمل من العروض على حسنها إن صدقت هو تقديم المبادرات أو إعلانها في هذه المناسبة، المبادرات المستدامة التي تؤسس لفرح أعمق، وفائدة أجمل، وتمثل الامتنان الحقيقي للوطن، والتعاضد مع من يحتاج من مواطنيه، ورأينا بعضا من ذلك قدمه القطاع الخاص وأعلنه في هذه المناسبة ليؤسس لنمط احتفائي جديد باليوم الوطني، ويؤثث قلوب الكثيرين ممن يستفيدون من هذه المبادرات. أن تصحو كل يوم على وطن آمن، وغني بإنسانه، ومليء بالتوقعات الإيجابية، ومسارع إلى إصلاح كثير مما يجب إصلاحه، فذلك يعني أن كل أيامك يوم للوطن، وعليه فلتجعل كل أفعالك وأفراحك ومبادراتك دائمة وقائمة وفعالة طيلة العام. كل ذكرى وطنية تأتي نطوي عاما من الإنجاز، ونستقبل عاما سعوديا جديدا بعقول متقدة، وأرواح محلقة، وأمنيات لم يعد تحقيقها مستحيلا وقد أصبح المستحيل صديقنا، نعرف كيف نخاطبه، ونتعامل معه، ونسلب منه هذه الصفة.
للوطن وقيادته أصدق التهاني والأماني مرة أخرى، والتهنئة دوما لأبطالنا الكثيرين رجالا ونساء، أبطالنا على حدودنا نصرهم الله وحفظهم، وأبطال الأمن بجميع قطاعاته، الأبطال في الصحة والتعليم، والمصانع والمزارع، الأبطال التقنيين خلف الشاشات، والمبدع بقلم أو ريشة أو قصيدة. في ذكرى اليوم الوطني المقبلة بعد عام جديد يجب أن تكون الأرقام أفضل بإذن الله، نسب إنجاز أعلى في المشاريع العملاقة، وعدد وظائف فعلية أكبر، ونسب نمو مطمئنة أكثر في مؤشرات الاقتصاد، ومزيد من تمكين المرأة، ورقمنة الأعمال، ومساحات شاسعة جديدة للركض والتحدي والمنافسة في كل مجال.
أخيرا فإن التأمل في محتوى وكتابات الناس من السعوديين والمقيمين في المدونات والتغريدات والمقاطع المصورة يلمس أن وازع الكتابة عن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين في ذكرى اليوم الوطني، ما هو إلا الحب، والإيمان بهذا الحب، يستشعر الجميع ما يفعلان، وما يشاركاننا به من أحلام تحققت، وأخرى ستفعل في القادم الأجمل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي