FINANCIAL TIMES

جيران "نيكست دور" ليسوا لطفاء مع الغرباء

جيران "نيكست دور" ليسوا لطفاء مع الغرباء

عندما يتم طرح تطبيق "نيكست دور"، شبكة الجيران الاجتماعية لمشاركة الأخبار والمشاغل المحلية، للاكتتاب العام بسعر 4.3 مليار دولار، سيتم تداولها في بورصة ناسداك تحت رمز السهم KIND. الإعلان هذا الأسبوع جزء من جهود "نيكست دور" للتخلص من سمعة السماح لبعض المستخدمين بالتصرف بطريقة معاكسة.
تتمثل مهمة الشبكة الآن في "تنمية عالم ألطف حيث يكون لكل فرد حي يمكن الاعتماد عليه". وقد حذرت منذ عام 2019 مستخدميها من التعرض للخصام والانقسام من خلال "رسائل التذكير باللطف" الناشئة من الذكاء الاصطناعي التي تنبثق إذا صاغوا شيئا بغيضا. في نيسان (أبريل) الماضي، أضافت إشعارات مناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة بعد الاحتدامات المحلية حول حركة "حياة السود مهمة".
لكن "اللطف" له معنيان مزدوجان، أن تكون ودودا ومتعاونا، ومجموعة من الأشخاص أقرب إلى بعضهم بعضا. تعرف الكلمة الإنجليزية القديمة cynd في إحدى القواميس على أنها "فئة أو عرق يتميز بخصائص فطرية" - في الأصل النبلاء الذين من المفترض أن يتصرفوا بنبل. بالنسبة لـ"نيكست دور" ومنافستها الناشئة "فيسبوك نيبرهودز"، هنا تكمن الصعوبة.
تواجه "نيكست دور" مشكلة جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي. إنها تربط الناس بشبكات واسعة، وبهذا تطلق العنان لتدفق المعلومات وتقدم الترفيه وتشجع الرفقة، لكن يمكنها إبراز الجانب القاسي للطبيعة البشرية.
يتحد الناس ضد الآخرين، خاصة الغرباء الذين يرفضونهم، في الأغلب بناء على أدلة سطحية، على أنهم معارضون أو أعداء. منذ إطلاق "فيسبوك" في جامعة هارفارد في عام 2004، أدى الابتكار الرقمي الذي كان يهدف إلى تمكين الصداقات إلى إثارة القبائل المتحاربة.
لدى معظم الجيران حافز قوي للتوافق. الهموفيليا، أو مبدأ أرسطو القائل بأن "الناس يحبون من هم مثلهم"، يتم تشجيعه من خلال العيش في الجوار. ووفقا لإحدى الدراسات، "الجغرافيا هي الركيزة المادية التي بنيت عليها الهوموفيليا".
وينجح هذا بشكل جيد في الغالب مع "نيكست دور"، حيث يدور كثير من المناقشات حول القطط المفقودة، أو من يعرف كهربائيا جيدا. تجربتي مع مجموعة "واتساب" لشارعنا، التكنولوجيا المستخدمة في كثير من الأحياء الصغيرة، إيجابية للغاية وأحيانا تثلج الصدر.
كثير من المجموعات، سواء على "نيكست دور" أو "فيسبوك" أو تطبيقات المراسلة، نجحت أثناء الإغلاق في الجائحة. الشوارع التي كان الناس بالكاد يعرفون فيها جيرانهم أصبحت نشطة مع عروض المساعدة المتبادلة.
يجادل براكاش جاناكرامان، أحد مؤسسي "نيكست دور"، بأن الشبكة تختلف عن الشبكات الأخرى في كونها مبنية حول "المنفعة، وليس التقارب". لا تحتاج إلى أن تشبه الجيران حتى ترغب في مشاركة المعلومات معهم - من المفيد معرفة الآخرين إذا ضلت الرسائل أو كنت بحاجة إلى تصريح وقوف السيارات. أمور الحياة اليومية توجد كثيرا من قيمتها.
يمكن أن تنتشر الخلافات المحلية على "نيكست دور". قرأت منشورا بارزا على حساب "تويتر" Best of Nextdoor يقول، "مسموح لي قانونا بأن أتشمس عاريا في فنائي. من فضلكم توقفوا عن الاتصال بالشرطة!". لكن التوترات العميقة تظهر عندما يدخل شخص غريب البلدة، كما هو الحال في الغرب.
على الرغم من تركيزها على المنفعة، الجيران يتشاركون في الألفة ووحدة المصالح، لاسيما عندما يكونون تحت التهديد. السيارات المسروقة وعمليات السطو وعمليات الاحتيال من الباب من بين نقاط الحديث في مجموعة "نيكست دور" لمنطقتي. هذا طبيعي للحماية الذاتية، لكنه يثير مشاعر قوية.
الخطر واضح في الولايات المتحدة، حيث نشر المستخدمون البيض مواد حول رؤية السود في الجوار، وحذروا من مخاطر الجريمة المفترضة. تاريخ البلاد في الفصل العنصري لا يساعد - يستشهد مقال أحد زوار "نيكست دور" بصك يعود لعام 1949 لمنزل في لوس أنجلوس يمنع أن يسكنه "أي شخص ليس من العرق الأبيض أو القوقازي".
وقد تفاقم هذا بعد مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في العام الماضي، عندما حذف مديرو النقاش المحليون في "نيكست دور" المنشورات التي تدعم حركة "حياة السود مهمة" بموجب قواعد ضد اقتحام السياسة للمنتديات. غيرت الشركة سياستها وأضافت إشعارات مناهضة للعنصرية.
ووظفت مزيدا من مديري النقاش المتطوعين، وقدمت لهم تدريبات مناهضة للعنصرية، ووضعت رقابة على الموضوعات الشائكة في الداخل. ويسترشد نهجها بجينيفر إبرهارت، أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة ستانفورد، التي تجادل بأن جعل الناس يتأنون ويفكرون قبل التصرف بغضب أو خوف يساعد على كبح العداء.
لكن "نكست دور" لديها 60 مليون مستخدم فقط وتواجه توترا بين الحذر والنمو. وتواجه منافسة جديدة من "فيسبوك"، بمستخدميها الشهريين البالغ عددهم 2.85 مليار شخص وغريزتها الشرهة. "فيسبوك" تطلق "نيبرهودز" في بعض المدن الأمريكية، بتصميم مشابه ووعد مألوف بـ"الحفاظ على التفاعلات بين الجيران بأن تكون ذات صلة ولطيفة".
يمكن للذكاء الاصطناعي تهدئة بعض الغضب - تقول "نكست دور" إن مطالباتها بتعديل المحتوى، استنادا إلى مسح مسودات المنشورات بحثا عن عبارات تم الإبلاغ عنها، قد قللت من التنميط العنصري 75 في المائة. ولكن إذا تمكنت الآلات من حل العدوانية، فسيكون "تويتر" مكانا أكثر هدوءا.
يعتمد مستقبل "نيكست دور" على معنى الكلمة. هل سيكون الجيران لطفاء، أم ستتسبب التهديدات بلطفهم؟ الغموض الذي يعود إلى العصور الوسطى لا يمكن حله بسهولة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES