معركة الخلافة البطيئة في جيه بي مورجان
معركة الخلافة البطيئة في جيه بي مورجان
برز اسم جيمي دايمون ذات مرة كمرشح محتمل للرئاسة الأمريكية. عندما قرر الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان تشيس الذي يشغل المنصب منذ فترة طويلة عدم الترشح للبيت الأبيض في 2020، أحد الأمور التي ربما جعلته يزهد في الترشح هو أن الحد الأقصى للرئاسة هو قضاء فترتين.
الأسبوع المنصرم مهد جيه بي مورجان الطريق لمعركة بطيئة الحركة لخلافة دايمون، الذي يشغل المنصب الأعلى منذ 2005، بإعلانه عن تقاعد أحد كبار مساعديه وترفيع ماريان ليك وجينيفر بيبسزاك لإدارة القسم الاستهلاكي الضخم للبنك.
فسر المحللون هذه التحركات على أنها إشارة إلى أن جيه بي مورجان قد يكون مستعدا لتعيين أول امرأة في تاريخه لإشغال منصب الرئيس التنفيذي. لكن قلة من داخل البنك يتوقعون أن يتخلى دايمون المحبوب والصريح البالغ من العمر 65 عاما عن دوره في أي وقت قريب.
قال البنك إن مجلس إدارة جيه بي مورجان أبلغ ديمون بأنه يود أن يبقى في منصبه "لعدد كبير من الأعوام الإضافية". داخليا، تم إخبار المديرين التنفيذيين في جيه بي مورجان بأن هذا يعني من خمسة إلى سبعة أعوام أخرى، وفقا لشخص مطلع على الأمر.
سيؤدي ذلك إلى تمديد فترة دايمون، الذي خضع لعملية جراحية طارئة في القلب العام الماضي، إلى عقد ثالث - أو ما سيكون بداية فترة رئاسية سادسة.
قال جون كوفي، وهو أستاذ بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا، مشيرا إلى فضيحة 2012 عندما خسر جيه بي مورجان 6.2 مليار دولار من خلال الرهان سرا مشتقات الائتمان: "هذا الرجل أمضى فترة ولاية طويلة وهادئة للغاية باستثناء حوت لندن". ويضيف "كل من كان موجودا معه عندما بدأ، رحل منذ فترة طويلة".
في حين أن التغييرات التي أجريت الأسبوع الماضي، على رأس جيه بي مورجان لا تنذر برحيل وشيك لدايمون، إلا أنها تأتي في وقت تغيير أوسع للحرس في أكبر البنوك الأمريكية، التي بذل بعضها جهودا أكثر تضافرا للإعلان عن قيادة جديدة.
في الخريف الماضي، أعلن مايك كوربات، الرئيس التنفيذي لسيتي جروب، أنه سيتنحى بعد أن قضى ثمانية أعوام في منصبه، في وقت أبكر مما توقع الكثيرون، وسلم الإدارة إلى جين فريزر المولودة في اسكتلندا.
بدأ منافسه مورجان ستانلي الخميس معركة على الخلافة عندما أجرى الرئيس التنفيذي جيمس جورمان سلسلة من التغييرات في القيادة، وأبرزها ترقية نائبين كبيرين، تيد بيك وآندي سابيرستين، ليكونا رئيسين مشاركين.
يمكن أن يكون أحد نماذج رحيل دايمون، الناجي من سرطان الحلق، هو بوب إيجر من ديزني، الذي استقال العام الماضي من منصبه كرئيس تنفيذي أثناء بقائه كرئيس مجلس الإدارة من أجل إدارة الانتقال. كانت هذه هي الممارسة في جميع تعاقب الرؤساء التنفيذيين الأخيرة في جيه بي مورجان، بما في ذلك عندما تولى دايمون المنصب من ويليام هاريسون جونيور.
إذا فازت بيبسزاك أو ليك بالمنصب الأعلى، فإن جيه بي مورجان سيصبح ثاني أكبر بنك في وول ستريت تقوده امرأة بعد ترقية فريز في سيتي جروب.
قال جوردون سميث، الذي ستحل محله ليك وبيبسزاك عندما يتقاعد كرئيس للقسم الاستهلاكي في نهاية العام، إن المرأتين صعدتا إلى قمة البنك لأنهما من القادة الأقوياء.
ويوضح سميث لصحيفة فاينانشيال تايمز: "يضم القسم الاستهلاكي أكثر من 120 ألف شخص ولديهما القدرة على موازنة معدل الذكاء ومعدل الذكاء العاطفي لهذه الوظيفة".
تعمل هاتان المرأتان لدى جيه بي مورجان منذ أكثر من عقدين. في الآونة الأخيرة، كانت ليك مسؤولة عن قسم القروض الاستهلاكية في جيه بي مورجان بينما كانت بيبسزاك كبيرة الإداريين الماليين منذ 2019، عندما حلت محل ليك.
