السعوديون في "كان" .. جاهزون لاغتنام الفرص ومقارعة الكبار

السعوديون في "كان" .. جاهزون لاغتنام الفرص ومقارعة الكبار

من أرض السينما العالمية وعلى عتباتها التنافسية استجمع السعوديون مؤسساتهم الإبداعية وإمكاناتهم السينمائية الخاصة والعامة، ليعلنوا للعالم بأنهم قادمون من أجل تحقيق مستهدفاتهم الوطنية، بمواصفات عالمية. تقودهم إلى ذلك رؤية واضحة بدأ العمل عليها منذ خمسة أعوام وبدأت تؤتي ثمارها على قطاع السينما بشكل خاص وباقي القطاعات بشكل عام.
إذ إن الوعي السعودي بقيادة مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، يدرك تماما - منذ أطلق العنان لهذه السوق الواعدة والمعطلة أعواما طويلة - مقدار ما يمكن أن يجنيه الوطن بجميع قطاعاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من فوائد جمة على مستوى الأفراد؛ تميزا إبداعيا مهاريا وفرصا وظيفية، وعلى مستوى المجتمع؛ مردودا ثقافيا و"جودة حياة" باتت معيارا لرفاه الشعوب وسعادتها.
فصناعة السينما الأمريكية الأقوى على سبيل المثال لا الحصر، في إحصاءات سابقة تضيف 80 مليار دولار سنويا للاقتصاد الأمريكي، وتدفع رسوما للحكومة الأمريكية تصل قيمتها في المتوسط إلى 13 مليارا سنويا، وتوظف 2.5 مليون عامل مبدع في 115 ألف شركة. كما أنها الصناعة الوحيدة التي تنمو عادة رغم تراجع الاقتصاد الأمريكي نتيجة الأزمات المالية.
وبالعودة للحضور السعودي في "كان" فقد تميز بتنوع تمثيله المتكامل والمؤثر، جامعا جهات عدة فاعلة في مجالات الثقافة والسياحة والإعلام، المكونات الأساسية لصناعة سينمائية طموحها لا يتوقف عند الأثر المالي الاقتصادي، بل يتجاوزه إلى الأثر المعنوي والثقافي الذي تتركه الأفلام السينمائية عادة في أذهان المتلقين، بوصفها عاملا مهما وفاعلا من عوامل القوة الناعمة. ورافعة من روافع تصحيح الصور النمطية المسبقة والمجحفة بحق دول وشعوب قاطبة.
وبمقدار التنوع في التمثيل السعودي أتت المبادرات متعددة وذات بعد إقليمي وعربي إدراكا من القائمين على صناعة السينما السعودية دور السعودية القيادي على مستوى الإنتاج والاستثمار فضلا عن السوق الواعدة والمتميزة التي أثبتتها بالأرقام صالات السينما السعودية منذ انطلاقتها القريبة في عمر الزمن، والمتميزة بتنوع المحتوى وجودة التقديم والعرض.

الأكثر قراءة