حلم الطفولة .. موسى أوكونجا إفريقي في كلية إيتون النخبوية
النوع الأدبي الصغير للغاية لمذكرات طلاب كلية إيتون السود السابقين تضاعف من حيث الحجم. نشرت أول مذكرات في عام 1972 من قبل ديليب أونياما، تحت عنوان استخدم الصفة العنصرية التي كان يهان بها باستمرار أثناء وجوده في المدرسة الداخلية البريطانية النخبوية في الستينيات. الآن تأتي المذكرات الثانية تحت عنوان "واحدا منهم: مذكرات طالب عن كلية إيتون" One of Them، التي تستند إلى تجارب المؤلف المؤلف موسى أوكونجا عندما كان تلميذا في مدرسة إيتون في التسعينيات.
أونياما كاتب نيجيري كان التلميذ الأسود الثاني، الذي يرتاد كلية إيتون خلال أكثر من 500 عام من وجود المدرسة. بعد نشر كتابه، منع من زيارة إيتون مرة أخرى. أوكونجا كاتب أيضا، ولد في بريطانيا، لوالدين هربا من أوغندا التي مزقتها الحرب في منتصف السبعينيات. نشأ في بلدة مساكن للطبقة العاملة خارج لندن وكان مهووسا بالذهاب إلى إيتون، "مدرسة أحلامي"، بعد مشاهدة فيلم وثائقي عنها في سن الـ11.
نشأ على الاعتقاد بأن العمل الجاد هو السبيل للهروب من العنصرية، وفاز بنصف منحة دراسية للذهاب إلى إيتون. في عمر 13 عاما، وجد نفسه في القمة التعليمية للمجتمع البريطاني، مؤسسة للصبيان فقط تخرج منها 20 رئيسا للوزراء، بمن في ذلك اثنان من آخر ثلاثة. من بين أقلية صغيرة من التلاميذ السود، كان يصادق الأولاد الذين كانت أسماء عائلاتهم تشبه أسماء شركات شهيرة - "وبعد ذلك أدركت أن هذه هي العائلات التي أسست بالفعل هذه الشركات الشهيرة".
لم يذكر أوكونجا اسم أي من هؤلاء الأقران، على الرغم من أن بعضهم يمكن تخمينهم. في صياغة خجولة، يشير إلى "الوقت الذي وصل فيه بعض الطلاب من عائلات بارزة إلى مدرستي واحتضنهم مجتمع المدرسة بأسره بطريقة لطيفة، ومنحهم المجال ليكونوا على طبيعتهم، وانتهى بهم الأمر إلى الازدهار" - من الواضح أنها إشارة لمعاصريه في إيتون، الأميران ويليام وهاري. سلفه كاتب المذكرات أونياما يظهر أيضا بشكل عابر دون أن يذكر بالاسم، أنه "الطالب الأسود" الذي يتلقى اعتذارا متأخرا من المدرسة في عام 2020 عن التجارب العنصرية التي خاضها.
هذا الخجل محبط، ويحرم القصة من التخصيص، لكنه يخدم غرضا. تحتل إيتون "التي درست فيها أيضا، قبل عدة أعوام من أوكونجا" مكانا مشحونا بشكل غريب في المخيلة البريطانية. أنها تبقي قوتها قريبة منها، فهي تلهم نوعا من الانبهار المروع من المتفرجين، غالبا ما يكون مشبعا بمفاهيم حادة وجامدة عن الرذيلة الارستقراطية. كتاب One of Them لا يغذي هذه التخيلات التي تدغدغ الحيال. بدلا من ذلك، يحدد الكتاب تشكيل أوكونجا المعقد بوصفه دخيلا تمت صياغته من خلال النظرية البريطانية المطلقة الناجحة للمطلعين.
على عكس مسقط رأسه بلدة الطبقة العاملة، حيث يطارده شباب بيض يركبون درجات نارية ويتعرض لمضايقات من الشرطة، يشعر أوكونجا بالأمان في إيتون. لديه معلمون مربون. يحقق أداء جيدا أكاديميا ويلعب كثيرا من كرة القدم "موضوع كتب عنه في كتب أخرى". العنصرية موجودة، لكنها غير مباشرة وليست صريحة، يتم نطقها في الأساس من وراء ظهره أو تتخذ شكل التعليقات الجاهلة.
هذا التحيز الخفي يصبح مرتبطا في ذهنه بصمت كبير في قلب تعليم المدرسة. يتساءل عن سبب عدم تعلمه أي شيء عن العبودية والإمبراطورية، مصدر الثروة لكثير من خريجي مدرسة إيتون. كشخص بالغ، يشعر بالنفور بسبب سياسات التقشف التي فرضها ديفيد كاميرون، أحد رؤساء الوزراء الذين ارتادوا المدرسة. "أنظر إلى شعارها مرة أخرى - لتزدهر إيتون - وأفكر، نعم، ازدهر كثير من السياسيين الذين درسوا فيها، لكن على حساب الآخرين. ربما تربينا لنكون الأشرار؟".
لم يستطع الكتاب أن يحمل نفسه على تقديم جواب بالإيجاب: أكونجا لديه غرام دائم بمدرسة أحلامه. يقدم كتابه بعض التحفظات الدقيقة والمتناقضة لصورة مدرسة إيتون الذاتية باعتبارها حصنا للتعليم الليبرالي. من الواضح أن التقدم حدث منذ المذكرات الأولى التي نشرها تلميذ أسود سابق - لكن ليس بالقدر الذي تود أن تتصوره المدرسة.