محللون: النفط يتجه لحصد مزيد من المكاسب في النصف الثاني .. انتشار اللقاحات وتخفيف الإغلاقات

محللون: النفط يتجه لحصد مزيد من المكاسب في النصف الثاني .. انتشار اللقاحات وتخفيف الإغلاقات
استئناف حركة السفر في أمريكا وتخفيف قيود الإغلاق في أوروبا تدفع أسواق النفط للتفاؤل.

سجلت أسعار النفط الخام تقلبات متوالية بسبب زيادة حالات الإصابة بوباء كورونا في الهند في مقابل دعم تلقته الأسعار من انخفاض يفوق التوقعات في مخزونات النفط الأمريكية. وعلى الرغم من هشاشة الوضع في السوق تقوم مجموعة "أوبك+" بزيادة الإمدادات بشكل تدريجي تجاوبا مع توقعات انتعاش الطلب وزيادة الاستهلاك صيفا، كما رجحت بنوك استثمارية وشركات دولية تجاوز الأزمة في النصف الثاني من العام وتحقيق النفط الخام لمكاسب أوسع.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن غياب اليقين بشأن تعافي الطلب والشكوك المستمرة بشأن التعافي بعد فيروس كورونا أدت إلى إبقاء سعر برنت دون 70 دولارا للبرميل، كما أدى إلى تراجع أسعار العقود الآجلة للنفط، خاصة في الأسواق الآسيوية.
وأشاروا إلى ترقب السوق للمتغيرات السريعة والمتلاحقة في العرض والطلب، ما يصعب معها التوافق على تقديرات ثابتة للسوق، خاصة على المدى القصير لافتين إلى تزامن المخاوف بشأن الطلب الهندي على النفط مع بدء "أوبك+" تدريجيا في إعادة الإمدادات إلى السوق إلى جانب تزايد المعروض من ليبيا وإيران، ما يكبح فرص استمرارية المكاسب السعرية.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن النفط الخام أقرب إلى حصد مزيد من المكاسب السعرية، خاصة في النصف الثاني من العام الجاري بسبب انتشار اللقاحات ضد كورونا، واستئناف حركة السفر في الولايات المتحدة وتخفيف قيود الإغلاق في أوروبا والاقتراب من العودة إلى مستويات الحياة الطبيعية السابقة لاندلاع أزمة الوباء.
وأضاف أن السوق قادرة بالفعل على امتصاص حالة العرض الإضافي الحالية نتيجة ارتفاع الاستهلاك صيفا ومع بدء موسم القيادة في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن "أوبك+" أقرت هذه الزيادات التدريجية في إطار قراءة دقيقة وعميقة لتطورات وضع السوق، لافتا إلى أن هاجس الخطر الحالي يكمن في التقلبات السعرية واحتمالات تعثر الطلب وتأخر الوصول إلى مرحلة التعافي الكامل، ما قد يؤدي بدوره إلى صعوبة في استعادة توازن السوق، وهو ما يتطلب أيضا سياسات أكثر مرونة من المنتجين في "أوبك+" أو غيرها.
ويرى، مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة أن المنتجين في "أوبك+" على أهبة الاستعداد لتقييم ومعالجة تطورات وضع السوق النفطية، مشيرا إلى أن الحالة الراهنة، التي من المتوقع أن تشهد وفرة في العرض وتأخر في تعافي الطلب واجهتها السعودية بسياسات مرنة في الإنتاج والتسعير، حيث خفضت أسعار البيع الرسمية لشهر يونيو إلى الأسواق الآسيوية.
وأشار إلى أن استمرار تفاقم الأزمة في الهند يقلق المنتجين، الذين يعولون كثيرا على الهند باعتبارها ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام وأحد محاور الطلب العالمي على الوقود لافتا إلى بيانات صادرة عن كومرتس بنك ترجح أن القيود المستمرة في الهند وأوروبا.
ويقول فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة إن العوامل السلبية الخاصة بالهند تقابلها عوامل إيجابية خاصة بتراجع المخزونات الأمريكية واستئناف الأنشطة الاقتصادية في أمريكا وأوروبا، مشيرا إلى أن الانخفاض المفاجئ للمخزونات خفف من وقع الأزمة الراهنة وحافظ على المعنويات الإيجابية في السوق، حيث انخفضت مخزونات نفط الخام الأمريكية بمقدار 7.99 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع الماضي متجاوزة بشكل كبير مستوى مليوني برميل يوميا، التي كانت متوقعة في تقديرات سابقة.
ولفت إلى أن وضع المخزونات ليس إيجابيا بالكامل فقد تم رصد زيادة هامشية في مخزونات البنزين بمقدار 737 مليون برميل، مشيرا إلى تقديرات دولية أخرى غير مؤكدة ترى أن الطلب على البنزين تعافى بالفعل إلى مستويات ما قبل الجائحة في 2019 ولكن هذه التقديرات ليست محل إجماع، وهناك تباين في رؤى تقييم السوق من قبل جهات دولية معنية عديدة.
وبدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية إن آمال تعافي الطلب على الوقود تعتمد بشكل كبير على الصين إلى حين تعافي الهند من الأزمة الصعبة والكارثية الحالية، مشيرة إلى أن تقارير دولية ترجح أن واردات الصين من الوقود من المرجح أن تتجاوز ثلاثة ملايين طن متري في الربع الثاني، مقارنة بـ 2.69 مليون طن متري، التي أظهرتها البيانات الرسمية للربع الأول وهو ما يمثل نموا جيدا في الطلب على الوقود قد يوازن الخسائر الفادحة الحالية في الاقتصادات الآسيوية وتحديدا في الهند واليابان.
وأشارت إلى أن الانتشار المتوقع خلال الشهور المقبلة لجواز سفر كورونا سيعزز الطلب على الوقود بشكل كبير نتيجة عودة حركة السفر والطيران أو اقترابها من مستوياتها الطبيعية السابقة لافتة إلى أن بداية الشهر الجاري جاءت جيدة بالنسبة لأسعار النفط، ما ينبئ بأداء أفضل وتحسن تدريجي في مايو الجاري والشهور التالية، وذلك بعد أن أنهى النفط الخام الشهر الماضي على تقلبات حادة بسبب تركيز السوق على استهلاك الوقود الضعيف جراء الجائحة في الهند.
من ناحية أخرى، تراجعت أسعار النفط بعدما ارتفعت في وقت سابق، وذلك تحت ضغط زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 في الهند وغيرها، وعلى الرغم ن انخفاض فاق التوقعات كثيرا لمخزونات الخام الأمريكية.
هذا وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتا، بما يعادل 0.4 في المائة، إلى 68.68 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:39 بتوقيت جرينتش، وخسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا، بما يعادل 0.5 في المائة، إلى 65.32 دولار للبرميل.
وتبددت آمال في اقتراب الموجة الثانية المميتة لفيروس كورونا في الهند من ذروتها الخميس مع تسجيل أعداد يومية قياسية للإصابات والوفيات ومع انتشار الفيروس من المدن إلى القرى في ثاني أكثر دول العالم سكانا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول إن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام تراجعت بما يفوق التوقعات كثيرا الأسبوع الماضي مع ارتفاع إنتاج مصافي التكرير وقفزة للصادرات.
وهبطت مخزونات الخام ثمانية ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 30 نيسان (أبريل) إلى 485.1 مليون برميل، مقارنة بتوقعات محللين استطلعت رويترز آراءهم لانخفاض قدره 2.3 مليون برميل.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 68.20 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 66.67 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 65.71 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة