مثير ومربح

في عالم الزي السعودي الرجالي، أعرف أن ثلاثة أو أربعة أسماء قد حققت نجاحا واضحا في بناء علاماتها التجارية، وبضعة علامات أخرى لا تزال تتلمس طريقها نحو النجاح في سوق تنافسيتها عالية جدا.
الزي السعودي النسائي تختلف معادلته، لأنه أثرى كثيرا من جهة التنوع، فأولا هناك التراث العريق، وهناك التمايز بناء على الجغرافيا والطقس، وهناك أيضا خيارات كثيرة ومتعددة كون ما تلبسه النساء أكثر عولمة مما يلبسه الرجال، فالفستان - مثلا - تلبسه النساء في ثلاثة أرباع المعمورة.
من البرامج المهمة التي تتوالى في السعودية، برنامج 100علامة تجارية، أو "100 براند" كما أطلقت عليه وزارة الثقافة، التي تبنته من خلال هيئة الأزياء التابعة لها، والذي سيقدم للعاملين في مجال الأزياء حزمة من البرامج التدريبية والإرشادية الافتراضية والحضورية، وورش العمل وكثيرا من الدعم للمصممات والمصممين من أجل تطوير أعمالهم ومواهبهم.
هذه الخطوة مهمة كون الأزياء لغة عالمية وأحد دلائل نمو الاقتصاد وتمازج الحضارات والثقافات، وأحسب أنها أيضا يمكن احتسابها ضمن القوة الناعمة، لأنها أولا تعرف بالهوية الوطنية، وبالسعوديات والسعوديين، وربما تنجح بعض العلامات التي ستصل إلى العالمية في إبراز ملامح من ثقافتنا، وجزء من تراثنا.
الجانب الثقافي في هذا البرنامج واضح ومهم، ولعل الجانب الاقتصادي يصبح كذلك، فهذا القطاع من القطاعات الكبيرة، والمربحة، وتكفيك نظرة إلى خزانة أي امرأة في عائلتك لتعرف حجم السوق، بل أخيرا تكفيك نظرة إلى خزانة أي شاب من الجنسين لتعرف كم تضاعفت هذه السوق.
ربما لا تصل 100 علامة تجارية إلى العالمية المنشودة، لكن لو وصل نصفها أو ربعها إلى العالمية، وحقق جزء منها نجاحا إقليميا على المستويين العربي أو الخليجي، ووقف الجزء الأخير على قدميه ليبدأ أولى خطواته محليا، سنصل إلى كثير من أهداف البرنامج الثقافية والاقتصادية.
بقي الانتباه إلى أن العالم يتجه إلى "المعقولية" المادية أكثر في قطاع الأزياء، فحساب التكلفة على الفرد بات مهما، خاصة بوجود بدائل تحقق إشباع ذائقته أو إظهار أسلوبه في الملبس، وهذا ما جربناه نحن الرجال في لباسنا الرئيس، الثوب، أو الفرعي مثل القمصان القطنية والرياضية، وغيرها.
لعل المنضمين إلى البرنامج، الذي انتهى التسجيل فيه الشهر الماضي، يضعون نصب أعينهم أنهم يبنون علامتهم أولا، يلفتون أنظار العالم، ويدخلون ساحة المنافسة، ومن ثم يمكن التأكد والاستمرار من وعلى الطريق الذي سيواصلون فيه.
إنه عالم مثير ومربح، وفقكم الله.