هل يجب على الآباء الخوف من تطبيق تداول للمراهقين؟
في نهاية الأسبوع الماضي، احتفل ابن صديقنا بعيد ميلاده الـ 17. عادة نضع ورقة نقدية بقيمة 20 جنيها إسترلينيا داخل بطاقة. لكن محو الجائحة للنقد كوسيلة للدفع في وسط لندن يعني أنه ربما يواجه صعوبة في إنفاقها. اقترح زوجي قسيمة من موقع أمازون بدلا من ذلك. ليست الهدية الأكثر إثارة للتفكير، لكن هل ستكون أسهم بقيمة 20 جنيها إسترلينيا في شركة أمازون فكرة أفضل؟
هدية تعليمية بتغيير اقترب هذا الاحتمال خطوة أقرب في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، مع إطلاق شركة فيديليتي -حساب الشباب- للمستثمرين الذين تراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما. تعني عجائب ملكية الأسهم الجزئية أن المتداولين المراهقين يمكنهم شراء حصص بقيمة دولار في نحو سبعة آلاف من الأوراق المالية المدرجة في الولايات المتحدة، بما في ذلك العلامات التجارية الكبرى مثل "أبل" و"فيسبوك" و"نيتفليكس" و"أمازون"، إضافة إلى مجموعة من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق "فيديليتي" الخاصة.
يجب ربط حسابات الشباب بحساب الوالدين، لكن يمكنك فقط مراقبة براعة التداول للمراهقين من بعيد. إنهم يصدرون الأوامر عبر تطبيق على هواتفهم، ويمكنهم تبديد أموال عيد ميلادهم في غضون دقائق. يمكن استبدال ساحة المعركة التقليدية بين الآباء والمراهقين لن تخرج مرتديا مثل هذا، بعبارة "لن تقوم بتغييرات كبيرة في جيم ستوب".
ومع ذلك أعتقد أن حسابات التداول للمراهقين فكرة ستراقبها بقية صناعة الاستثمار عن كثب، ويجب على الآباء أخذها على محمل الجد. خلال الجائحة كانت هناك زيادة في الاهتمام من المستثمرين في أواخر سن المراهقة والعشرينيات ممن هم في سن كافية لإنشاء حسابات تداول أو وساطة خاصة بهم.
من منظور التوعية المالية من المحتمل أن يكون هذا مشجعا. مع ذلك جذب كثير من المستثمرين الشباب نحو المناطق الأكثر مضاربة في السوق، والتداول داخل وخارج "أسهم ميم" -أسهم الصور المركبة يتضخم سعرها في فترة زمنية قصيرة وتشتهر بين جيل الألفية- مثل "جيم ستوب" و"أيه إم سي"، إذ يتسلون بالمراهنة على فروق الأسعار وشراء العملات المشفرة.
بالنسبة لجيل لا يمكنه تحمل سوق العقارات هذه الأنواع من التداولات تقدم اختصارا جذابا لإيداع الإسكان. لكن التقلبات الشديدة في سعر بيتكوين هذا الأسبوع تظهر أن الثراء السريع يمكن أن يتحول بسهولة إلى الإفلاس السريع، وهو أمر يمكن أن يوقفهم عن الاستثمار مدى الحياة. هل يمكن أن يكون تعليمهم كيفية أن يصبحوا أكثر ثراء ببطء من سن مبكرة طريقة أفضل لنقل دروس قيمة في الحياة؟
سام متداول في العملات المشفرة في العشرينات من عمره الذي ظهر في الحلقة المقبلة من بودكاست موني كلينك التابع لـ "فاينانشيال تايمز" وضع كل مدخراته في عملات مختلفة. مع تلاشي آماله بمضاعفة أمواله أو زيادتها ثلاثة أضعاف بسرعة، قال سام: إن أحد الأسباب التي دفعته إلى المخاطرة بوضع أمواله في فئة أصول غير منظمة هو سهولة تعلم كيفية فعل ذلك عبر الإنترنت.
أظهرت لسام مجموعة من محتوى الوسائط الاجتماعية وندوات على "يوتيوب" حول التشفير، وكلها مصممة لجمهور أصغر سنا كيفية تقييم حالة الاستثمار لعملات مختلفة، والمتابعة عن كثب عما يستثمر فيه مديرو صناديق التحوط. لكن لم يخطر بباله مطلقا فكرة بدء أي شيء ممل مثل حساب المعاش التقاعدي أو حساب وساطة تقليدي. وقال: "لم يخبرني أحد بأي شيء عن التمويل العادي أو الاستثمار من قبل".
من المعروف أن التحدث إلى المراهقين عن أي موضوع صعب جدا، لكن قليل من المال قد يثير اهتمامهم. في المملكة المتحدة، يمكن للوالدين الآن ادخار ما يصل إلى تسعة آلاف جنيه إسترليني سنويا لكل طفل في حساب استثمار معفى من الضرائب يسمى Junior Isa (اختصار Jisa) أغلب مزودي الاستثمار يقدمونه رغم أن الآباء يتمتعون بالسيطرة الكاملة. مع نمو الاستثمار السنوي 6 في المائة، تمويل البدل البالغ تسعة آلاف جنيه إسترليني كل عام منذ الولادة قد ينتج عنه إجمالي مبلغ نحو 300 ألف جنيه إسترليني بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك 18 عاما.
في هذه المرحلة تنتقل السيطرة على الحساب بشكل قانوني إلى المراهق -حقيقة تجعل كثيرا من الآباء البريطانيين خائفين للغاية. ومع ذلك تشير الإحصاءات إلى أن أغلب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما يحتفظون بالمال المستثمر حتى يبلغوا سن الرشد. إحدى الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها تخفيف مخاوفهم إشراك المراهقين في إدارة الأموال والمساعدة على تحديد مكان استثمار محفظتهم. حتى لو لم يكونوا مجنونين بالمال فإن الحديث عن كيفية تأثر استثماراتهم بتغير المناخ وسيلة لإشراكهم.
كون أموالهم على المحك، فهذا يجلب بعدا جديدا للتعرف على سحر الفائدة المركبة، والخروج من الأسواق المتقلبة، ومخاطر التداول بشكل متكرر، وكيف تؤدي الرسوم المرتفعة إلى إضعاف أداء الاستثمار. رغم أن الاستثمار في الأسهم الفردية أكثر خطورة، جعلهم يبحثون في أفضل عشرة حيازات من الصناديق المختلفة وسيلة رائعة لتعزيز اهتمام أوسع في مجال الأعمال والاقتصاد، ويمكن أن يساعدهم حتى على فهم مكان بناء حياتهم المهنية في المستقبل.
ولا تنس أن الطلاب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و19 عاما في أي مكان في العالم يمكنهم الوصول مجانا إلى موقع فاينانشيال FT.com من خلال برنامج FT Schools. وما يدريك، يمكنك أن تخرج من حفلة عيد ميلاد مراهق مقبلة بنصيحة استثمارية مثيرة.