FINANCIAL TIMES

التنافر والاختلاف حول جوازات اللقاح يعقدان عودة السفر العالمي

التنافر والاختلاف حول جوازات اللقاح يعقدان عودة السفر العالمي

جواز سفر اللقاح.

كاميلا جريجرسن تسميها "استعادة حريتنا مرة أخرى". الأربعاء من الأسبوع الماضي، انضمت رئيسة نقابة العمال الدنماركية إلى نحو 10 في المائة من سكان الدنمارك، لإجراء اختبار كوفيد - 19 في ذلك اليوم لتمكينها من استخدام جواز سفر رقمي خاص بفيروس كورونا. في غضون نصف ساعة تم تسجيل النتيجة السلبية لاختبارها السريع في "جوازات سفر كورونا" وتمكنت من استخدامه لزيارة متحف ومطعم في كوبنهاجن.
بلغت شعبية جواز السفر الذي يمنح الدنماركيين إمكانية الوصول إلى كل شيء، من مباريات كرة القدم إلى مصففي الشعر، مبلغا كبيرا بحيث إن الناس يقفون في طوابير تمتد مئات الأمتار خارج مراكز الاختبار.
لكن بينما نجح ذلك في المساعدة على إعادة فتح الاقتصاد المحلي، إلا أن هناك علامات استفهام حول ما إذا كان سيرتبط بهذا القدر نفسه من السلاسة مع الجهود المبذولة لتسهيل السفر الدولي.
ينظر إلى جواز سفر فيروس كورونا بشكل أو بآخر على أنه أمر حيوي لاستئناف السفر هذا الصيف. لكن الأمل ضئيل في وجود نظام عالمي موحد. بدلا من ذلك يظهر مزيج من المبادرات المتضاربة المحتملة.
يعمل كثير من الدول على تطوير جواز سفر أو شهادة بالطريقة نفسها التي تحدث في الدنمارك. يسعى الاتحاد الأوروبي جاهدا إلى إنشاء نظام لعموم القارة. في الولايات المتحدة تنتشر مبادرات جوازات السفر المختلفة على مستوى الولايات. في غضون ذلك يدفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي برنامجا تقوده شركات الطيران.
يواجه كل منها مآزق تكنولوجية، وعملية، وأخلاقية، وسلسلة من الأسئلة التي تظل في معظمها دون إجابة. ما اللقاحات التي سيتم احتسابها وكم عدد الجرعات المطلوبة؟ هل يحتاج المسافرون إلى تقديم دليل رقمي على حالتهم، أم مجرد قطعة من الورق؟
أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، قال لفاينانشيال تايمز: "إذا كان لكل دولة بروتوكول مختلف، ولكل دولة نظام مختلف، ولكل دولة متطلبات مختلفة. هذا يربك المسافرين، ويربك شركات الطيران".
ديدييه رايندرز، مفوض العدالة في الاتحاد الأوروبي، قال الأربعاء: "إذا استطعنا الاتفاق من الناحية السياسية، فسيكون الحل التقني جاهزا في الوقت المناسب. إذا لم نفعل ذلك، فإننا نجازف بالتشرذم في جميع أنحاء أوروبا مع العديد من الحلول الوطنية التي قد تكون غير متوافقة".
يعمل الاتحاد الأوروبي بجد لتطوير "شهادة خضراء رقمية" مشتركة بحلول نهاية حزيران (يونيو) لتنسيق استئناف حرية السفر داخل الكتلة. وهو يشدد على أنها لن تكون جواز سفر خاص باللقاح: سيكون الدليل على وجود إصابة سابقة أو اختبار سلبي خلال 72 ساعة من السفر ساريا أيضا، كما هي الحال في الدنمارك.
أشار ماكين برامستروب، وهو مستشار علاقات عامة سابق في كوبنهاجن، إلى أنه يظل من الممكن إصابة الناس بالعدوى في غضون 72 ساعة. "كفرد، عليك أن تفكر: هل أرغب في المخاطرة؟".
يتمتع جميع المقيمين في الدنمارك برقم هوية فريد وبطاقة صحية صفراء مع رمز شريطي. يرتبط تطبيق الهاتف الذكي Min Sundhed "صحتي" بهذه الأنظمة. في مراكز الاختبار والتطعيم، يتم مسح البطاقة ضوئيا ويمكن إرسال نتائج الاختبار أو إثبات التطعيم إلى الهاتف الذكي للمقيم. جواز السفر صالح بعد أسبوعين من التطعيم النهائي، أو في غضون 72 ساعة من اختبار PCR السلبي أو اختبار المستضد السريع، أو ما بين 14 إلى 180 يوما بعد اختبار إيجابي سابق.
لكن كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي ستكون قادرة على وضع قواعدها الخاصة، وهناك بالفعل دلائل على اختلاف الأساليب.
اليونان، وهي واحدة من أكثر الدول اعتمادا على السياحة، تسمح للذين تم تطعيمهم بلقاح سبوتنيك الروسي، إضافة إلى ثلاثة لقاحات صينية، بالدخول دون حجر صحي. كذلك تم السماح للزوار من دول خارج الاتحاد الأوروبي بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالدخول منذ الأسبوع الماضي، بشرط التطعيم أو الحصول على نتيجة سلبية حديثة في اختبار PCR.