كانت هناك بنوك أخرى تسعى لاجتذاب ليك. عقدت محادثات حول تولي منصب الرئيس التنفيذي في ويلز فارجو في 2019، وفقا لشخص مطلع على الأمر. ورفضت متحدثة باسم ويلز فارجو التعليق على الأمر. ذهبت الوظيفة في النهاية إلى مخضرم آخر في جيه بي مورجان، هو تشارلز شارف.
عند تقاعد سميث، يخطط مجلس إدارة جيه بي مورجان أن يكون المصرفي الاستثماري دانيال بينتو، وهو أرجنتيني، أول مسؤول تنفيذي معد ليتولى مهام دايمون على المدى القصير في حال عدم قدرته على أداء دوره في حالة الطوارئ. وسيصبح الرئيس الوحيد للبنك وكبير الإداريين التشغيليين في نهاية هذا العام.
بينتو، الذي يعمل في البنك منذ 1983، تم تفويضه كرئيس تنفيذي إلى جانب سميث العام الماضي عندما خضع دايمون لعمليته الجراحية.
هناك متنافسون آخرون من داخل جيه بي مورجان، وفقا لما ذكره شخص مطلع على الأمر. تم توسيع اللجنة التشغيلية للبنك في سبتمبر، واثنان من الذين انضموا إلى اللجنة - تيريزا هيتسنريثر، التي تشرف على الخدمات الأمنية، وتروي رورباو الذي يقود قسم التداول - ينظر إليهما على أنهما من النجوم الصاعدة.
ماري إردوس، المسؤولة عن قسم إدارة الأصول والثروات في جيه بي مورجان البالغة قيمته 3.4 تريليون دولار، هي متسابقة أخرى رفيعة المستوى وكانت منذ فترة طويلة واحدة من المديرين التنفيذيين ذوي أعلى الأجور في البنك، حيث تتلقى أكثر من 20 مليون دولار سنويا.
الترقيات لكل من بيك وسابيرستين في مورجان ستانلي، جنبا إلى جنب مع اثنين من كبار المساعدين في البنك، جوناثان بروزان ودان سيمكوفيتز، تشكل سباقا رباعي الاتجاه لتولي المسؤولية في النهاية من جورمان، الأسترالي الذي يقود البنك منذ 2010.
يقود بيك و سابيرستين على التوالي قسم الأوراق المالية المؤسسية وقسم إدارة الثروات، وهما وحدتا أعمال في مورجان ستانلي تولدان نحو 90 في المائة من إيرادات البنك. يشير البعض داخل البنك إلى مجموعة المتنافسين باسم "الفرسان الأربعة"، ما يعكس تركيبة القائمة المختصرة للذكور فقط.
جورمان، 62 عاما، أخبر مجلس إدارة مورجان ستانلي، أنه ملتزم بالبقاء لمدة ثلاثة أعوام أخرى على الأقل. ومع ذلك، فإنه لا يتوقع أن تمتد فترة ولايته إلى ما بعد الأعوام الخمسة التالية، وفقا لشخص مطلع على خططه.
أعضاء مجلس الإدارة في كل من جيه بي مورجان و مورجان ستانلي ليس لديهم سبب وجيه لتسريع خروج الرؤساء التنفيذيين الحاليين. تمتع دايمون وجورمان بفترات أطول وأكثر نجاحا من نظرائهم الأوروبيين، الذين يعتركون مع أسعار فائدة سلبية وسلسلة من الفضائح.
ولكن في كلتا الحالتين، يبدو أن هذين الشخصين اللذين هما في الستينات من العمر على وشك تمديد فترتيهما في وقت تواجه فيه الصناعة ضغوطا جديدة من جيل الشباب من الموظفين للتحرك بسرعة أكبر فيما يتعلق بقضايا البيئة والاستدامة، فضلا عن تضارب الآراء حول الكيفية التي ينبغي أن تتم من خلالها عودة المصرفيين إلى المكتب بعد الوباء.
قالت نيل مينو، وهي خبيرة حوكمة في ValueEdge Advisors: "يتعين على مجالس الإدارة أن تلاحظ عندما لا يعود الرئيس التنفيذي يعطي الأولوية لما هو مهم للجيل المقبل من القادة. هذا مهم بشكل خاص في الوقت الحالي في الخدمات المالية حيث يوجد تحول ديموغرافي ضخم". وترى مينو أنه بالنسبة لمورجان ستانلي، كان الافتقار إلى التنوع بين المجموعة الحالية من المتنافسين واضحا.
وأضافت: "عندما ترى مجموعة من المرشحين المحتملين من هذا القبيل، فأنت تقول في نفسك: ألا يرون ما يجري الآن في العالم بشكل واسع؟ ما الأمور التي تفوتهم؟"