محللون: سوق النفط قوية .. لا مخاوف من صراع الحصص السوقية

محللون: سوق النفط قوية .. لا مخاوف من صراع  الحصص السوقية
أسعار النفط ارتفعت خلال تعاملات متعافية من انخفاض حاد في الجلسة السابقة.

ارتفعت أسعار النفط الخام، بعد تراجعات سابقة وذلك في إطار حالة من التقلبات التي أعقبت تعثر التوصل إلى اتفاق بين منتجي النفط الخام في مجموعة "أوبك +"، بشأن حجم الزيادة في الإمدادات النفطية، اعتبارا من آب (أغسطس) المقبل.
وتتلقى الأسعار دعما من انتشار اللقاحات ومن تعافي الطلب السريع في موسم الصيف، بعد رواج حركة التنقل والسفر والسياحة، بينما تكبح المكاسب السعرية السلالة الجديدة من متغير الفيروس "دلتا"، رغم حالة القلق من احتمال عودة بعض المنتجين إلى اقتناص الحصص السوقية بعد التحرر من قيود الإنتاج.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، إن عدم حسم اتفاق زيادة الإنتاج لمجموعة "أوبك +" حتى الآن أدى إلى تراجع العقود الآجلة للنفط الخام بشكل طفيف، إضافة إلى تقلبات الأسعار، كما اتسعت الضغوط مع عمليات بيع الأصول الخطرة وارتفاع الدولار.
وذكروا أن الزيادة المتوقعة في الإنتاج لآب (أغسطس) لن تحدث ما يجعل السوق تعاني نقصا واسعا في المعروض النفطي بالتزامن مع تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الجائحة.
واستبعدوا حدوث صراع وشيك على الحصص بسبب تنافس الدول المنتجة على زيادة الإنتاج والفوز بحصص سوقية أكبر، مشيرين إلى أن سعر الخام البالغ 75 دولارا للبرميل سيكون أيضا مغريا للغاية لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج مجددا.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن أساسيات سوق النفط الخام قوية خاصة مع الانتعاش الحالي في الطلب على النفط الخام والوقود، لكن عدم اتفاق المنتجين يؤدى إلى تقلب أوسع في الأسواق وسط حالة من عدم اليقين بشأن اتفاقية التوريد الخاصة بتحالف "أوبك +"، اعتبارا من آب (أغسطس) المقبل.
وأوضح أن عدم التوصل إلى اتفاق جديد يعني أن تحالف "أوبك +" سيعتمد على الاتفاقية الاحتياطية، التي تدعو إلى بقاء حصص الإنتاج ثابتة عند مستويات تموز (يوليو) الجاري، ما يعني إبقاء 5.8 مليون برميل يوميا من الإنتاج بعيدا عن السوق، مرجحا أن ارتفاع الطلب بشكل كبير في الأشهر المقبلة سيدعم حالة من المخاوف، من أن الحفاظ على حصص الإنتاج ثابتة سيقود إلى تشديد المعروض في سوق النفط بشكل أكبر.
ويرى، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، أن محاولات لتقريب وجهات النظر بين المنتجين قد تتكلل بالنجاح في الأيام القليلة المقبلة وقد يسهل التوافق على السماح للزيادات المقترحة في إنتاج "أوبك +" بالمضي قدما.
وعد أن التأخر في تجاوز عدم الاتفاق على زيادة الإنتاج سيؤدى في الأغلب إلى حدوث تقلبات متلاحقة وربما واسعة في الأسواق ويعزز حالة التكهنات وعدم اليقين بشأن آفاق السوق في الشهور المقبلة، مشيرا إلى أن البعض يروج بأن تعاون "أوبك +" قد يتعثر طويلا من أجل الاستفادة من الزيادة المتوقعة في الطلب، لكن هذه التكهنات غير دقيقة بحسب تاريخ تعاون "أوبك +"، الذي نجح سريعا في احتواء أزمة مشابهة في آذار (مارس) 2020.
من ناحيته، يقول أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، إن "أوبك +" قادرة على امتصاص أي أزمة بفضل مرونة عملها واعتمادها بشكل دائم على الحلول الوسطية للحفاظ على التوافق والجماعية في العمل، التي حققت نجاحات كبيرة على مدار أربعة أعوام ماضية ومن ثم فإن احتمال اندلاع حرب أسعار وإطلاق العنان لتدفق النفط في السوق غير مرجح، حيث يدرك الجميع خطورته في عرقلة الانتعاش في سوق النفط.
وذكر أن جميع الدول المنتجة في تحالف "أوبك +" وعددها 23 دولة اختبروا نجاحات سابقة خاصة في عام الوباء ونجحوا معا في انتشال السوق، عندما انهارت الأسعار لأول مرة إلى المنطقة السلبية في نيسان (أبريل) من العام الماضي.
بدورها، تقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن تأخر التوصل إلى اتفاق قد يؤدي في النهاية – بحسب تقارير دولية - إلى زيادة إمدادات النفط، كما أن الوساطة الأمريكية الحالية تصب في مصلحة منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، الذين يتطلعون إلى استمرار حفاظ السوق على المكاسب.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط، متعافية من انخفاض حاد في الجلسة السابقة بعد إلغاء محادثات بين منتجي "أوبك +"، ما رفع احتمالات أن يتحول كبار مصدري الخام في العالم إلى رفع الإنتاج لاقتناص حصص سوقية.
وبحلول الساعة 07:15 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت 74 سنتا بما يعادل 1 في المائة، إلى 75.27 دولار للبرميل، وذلك بعد أن خسر أكثر من 3 في المائة، أمس.
وارتفع الخام الأمريكي 88 سنتا أو 1.2 في المائة، إلى 74.25 دولار للبرميل بعد أن تراجع بأكثر من 2 في المائة، في الجلسة السابقة.
وأنهى وزراء الطاقة في "أوبك +"، وهي مجموعة تضم منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" إلى جانب روسيا ودول أخرى منتجة للخام، محادثات بشأن سياسة الإمداد الإثنين.
وأثار عدم التوافق في المحادثات مخاوف من انهيار الاتفاقات الخاصة بتقييد الإنتاج لمنع الأسعار من الانخفاض، ما يؤدي إلى انهمار الإمدادات في السوق. هذا وصوتت "أوبك" على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا من آب (أغسطس) إلى كانون الأول (ديسمبر) وتمديد التخفيضات المتبقية في الإنتاج حتى نهاية العام المقبل، لكن المعارضة من جانب بعض الدول عرقلت الاتفاق.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 75.94 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 75.71 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق خامس ارتفاع له على التوالي وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 73.6 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة