FINANCIAL TIMES

قاعدة 20 ثانية الجديدة: كيف تتعامل مع إجهاد الشاشة؟

قاعدة 20 ثانية الجديدة: كيف تتعامل مع إجهاد الشاشة؟

في المرة الأولى التي غسلت فيها يدي لمدة 20 ثانية، شعرت كأنها أبدية. قبل 18 شهرا، كانت فكرة أنني سأقضي أكثر من بضع ثوان في الشطف في الحوض تبدو مفرطة. اليوم، أفرك مثل الجراح ولا أعد أن ذلك يمثل شيئا كبيرا.
أخيرا، كنت أتبع قاعدة جديدة مدتها 20 ثانية. يبدو هذا العمل أقل صعوبة لأنه ينطوي بشكل أساسي على التحديق من النافذة. بعد أكثر من عام قضيت معظمه في الداخل أحدق في الشاشات، أحاول تهدئة عيني المتعبة بقاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء على بعد 20 قدما على الأقل لمدة 20 ثانية.
لن تكون هذه النصيحة جديدة للذين كانوا يستمعون لتوجيهات إخصائيي البصريات للأشخاص الذين يعملون بانتظام مع الشاشات. للأسف، كانت هذه النصيحة جديدة بالنسبة لي بعد أن وجد إخصائي العيون المحلي الذي أتعامل معه أن مختلسي النظر قد أخذوا منعطفا مفاجئا نحو الأسوأ.
أنا أعاني قصر نظر كبيرا منذ أن كنت صغيرا، لكن على مدار العقد الماضي أو نحو ذلك، كانت الوصفة الطبية الخاصة بي مستقرة إلى حد كبير. قال إخصائي العيون الذي أتعامل معه إنني واحد من عدد من الزبائن العملاء الذين أظهروا تدهورا بعد عمليات إغلاق كوفيد - 19.
وصف لي نظارات للقراءة -أو ربما بشكل أكثر دقة، نظارات للشاشة- لارتدائها فوق عدساتي اللاصقة. الفكرة إراحة عيني عندما أقوم بعمل قصير المدى، مثل طباعة هذا المقال وكل شيء آخر أقوم به في الوقت الحالي.
من دواعي الراحة الفاترة أن أعرف أنني لست وحدي الذي أعاني إجهاد العين الرقمي هذا. وجد تقرير أوفكوم بعنوان "أمة الإنترنت" الذي نشر في وقت سابق من هذا الشهر، أن البالغين في المملكة المتحدة عام 2020 يقضون عادة أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة على الإنترنت يوميا، وتعد زيادة بأكثر من الخمس خلال ثلاثة أعوام. (لا يزال البريطانيون متخلفين عن الولايات المتحدة، حيث بلغ الوقت اليومي الذي يقضونه على الإنترنت ذروته في أبريل من العام الماضي بنحو خمس ساعات).
أظهر استطلاع حديث أجرته كلية إخصائيي البصريات في المملكة المتحدة قلقا متزايدا بين الجمهور البريطاني بشأن وقت الشاشة. يعتقد ثلثهم تقريبا أن بصرهم قد تدهور أثناء الوباء، مقارنة بأقل من الربع في يونيو الماضي. نحو نصف هؤلاء ألقى باللوم على شاشاتهم.
رغم الاستطلاع، شعرت بالارتياح عندما وجدت أن الدكتور بارامديب بيلكو، المستشار السريري في كلية إخصائيي البصريات، متفائل نسبيا بشأن إدمان الشاشة الجماعي لدينا. وطمأنني بقوله: "الخبر السار أنه لن يسبب أي ضرر. لا يوجد دليل يثبت أن استخدام الشاشة سيضر عينيك بالفعل".
المشكلة مؤقتة: التعب. ويمكن التخفيف من حدته من خلال تكتيكات مثل قاعدة 20-20-20، والبقاء رطبا، والوميض بانتظام، ووضع شاشتك على مسافة ذراع على الأقل. إذا التزمت بهذا النظام، آمل أن تعود قفزتي المفاجئة في قصر النظر إلى حيث كانت قبل كوفيد.
في حين تسبب الوباء في ما وصفه بيلكو بأنه "زيادة طفيفة" في قصر النظر، فإن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى النظارات أو العدسات اللاصقة يتزايد في الواقع منذ أعوام كثيرة. ويعتقد أن المشكلة الأساسية لا تتعلق بالشاشات بل تتعلق أكثر بالبقاء في الداخل.
إذا كان الوباء قد زاد من حدة الاتجاه، فإن الأمر يعود إلى الانغلاق في الداخل بقدر ما نفعله هناك. قال بيلكو: "ثبت أن قضاء الوقت في الهواء الطلق يبطئ ظهور قصر النظر". الضوء الطبيعي والنظر إلى الأشياء من مسافات بعيدة أمور أساسية لصحة العين.
وبالنسبة للهواتف الذكية، لا تزال هذه ظاهرة جديدة نسبيا. ويعتقد بيلكو أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم أي ارتباط بين مشكلات الرؤية طويلة المدى والعمل عن قرب. لذلك بينما قد نشعر بالقلق بشأن محتويات تطبيقاتنا، فإننا نشعر بالقلق فوق الحد بشأن الشاشات نفسها. يمكننا بسهولة إلقاء اللوم على المنازل العنصر الأساسي في حياة الإنسان منذ لا يقل عن عشرة آلاف عام.
على عكس ما ربما أخبرنا به آباؤنا عندما كنا أطفالا، لم تعد التلفزيونات تمثل مشكلة للعيون، وذلك بفضل شاشات LCD والمسافة بين الأريكة والجهاز. ومع ذلك، يمكن أن تسبب القراءة نفس إجهاد العين القريبة من الرؤية مثل التحديق في "يوتيوب" طوال اليوم، حتى في الخط المطبوع المألوف لدينا.
باختصار، عندما تتوقف عن قراءة هذا المقال، يرجى النظر إلى الخارج، حتى وإن كان ذلك لمدة 20 ثانية فقط.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES