ملاعب الأولمبياد الفارغة تقدم لعلماء النفس فرصة نادرة

ملاعب الأولمبياد الفارغة تقدم لعلماء النفس فرصة نادرة

ملاعب الأولمبياد الفارغة تقدم لعلماء النفس فرصة نادرة
في أولمبياد طوكيو، حتى المصارعة الحرة بلا جمهور.

كانت هناك لحظة مهمة ليلة الإثنين الماضي، خلال منافسة حامية في كرة اليد ضمن الألعاب الأولمبية، عندما أسقطت متطوعة، تبدو وحيدة وتجلس بالقرب من مخرج الطوارئ، لوحتها. كان صوت الارتطام، إلى حد ما، أكثر ما يمكن سماعه في صالة يويوجي الوطنية للألعاب الرياضية.
لاحقا، انتهت الفترة القصيرة التي سيطر فيها صوت سقوط اللوحة بصرير باطن الأحذية التي لا تترك أثرا، وزمجرة مدرب غاضب بصوت منخفض، وكرة يتم ضربها من راحة كف مغطاة بمادة الراتينج إلى راحة كف أخرى. كانت هذه جميع الأصوات المعتادة للمنافسة الشديدة في كرة اليد، لكنها تضخمت بشكل مثير للسخرية، بسبب عدم وجود جماهير ومكبرات الصوت في تحفة كينزو تانج المعمارية.
على الرغم من أن هذا الأولمبياد لن ينسى في النهاية، إلا أن علماء النفس الرياضي لديهم دراسة حالة فريدة بالفعل بين أيديهم، وهي أمر قد يكون أقرب إلى تجربة تحكم في الطريقة التي يؤثر بها الجمهور في الرياضيين، وشراسة المنافسة، وصدى كل شيء للمشاهدين عبر التلفزيون.
من الواضح أن الألعاب الأولمبية ليست وحدها في هذا الأمر. منذ نحو 18 شهرا، تكيف عالم الرياضة مع كثير من التدابير المؤقتة لعمليات الإغلاق والقيود الأخرى لمكافحة كوفيد. تم وضع جماهير كرتونية، ومؤثرات صوتية صاخبة، وأصوات أزيز وأنفاس لاهثة أخرى لملء الفراغ.
أوضح رياضيون ومدربون قابلتهم "فاينانشيال تايمز" خلال الأسبوع الأول من الألعاب، أن الفارق الكبير هو أن جمهور الألعاب الأولمبية كان دائما فريدا في اتساع نطاقه وشغفه وتنوعه. لم يجرؤ المنظمون على محاولة محاكاة هذه القوة أو أن يستبدلوا بها شيئا مصطنعا، تاركين الفرق تتصارع مع التأثير واختبار النظرية القائلة، "على المسرح الأكبر الجماهير لها تأثير ملحوظ في الأداء".
الأسبوع الأول الكامل من أولمبياد طوكيو 2020 أنتج إصدارات كثيرة من حدث صالة يويوجي للألعاب الرياضية عبر المرافق والمجالات المختلفة - لطخات، وارتطامات، وركلات، وهمهمة، وغيرها من التفاصيل السمعية الرياضية الدولية في أعلى مستوى لها، تردد حول المقاعد والمدرجات صدى غير مرغوب وليست له استجابة.
اتخذ المنظمون اليابانيون قرارا بإقامة الحدث بدون جمهور في اللحظة الأخيرة. التزايد السريع في حالات الإصابة بفيروس كوفيد - 19 في طوكيو خفف جزءا كبيرا من الاعتراضات الأولية على ذلك القرار. لكن لا يزال يتعين على الرياضيين تقديم إجابة نهائية حول إذا ما كان عدم وجود الحشود الجماهيرية أمرا جيدا أم لا. أرقام قياسية تم تحطيمها، كما هي الحال في جميع الألعاب الأولمبية، لكن الملاحظة العامة كانت أن ثمة شيئا عميقا تم انتزاعه من المباريات.
في ملاعب الكرة الطائرة الشاطئية للرجال والنساء، فراغ الساحة أعطى حشرة السيكادا دور البطولة في إحياء الموسيقى التصويرية، وكان الانقسام في الرأي لافتا للنظر. أجاثا بيدنارجيك، برازيلية حائزة ميدالية في أولمبياد 2016، قالت بعد فوز منتخب بلادها في مباراة الأسبوع الماضي "إن الصمت ساعدها على التركيز".
نيك لوسينا، أحد لاعبي المنتخب الأمريكي الرجال، وصف البيئة نفسها بأنها مثل فراغ الغلاف الجوي الذي جعل المنافسة صعبة، قال "كنا نلعب بتردد حقيقي، لم تكن هناك طاقة، لقد كان الوضع أشبه بالركود"، قبل أن يضيف زميله فيل دالهاوسر أن "هذه الألعاب الأولمبية بأكملها كانت نوعا ما محبطة".
بعض الرياضيين - خاصة الذين تدربوا على أصوات جماهير وهمية عن طريق الاستعداد قبل اكتشاف أنه سيتم منع المتفرجين - يشيرون إلى أن الصمت مصدر مهم للشعور بالتوتر.
في بعض الملاعب يسود صمت مخيف. في ملاعب أخرى، يحاول المدربون وموظفو الدعم المعتمدون ملء الفراغ بتصفيق حار "غالبا ما يكون مزعجا للغاية"، بينما في ملاعب أخرى يواصل المنظمون رفع صوت الموسيقى ذات الطاقة العالية بين المباريات لإنشاء حشود جماهيرية غير موجودة.
في منافسات الملاكمة، نجح وفد من أوزبكستان في تمرير طبلة عبر الأمن إلى صالة ملعب كوكوجيكانى الرياضية، لإحداث تأثير صاخب مألوف، وشبه طبيعي. الآن بعد أن بدأت فعاليات سباقات المضمار والميدان، سيتم الرد على الأسئلة المتعلقة بتأثير كل هذا من خلال المقاعد الشاغرة في أكبر الأماكن في طوكيو وأقلها ازدحاما بالحشود الجماهيرية.
إذا كنا، في الواقع، نشاهد تجربة عملاقة غير متعمدة، فقد يكون أهم أمر للكشف عنه هو إعادة تقييم المعنى العملي لميزة اللعب في أرض الوطن. تحتل اليابان، بعد أسبوع أول استثنائي فاض بالميداليات الذهبية، المركز الثالث بعد الولايات المتحدة مباشرة وتخلت عن صدارتها في الجدول إلى الصين الجمعة. فعلت ذلك مع العروض الصغيرة نفسها في المدرجات مثل الدول الأخرى، وفي كثير من الحالات كان اليابانيون أكثر هدوءا من المنتخبات الأخرى. قال أحد أعضاء فريق تدريب تنس الطاولة الياباني باستهجان "ربما لأن هذه ملاعب يابانية، فمن الأسهل على الرياضيين تخيلها مليئة بالمشجعين المحليين".

الأكثر قراءة