FINANCIAL TIMES

ضربة للطيران والضيافة .. بنوك أوروبية تُخطط لتقليص رحلات العمل

ضربة للطيران والضيافة .. بنوك أوروبية تُخطط لتقليص رحلات العمل

تخفيض رحلات العمل يعني تأخير تعافي قطاعي الطيران والضيافة من أعراض كوفيد 19.

تُخطط أكبر البنوك في أوروبا لخفض رحلات العمل بشكل دائم بما يصل إلى النصف عن مستويات ما قبل الوباء بعد انحسار أزمة فيروس كورونا، حيث أصبحت كثير من الطرق الجديدة للعمل عن بعد التي تم تطويرها أثناء الإغلاق هي القاعدة.
يحرص كبار المصرفيين على التعلّم من دورس العام الماضي لخفض التكاليف وتعزيز مؤهلاتهم الخضراء، لكن ستكون الخطط مُثيرة للقلق بالنسبة لشركات الطيران ومجموعات الضيافة التي تعتمد بشكل كبير على رحلات العمل لتحقيق الأرباح وتأمل في انتعاش سريع بمجرد رفع القيود.
نويل كوين، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC، قال لفاينانشيال تايمز إنه يتوقع خفض سفرياته هو شخصيا إلى النصف بعد كوفيد، مع رحلات أطول إلى مراكز البنك العالمية لخفض عدد الرحلات المطلوبة.
في الوقت نفسه، أصبحت مجموعة لويدز المصرفية وبنك بي إن بي آمر الهولندي اثنين من أوائل البنوك الكبيرة التي تضع أهدافاً رسمية للانبعاثات على مستوى البنك. تعهدت مجموعة لويدز "بالحفاظ على الزخم" الذي تم بناؤه خلال الوباء عن طريق الحفاظ على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن السفر أقل من 50 في المائة عن مستويات عام 2019.
ويهدف بنك بي إن بي آمرو إلى خفض رحلاته الجوية إلى النصف مقارنة بعام 2017 خلال الأعوام الخمسة المقبلة، جزئيا من خلال منع المصرفيين من القيام برحلات جوية بين مكاتبه الأوروبية وإجبارهم على ركوب القطار.
بالنسبة لشركات الطيران ومجموعات الضيافة، قد يشكل هذا ضربة قاسية. درجة الأعمال هي واحدة من مصادر الدخل الأكثر ربحية بالنسبة لبعض شركات الطيران، في حين أن الفنادق الدولية ومجموعات الضيافة الأخرى، مثل المطاعم والحانات، تستطيع تحقيق الكثير من أرباحها من تنقلات التنفيذيين وفعاليات رجال الأعمال.
يُمكن أن تولّد رحلات العمل ما يصل إلى 75 في المائة من إيرادات شركات الطيران في بعض الرحلات الدولية، وذلك وفقا لشركة برايس ووترهاوس كوبرز.
كذلك يقوض هذا التوجه توقعات بعض رؤساء صناعة الطيران، مثل الرئيس التنفيذي لشركة ريان آير، مايكل أوليري، الذي توقع الأسبوع الماضي أن تتعافى رحلات العمل تماما من الأزمة.
بالنسبة للبنوك المحلية، مثل مجموعة لويدز، قد يكون تقليص السفر أسهل نسبيا، على الرغم من أنه يظل يتطلب تقليل الاجتماعات وجهاً لوجه مع العملاء من قطاع الأعمال والمستثمرين الأجانب.
حتى البنوك الاستثمارية ذات التركيز الدولي تُخطط لإجراء تخفيضات كبيرة. قال مسؤول تنفيذي كبير في بنك آخر له عمليات في عدة دول إن بنكه لم يستقر حتى الآن على هدف نهائي، لكنه يفكر أيضًا في قصر السفر ليصل إلى "نصف الممارسات السابقة للوباء".
آندي هالفورد، المدير المالي لبنك ستاندرد تشارترد، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، على الرغم من أنه ينفذ معظم أعماله في الأسواق الناشئة، كان أكثر حذرا من بعض أقرانه، لكنه لا يزال يتوقع أن تكون تحركات المصرفيين أقل بمقدار الثلث تقريبًا مما كانت عليه قبل الوباء.
قال: "بالنسبة للاجتماعات مع المستثمرين لإجراء تحديثات وعروض ترويجية حول العالم، أتوقع أن هذه الأشياء ستقل. يمكن لكثير من المستثمرين الحصول على القدر نفسه من خلال مشاهدة الفيديو. لكن (اللقاءات في) قاعات المدينة مع الكثير من الموظفين، واجتماعات التنفيذيين المهمة (...) هذه تحتاج إلى الاستمرار. التأثير على الروح المعنوية يستحق الجهد المبذول".
سيكون الانخفاض بمقدار الثلث متماشياً مع التوقعات الأخيرة من قبل الرئيس التنفيذي لشركة ستار أليانس Star Alliance، جيفري جوه، لكن مديرين تنفيذيين آخرين في شركات الطيران كانوا يرجون حدوث انخفاض أقل حدة. شاي وايس، الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن أتلانتيك، قال لـ"فاينانشيال تايمز" هذا الشهر، إن الشركة تخطط لتلَقّي ضربة طويلة الأجل تصل إلى 20 في المائة، بينما كان أوليري أكثر تفاؤلا.
قال عدد من كبار المصرفيين إنهم حريصون على استئناف بعض أنواع السفر مثل الموظفين الزائرين والعملاء الرئيسيين، لكنهم أدركوا أن عام 2020 أثبت أن كثيرا من الرحلات التي تم إجراؤها في الماضي كانت غير ضرورية.
قال أحد كبار المصرفيين الاستثماريين: "أعتقد أن الناس لا يرون فائدة من فعل كل ما كانوا يفعلونه من قبل. السفر لحضور اجتماع لمدة ساعة والعودة، مثلا. هذه الأشياء ستختفي".
كما أن الحفاظ على بعض عادات العمل عن بعد التي تم اكتسابها خلال الوباء يوفر فرصة سهلة للبنوك لخفض التكاليف في وقت يكافح فيه كثير منها لتحقيق عوائد مستدامة في عصر أسعار الفائدة المنخفضة.
وفر بنك HSBC وحده 300 مليون دولار من تكاليف السفر في عام 2020 مقارنة بالعام السابق. وأدى التباطؤ إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية للبنك نحو 73 ألف طن.
على الرغم من أن أكبر مساهمة للبنوك في تغير المناخ تأتي من خلال إقراضها للصناعات شديدة التلويث، تظل الانبعاثات المرتبطة بالسفر جزءا جوهريا من بصمتها الكربونية المباشرة.
ووفقا لحسابات "فاينانشيال تايمز"، انخفاض السفر 50 في المائة في أكبر أربعة بنوك في المملكة المتحدة، مقارنة بعام 2019، سيوفر نحو 120 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES