شربل والوجوه المتلونة
يمثل شربل وهبة، وزير الخارجية اللبناني المستقيل، طبقة سياسية تحكم لبنان، هي سياسيا حاضنة وغطاء للحزب الإيراني الحاكم في لبنان، ومن غير شك أن ما تفوه به هو من صلب ما تؤمن وتروج له هذه الطبقة، سواء للنظرة العنصرية "البدو " التي يتم اللجوء إليها حين تقمص حالة الاستعلاء المريض المتفشية أو عند تزييف الحقائق فيما يخص من وراء تنظيم داعش الإرهابي.
لكن عند تأمل ردود الفعل الغاضبة على كلام الوزير اللبناني، بتداعياتها على وسائل التواصل عند الخليجيين والسعوديين نكتشف مدى قوة تأثير القوة الناعمة اللبنانية بمختلف صنوفها في حرف الاتجاه عن أساس القضية مع لبنان الحاضر، فالتعددية الدينية في لبنان أنتجت تعددية وجوه سياسية حريصة على مصالحها الضيقة الآنية، معظمها أسهم بشكل أو بآخر في تمكين حزب إيران في لبنان من ترسيخ قدميه ليتحول إلى القوة المتسلطة ويصل إرهابه إلى بلادنا، فهل كان خافيا على الساسة اللبنانيين أهداف هذا الحزب الإرهابي الطائفي المعلنة بولائه الصريح لإيران منذ إنشائه قبل عقود؟!، هذه الوجوه المتعددة للسياسة اللبنانية، هي أخطر ما يواجه من يتعامل مع لبنان، وهي في تقديري مسؤولة عن إسدال ستارة على حقيقة خطورة حزب الشيطان وأهدافه خلال عقود ماضية من العلاقة مع السعودية والخليج والعرب عموما.
إن ما يعنينا في ومن لبنان الحاضر، أن أرضه وموارده تحولت إلى ميادين صناعة إرهاب وتدريب ميليشيات طائفية وتهريب مخدرات كلها تستهدفنا في المقام الأول وفي أحيائه تم التخطيط ولا يزال -لأبشع الجرائم الإرهابية ضدنا ولو لم تحتضنه "تلك الوجوه المتعددة" لما تغلغل وتغول.
والأهم ألا تحرف أبصارنا وبصائرنا جملة اعتذارات ملونة ولا تغريدات
وبيانات شجب، عن أن لبنان مختطف من قوة إرهابية تعمل ضد بلادنا وهو مستكين لهذا الاختطاف" مع وجود جيش مدعوم من دول"، بل ولا يتردد بعض وجوه من وجوهه السياسية المتعددة من استغلال هذا الاختطاف لمصالحها الضيقة على حساب مصالح بلادنا، أما كلام شربل فلا قيمة له سوى أنه فضح ما يدور بينهم "عنا" في الغرف المغلقة.