كيف نتعلم؟ الاختبارات المنتظمة أفضل من الامتحانات العامة

كيف نتعلم؟  الاختبارات المنتظمة أفضل من الامتحانات العامة
الامتحانات العامة محبطة وتفسر سبب انخفاض الفضول في الغالب بعد سن الخامسة.

عندما زار عالم الأعصاب، ستانيسلاس ديهاين، إحدى المدارس لمراقبة كيف يتم تطبيق بحثه، شعر بالرعب مما رآه. في تفسير خاطئ للفكرة التي تقول إننا نتعلم بشكل أفضل عندما نكون نشطين، أظهر المدير بفخر كيف أنه جهز كل مقعد دراسي بدواسات حتى يضغط عليها التلاميذ أثناء دراستهم الرياضيات.
"المشاركة النشطة تحدث في أدمغتنا وليس أقدامنا"، كما كتب في بحثه الممتع حول الطريقة التي يساعد فيها العلم - من فحوص الدماغ إلى الاختبارات النفسية - في إلهام علم التربية. ستكون نتائجه مصدر اهتمام خاص بعد أن حول فيروس كورونا كثيرا من الأهالي إلى مدرسين منزليين، من خلال مراقبة تعليم أطفالهم مباشرة.
ديهاين يتحدى كثيرا من العبارات المجازية. يجادل بأن الأطفال يستوعبون المفاهيم الجديدة بشكل أفضل ليس عند الاستماع السلبي لما يقوله المعلم ولكن من خلال إعادة صياغة الأفكار بعبارات وأفكار خاصة بهم. يشدد على أن الاهتمام والتكامل والمشاركة والمقترحات هي جميعا عناصر مهمة للتعلم.
النوم يتيح إعادة توصيل الدماغ فيزيائيا، وهي عملية لازمة لتوحيد المعلومات المكتسبة خلال النهار، بينما الإيقاعات الليلية البيولوجية المميزة للمراهقين تبرر البقاء في السرير مع بداية متأخرة لصباحهم المدرسي بمجرد استيقاظهم بالكامل.
وهو ينتقد الامتحانات العامة "عالية المخاطر" (التي ألغيت العام الماضي في المملكة المتحدة بسبب الوباء). فهي لا تفعل شيئا لتفسير سبب فشل الطفل والتأخير الزمني قبل الإعلان عن النتائج يجعلها بلا فائدة للمساعدة على التعلم من الأخطاء. كما أنها حكمية ومحبطة، ما يفسر سبب انخفاض الفضول في الغالب بعد سن الخامسة.
في المقابل، يجادل ديهاين بأن الاختبارات المنتظمة التي توفر مقترحات سريعة ومحايدة تعد فعالة جدا. فهي تشجع الأطفال على مواصلة الاستكشاف، خاصة عندما تكون مصحوبة بالتواضع من المعلمين الذين لا يزعمون أنهم يعرفون - أو يوفرون - جميع الإجابات. من الأفضل تعلم المفردات عبر الاختبارات القصيرة: عرض الكلمة الأجنبية، ثم قلب الصفحة لمعرفة الترجمة، بدلا من محاولة حفظ الكلمة والترجمة جنبا إلى جنب. صيغة السؤال والجواب هي أكثر فاعلية في المراجعة مما هي لاستيعاب الملاحظات الوفيرة.
على الرغم من أن ديهاين يعترف بمخاطر ألعاب الفيديو، إلا أنه يشير إلى أنها يمكن أن تزيد التركيز وتحفز التعلم. تعلم مصمموها أهمية تحفيز اللاعبين من خلال خلط المستويات الأسهل والأصعب، لدفعهم نحو الإتقان.
وهو يرفض فكرة أن الأشخاص لديهم أساليب تعلم مختلفة، بدلا من ذلك قال إن سرعة التعلم فقط هي التي تختلف لديهم وإن الجميع يستفيدون من الأساليب السمعية والبصرية. كما أنه يرفض فكرة أن "المواطنين الرقميين" الشباب لديهم أي إتقان تكنولوجي عميق ويحذر من تعدد المهام. تشتيت الانتباه - من رسائل البريد الإلكتروني إلى كثير من الملصقات في الصف الدراسي - يضعف التعلم.
يستشهد ديهاين بالتجارب لإظهار أهمية التركيز، ويدعم الصوتيات - تقسيم الكلمات إلى أجزائها المكونة - لأن النظام يوفر إلهاء أقل من صعوبة قراءة مجموعة طويلة من الأحرف دفعة واحدة.
كتابه "كيف نتعلم: العلم الجديد للتعليم والدماغ" ينقسم إلى قسمين. الجزء الأول يصف الكثير من عمله الرائد، بما في ذلك استخدام تصوير الرنين المغناطيسي لاستكشاف تطور الدماغ لدى الأطفال الصغار جدا. ربما يكون جريئا جدا في ربط العمليات الكيميائية الحيوية في الدماغ بالطريقة الدقيقة التي توضح التعلم أو السلوك. في النصف الثاني، هناك مصادر أقل ويمكن القول إن هناك الكثير من اليقين فوق الحد في ملخصاته للاستنتاجات الشاملة المستمدة من الأدبيات العلمية الأوسع.
لكن هذا عمل ممتع، ترجم بشكل متقن من الفرنسية مع بعض الإشارات المؤثرة إلى نشأته، من فيلم La Jetée الذي أصبح له أتباع متحمسون، إلى مؤلفات دانييل بيناك، الذي يصف العجز في المدرسة، المتمثل في نظام "الدرجات بأنه عقاب".
بعد وضع قواعده الشاملة الخاصة بتطور الدماغ وعملية التعلم، كان من الممكن أن يقوم ديهاين بالمزيد لاستكشاف تأثير الاختلافات الثقافية - ولا سيما سياسات الدول المتباينة بشأن أفضل سن لبدء المدرسة أو متى يجب تعليم القراءة.
يذكر بشكل عرضي (دون التشكيك بالمنهجية) نتائج الاختبارات الدولية التي تظهر تراجع فرنسا في إتقانها للرياضيات، دون التفكير بالنهج المدروس من الأعلى إلى الأسفل بقيادة المعلم في الصين ومعظم آسيا، الذي حقق نتائج أفضل. صحيح أن الطموح التعليمي عالمي، لكن الأساليب والنتائج تظل مختلفة.

الأكثر قراءة