default Author

الوجه الآخر للكون

|
مع اشتداد قسوة مناخ الأرض على ساكنيها وانتشار الأمراض مثل كورونا الذي عم الكرة الأرضية، يفكر البشر في مهرب، في أرض ثانية يبدؤون العيش عليها، فهل ستتحقق نبوءة الأفلام العلمية الخيالية، وهل وجدوا فعلا أرضا ثانية؟!
منذ أن اكتشف الإنسان الفضاء وكواكبه لم يهدأ له بال وظل على مدار أعوام يبحث عن الحياة على هذه الكواكب وعن المخلوقات القضائية التي نسجت حولها آلاف القصص والروايات وأفلام الخيال العلمي.
في البداية وجدوا ضالتهم في كوكبي المريخ والزهرة من مجرتنا درب التبانة، وهما الأكثر شبها بالأرض، ولكن حتى الآن لم يستطيعوا إثبات وجود حياة هناك أو إجراء أي اتصال مع مخلوقات قد تعيش هناك، رغم أن ظروفهما المناخية قد تمكن البشر من العيش عليهما مستقبلا!
ولم تبدأ فكرة البحث الفعلية عن كواكب أخرى إلا عام 1992 حينما استطاع العلماء تحديد الشروط اللازمة للكواكب لتكون مأهولة، منها أنه ليس شرطا أن تكون صخرية وتدور حول نجم يشبه شمسنا والأهم وجود المياه السائلة، ما جعلهم ينطلقون ويكتشفون كواكب خارج مجموعتنا الشمسية بعد أن كان من المستحيل الوصول لها لضعف التكنولوجيا آنذاك!
ليتم إطلاق التلسكوب الفضائي كيبلر للبحث عن الكواكب البعيدة عن المجرة منذ عام 2009 حتى 2018 وبفضل نظرية الظل تم اكتشاف أكثر من أربعة آلاف كوكب، وفي كل أسبوع يتم إعلان اكتشاف كوكب جديد، لكن يبقى السؤال هل فيها كوكب يشبه أرضنا ويمكن العيش عليه وعده أرضا ثانية؟!
من خلال كيبلر تم اكتشاف عديد من الكواكب التي تنطبق عليها أغلب الشروط، فهي صخرية ومساحتها مقاربة لمساحة الأرض وتبعد عن نجمها أو شمسها مسافة مناسبة أو ما يعرف بـ (المسافة الذهبية) التي تجعل من الكوكب الواقع على تلك المسافة من نجمه يمتلك الماء على سطحه. آخرها كوكب "كيبلر 1649 سي" الذي يبلغ حجمه ضعف الأرض تقريبا ويعد الأكثر شبها بالأرض بين جميع الكواكب الخارجية التي عثر عليها كيبلر من حيث الحجم ودرجة الحرارة المقدرة، ولكنه يقع في عالم يبعد عنا مسافة 300 سنة ضوئية.
إنها مسافة بعيدة جدا لدرجة مرعبة لا تستوعبها عقولنا، فهذا الكوكب مثلا يقع على مسافة تقدر بنحو ثلاثة آلاف تريليون كيلومتر، أي نحتاج إلى نحو 300 سنة أرضية للوصول إليه لو سافرنا بسرعة الضوء مواصلين ليلا ونهارا!
إنشرها