في المقابل، تتخذ إسبانيا موقفا أكثر حذرا، وتنتظر قواعد على مستوى الاتحاد الأوروبي قبل إعادة فتح أبوابها للسياحة في حزيران (يونيو). قالت رييس ماروتو، وزيرة الصناعة والسياحة، في مقابلة مع فاينانشيال تايمز: "سنحترم الإجماع داخل الاتحاد الأوروبي. نحن نعلم أن دولا أوروبية أخرى تريد أن تفتح أبوابها في وقت مبكر، كما هي الحال في اليونان، لكننا لا نريد المخاطرة".
الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تطور حلولها الخاصة تشمل إستونيا، وهي رائدة رقمية منتظمة، إضافة إلى ألمانيا وفرنسا. ستضيف باريس الاختبارات التي تم التحقق منها ونتائج التطعيم إلى تطبيق TousAntiCovid الحالي لتتبع المخالطين لتسهيل السفر الدولي. لكن، على عكس الدنمارك، لا تريد استخدام النظام للتحكم في الوصول إلى المقاهي والمطاعم.
قال سيدريك أو، وزير الدولة الفرنسي للشؤون الرقمية، في الأغلب التطبيق يمكن أن يكون "مفيدا للتجمعات الكبيرة مثل الحفلات الموسيقية أو المهرجانات أو المؤتمرات". بدأت فرنسا اختبار التطبيق يوم الثلاثاء للرحلات الجوية إلى كورسيكا وستوسعه قريبا ليشمل أقاليم ما وراء البحار، مثل جوادلوب.
استعانت المفوضية الأوروبية بشركة الاتصالات الألمانية وشركة ساب لبناء ما يسمى البوابة، لضمان قدرة الأنظمة الوطنية على التحدث مع بعضها بعضا. وتعتزم إجراء تجربة تشمل خمس دول هذا الشهر، راجية أن يكون نظامها القائم على رموز QR القابلة للمسح، أساسا لمعيار دولي.
ذكريات الجهود الخاصة بتطوير تطبيقات تتبع المخالطين العام الماضي، التي أدت إلى حالة من التشرذم في أوروبا، لا تزال عالقة في الأذهان. لكن أحد المسؤولين الصحيين الفرنسيين قال: "الأمر مختلف هذه المرة لأن التكنولوجيا أساسية تماما وكل ما عليك فعله هو التحقق من التوقيعات، وليس جمع بيانات حساسة حول تحركات الأشخاص".
يشعر بعض الناس بالقلق من الضمانات الكامنة وراء "الشهادة الخضراء الرقمية". قالت كارميلا ترونكوسو، الأستاذة المساعدة في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان، إنها "صدمة لأنه لن يتم تشفيرها" ولا توجد حواجز لضمان عدم قيام تطبيقات التحقق من رمز الاستجابة السريعة بتسجيل البيانات. الاحتيال أيضا مشكلة. تسمح الدنمارك حاليا للناس بطباعة جواز كورونا، وتشير الأدلة القصصية إلى أنه قد يكون من السهل الغش.
في الولايات المتحدة، حيث دفعت الحكومة الفيدرالية إلى زيادة التطعيمات، أصبحت مبادرات جوازات السفر أكثر تجزئة حتى من قبل. تعمل 17 شركة ومؤسسة على الأقل على نسخ خاصة بها من جوازات سفر اللقاحات، بما في ذلك نسخة من قبل شركة IBM يتم اختبارها في ولاية نيويورك.
حذر مسؤولون في إدارة بايدن الشهر الماضي قائلين: "من دون نوع من التنسيق على الصعيد الوطني، يمكن أن يصبح المشهد مليئا بمجموعة مربكة من الحلول غير المتوافقة والحلول الحصرية التي تتسم بدرجات متفاوتة من الجودة والجدارة بالثقة".
لكن الإدارة استبعدت تطوير برنامج من قبل الحكومة الفيدرالية، ويرجع ذلك جزئيا إلى عداء الجمهوريين. قال رون ديسانتيس، الحاكم الجمهوري لفلوريدا، إنه سيمنع الكيانات الحكومية من إصدار أي نوع من شهادات اللقاح، وكذلك الشركات التي تطالب ذلك.
صناعة الطيران في حاجة ماسة إلى عمل جوازات سفر اللقاح. بدأ نظام Travel Pass الخاص بالاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" تجاربه الأولى في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، عندما سافر ركاب فيرجن أتلانتيك من مطار هيثرو إلى باربادوس. نظام منافس مع بعض الدعم من شركات الطيران هو CommonPass، الذي يدعمه المنتدى الاقتصادي العالمي. لكن المديرين التنفيذيين في مجال الطيران محبطون لأنه لا توجد حتى الآن معايير عالمية بشأن الشهادات.
وعلى الرغم من المشكلات، اقترح الباكر، من الخطوط الجوية القطرية، أن تستلهم الحكومات من الماضي، مشيرا إلى شهادات الحمى الصفراء التي كانت توضع لأعوام في جوازات السفر التي كان يطلبها العديد من الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية دليلا على التطعيم. "أعتقد أننا يجب أن نعود إلى الأيام الخوالي (...) ينبغي أن يعود هذا، لكن في شكل إلكتروني نسميه الآن تصريح سفر".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES