الطلب الأمريكي - الأوروبي يحفز أسعار النفط.. والتعافي الاقتصادي يبشر بنصف عام قوي

الطلب الأمريكي - الأوروبي يحفز أسعار النفط.. والتعافي الاقتصادي يبشر بنصف عام قوي
الطلب الأمريكي - الأوروبي يحفز أسعار النفط.. والتعافي الاقتصادي يبشر بنصف عام قوي
cut out

توقع مختصون ومحللون نفطيون أن تستمر التقلبات السعرية خلال الأسبوع الجاري، بعد اختتام الأسبوع الماضي على ارتفاع، لكن مع خسارة أسبوعية بنحو 3 في المائة لخامي برنت والأمريكي.
وقال المختصون "إن التعافي في الطلبين الأمريكي والأوروبي يحفزان على مزيد من المكاسب السعرية في مقابل استمرار الضغوط على الطلب جراء الانتشار السريع لوباء كورونا في الهند والبرازيل".
وأوضح لـ"الاقتصادية"، المختصون أن استئناف عمل خط أنابيب الوقود "كولونيال" في الولايات المتحدة أدى إلى هدوء وتيرة صعود الأسعار بعد مخاوف سابقة على الإمدادات، أدت إلى قفزات سعرية غير متوقعة بسبب المخاطر المحتملة فى بداية الأزمة التي تم احتواؤها خلال أيام قليلة.
وأشاروا إلى أهمية جهود "أوبك+" في تقييد المعروض النفطي ودفع السوق نحو استعادة التوازن مع المضي قدما في زيادات تدريجية لمواجهة ارتفاع الاستهلاك الصيفي وسط توقعات أقوى من "أوبك" بتعاف أوسع للطلب على النفط الخام والوقود خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وأوضح المختصون أن اندلاع القتال في قطاع غزة له تأثير واسع في استقرار المنطقة، إذ إن الصراعات في هذه المنطقة الغنية المنتجة للطاقة تثير القلق بشأن اضطراب الإمدادات المحتملة.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة "إن السوق لا تزال غير مستقرة، وهذا يعني مزيدا من التقلبات السعرية"، مشيرا إلى أن أزمة انتشار فيروس كورونا في الهند هي التحدي الأكبر في السوق في المرحلة الراهنة، حيث إنها تهدد تعافي الطلب الآسيوي على النفط الخام".
وأوضح أن وضع الطلب الآسيوي بشكل عام فيه عديد من النقاط المضيئة الخاصة بالبيانات الاقتصادية القوية في الصين وهو ما شجع بالفعل - بالتوازي مع ارتفاع الاستهلاك صيفا - على قيام مجموعة "أوبك+" بالبدء في إعادة جزء من الإنتاج المتوقف البالغ 2.1 مليون برميل يوميا الذي التزموا به سابقا.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن معنويات السوق في وضع أفضل بشكل مستمر، وهو ما يعني العودة إلى تغلب وتيرة المكاسب على التراجعات السعرية خاصة إذا أخذنا في الحسبان أن الولايات المتحدة وأوروبا تخطوان خطوات واسعة في عمليات التطعيم بلقاحات كورونا ورفع قيود السفر وعودة حركة السياحة والطيران خاصة القرار الأخير بالإعفاء من ارتداء الكمامات لمتلقي اللقاحات أو المتعافين.
وذكر أن ضعف الطلب الهندي - وهو الذي كان الأسرع في النمو قبل الأزمة الأخيرة وهو أيضا ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم - يمثل بالفعل مصدر إزعاج لمنتجي النفط الخام في الشرق الأوسط الذين يراهنون بقوة على الطلب الهندي، وقد جعل ذلك الهند تحتل أولوية في برامج الحوار على أجندة منظمة أوبك، كما تحرص "أوبك" بشكل عام على توثيق التعاون بين المنتجين والمستهلكين لمصلحة استقرار السوق.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة "إنه من المتوقع أن تخوض السوق أسبوعا متقلبا جديدا لأسعار النفط، لكن الوضع غير مقلق، ويمكن القول إن أساسيات العرض والطلب الأساسية ستبقى ثابتة نسبيا"، مشيرا إلى تغير مستويات المخزونات الأمريكي بشكل طفيف خلال الأسبوع الماضي بينما استقر الإنتاج الأمريكي حول 11 مليون برميل يوميا.
وأضاف أنه "على الرغم من استمرار ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند نجد أن وضع السوق العالمية إجمالا غير مقلق، حيث إن نقاط الضعف في بعض المناطق تعوضها نقاط قوة في مناطق أخرى، وهو ما جعل "أوبك" تبقي على توقعاتها للطلب لعام 2021 ثابتة، مع التوقعات بنصف ثانٍ قوي من العام مع استمرار الاقتصادات العالمية في إعادة الانفتاح".
وتضيف، أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية أن "هناك توقعات إيجابية لتعافي الطلب في ضوء بيانات جديدة عن سحب كبير آخر من مخزونات النفط الخام الأمريكية هذا الأسبوع بشكل يفوق التوقعات المسبقة"، مشيرة إلى أن عودة خط الأنابيب الأمريكي إلى العمل بالشكل الطبيعي قللت المخاوف السابقة، لكنها فتحت الجدل حول الأمن السيبراني للخطوط الأمريكية في ضوء تقارير عن دفع المشغلين الأمريكيين فدية بقيمة خمسة ملايين دولار لإعادة تشغيل الخط.
ولفتت إلى أنه لايمكن تجاهل أن الصراع في الشرق الأوسط له تأثير واسع في أسعار الخام الأمريكي تحديدا، خاصة مع تقلص المخزونات، بينما وصل خام برنت إلى 70 دولارا للمرة الثانية هذا الشهر.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تقدمت أسعار النفط الجمعة ماحية بعض الخسائر الحادة التي تكبدتها في الجلسة السابقة، إذ ارتفعت أسواق الأسهم، لكن المكاسب حد منها وضع فيروس كورونا في الهند المستهلك الكبير للخام واستئناف عمل خط أنابيب في الولايات المتحدة.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتا بما يعادل 1 في المائة إلى 67.71 دولار للبرميل وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتا أو 1 في المائة إلى 64.45 دولار للبرميل.
ونزلت أسعار كلا الخامين 3 في المائة الخميس، وسجلت أسعار النفط الخام أول خسارة أسبوعية في ثلاثة أسابيع، وتتعرض أسعار النفط لضغوط هذا الأسبوع بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند، فضلا عن المخاوف من أن السلالة شديدة العدوى التي اكتشفت لأول مرة هناك تنتشر إلى دول أخرى.
إلى ذلك، ذكرت شركة بيكر هيوز الجمعة أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار خمس منصات هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 453 بينما في الأسبوع السابق زاد عدد منصات النفط والغاز الأمريكية بمقدار ثماني منصات.
وأوضح تقرير الشركة الأسبوعي أن العدد الإجمالي لمنصات حفر النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة يبلغ الآن 114 أكثر من هذا الوقت من العام الماضي، مشيرا إلى ارتفاع عدد منصات الحفر بمقدار ثماني منصات هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 352 هذا الأسبوع بينما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار ثلاث إلى مائة، وبقي عدد الحفارات المتنوعة كما هو.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 7 مايو - آخر بيانات متاحة - إلى زيادة هذا الأسبوع بمتوسط 11 مليون برميل يوميا.
وتقدر إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط سيصل إلى 11.04 مليون برميل يوميا هذا العام بعد انخفاضه من ذروة الإنتاج البالغة 13.1 مليون برميل يوميا في فبراير 2020 قبل أن يسحق الوباء الطلب على النفط.

الأكثر قراءة