ثقافة وفنون

مسلسل «عشرين عشرين» من الشاشة إلى الواقع

مسلسل «عشرين عشرين» من الشاشة إلى الواقع

هل التشابه بين المسلسل والواقع مصادفة.

مسلسل «عشرين عشرين» من الشاشة إلى الواقع

مشهد من العمل.

قبل بدء عرض مسلسل "عشرين عشرين"، أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي اهتمام عديد من الأشخاص، حيث تصدر قائمة العبارات الأكثر تداولا في أكثر من دولة مثل السعودية ومصر وأستراليا، ومن الممكن أن يعود السبب إلى أبطاله الذين يتمتعون بكاريزما خاصة ولها شعبية كبيرة واسعة، وبعد أن انطلق مع بداية رمضان أخذ البعض يقارن بينه وبين مسلسلات مشابهة مثل "الهيبة" الذي أدى فيه دور البطولة الممثل تيم حسن، حيث كان زعيما تماما، كما الريس الصافي في مسلسل "عشرين عشرين"، يؤدي دوره الممثل قصي خولي، وترسخت نظرية التشابه بعد أن لاحظ البعض أن صافي يستخدم دائما عبارة "يا عفو الله" تشبها بالعبارات التي كان يقولها جبل شيخ الجبل "منتهية.. فرج.."، إضافة إلى أن النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم هي البطلة في كلا المسلسلين، حيث قامت بالبطولة في أول جزأين من "الهيبة" لكن باختلاف في الدور بين كل من "الهيبة" و"عشرين عشرين".

معركة البداية
في "عشرين عشرين" تلعب نادين نجيم دور سما، تشغل منصب نقيب في الأمن، حيث يتم تكليفها بمهمة القبض على صافي، يؤدي دوره الفنان قصي الخولي، وهو يعد رجلا من أخطر رجال العصابات، يعيش في أحد الأحياء الشعبية، ويظهر من الحلقة الأولى مدى سيطرته على جميع الأشخاص في الحي الشعبي وعلى عائلته، يتولى شقيق سما، يؤدي دوره الفنان رامي عياش، مهمة القبض على صافي فيتنكر في شخصية عامل الكهرباء لدخول هذا الحي، وتحصل معركة يقتل فيها عياش على الفور.

تنتقم لأخيها ولكن...
تقرر سما الانتقام لأخيها، فتذهب في مهمة عملية للقبض على صافي، تتنكر في زي امرأة محجبة معنفة يضربها أخوها باستمرار، يؤدي دوره الممثل وسام صليبا، فتخبر صافي بقصتها، وبأن اسمها حياة ولديها شقيق اسمه كرمن، وأنه يضربها وهي تعمل خادمة وهربت منه الآن، فيقرر أخذها إلى منزل والدته والاهتمام بها، فتبدأ العلاقة بانتقام، لكنها تتغير مع مرور الوقت.

أداء موفق
على الرغم من احترافية قصي الخولي في التمثيل إلا أنه في هذا المسلسل، جاء السيناريو مقتبسا أو مشابها لمسلسل آخر، عدا عن "الهيبة" كان صافي يردد العبارة التالية "وحق يلي بسط الأرض ورفع السما ويلي خلق كل مخلوق يخلق مال الحرام ما بيدوم"، هي عبارة أصبحت ماركة مسجلة باسم النجم السوري عباس النوري الذي قالها في مسلسل "ليالي الصالحية" عام 2004، ولم تستخدم في أي دراما منذ ذاك الوقت، أما أداء الممثلة نادين نجيم فلقد أظهرت إتقانا في الدورين، فما بين النقيب سما وحياة عبدالله كانت تتنقل بسلاسة واحترافية لتعطي كل دور حقه بطبيعية ومهنية عالية، لا شك أن حماسة نجيم، وحرصها على تلوين أدائها الصوتي والحركي في العمل، مرتكزان في مجملهما على طبيعة النص الدرامي، الذي كتبه كل من السوري بلال شحادات واللبنانية نادين جابر، وطرحا فيه شخصيتين متناقضتين، أوجبتا على الممثلة أداءهما بطريقة بدت في بعض مواطن العمل مقنعة إلى حد ما، بعد أن جسدت في جانب دور "حياة"، البنت الشعبية، الفقيرة والفاقدة للسند، وفي جانب آخر، شخصية النقيب "سما"، المرأة الحازمة التي تعلمت الصرامة والقسوة من بيئة عملها كمحققة، مع الإشارة إلى أن نادين نجيم وقفت أمام عديد من نجوم الدراما السورية أمثال باسل خياط، عابد فهد، تيم حسن، معتصم النهار، وقصي خولي، لكن "عشرين عشرين" أظهر براعتها بشكل أكثر إتقانا واحترافية.
أدوار استثنائية
لم تنحصر براعة الأداء في البطلين، بل تقدم رندة كعدي دورا استثنائيا ذا رونق لامع، فهي تجسد دور أم صافي، وفي قلبها طيبة مفرطة وروحها صافية. كذلك كارمن لبس، التي تؤدي دور شقيقة صافي، فهي امرأة قديرة وتساعده على إتمام عملية تهريب المخدرات، إضافة إلى عديد من الممثلين الذين ركزوا على الأداء والتمثيل، بدلا من التركيز على الشكل الخارجي والطلة الأنيقة.

أخطاء إخراجية
لا يوجد أي اختلاف بين أعمال المخرج فيليب أسمر الذي يستعمل "الكادرات" في التصوير، وهذا ما يجعل مسلسلاته شبيهة ومكررة إلى حد الملل، مثلا شاهدنا نادين نجيم تبكي شقيقها القتيل تحت المطر في ساحة واسعة والكاميرا عليها من الأعلى، وهو مشهد مكرر ومعاد ومستهلك، كذلك يأتي رامي عياش ومعه رجال الشرطة مرتدين ثياب شركة الكهرباء، لمراقبة صافي قصي الخولي في حيه الفقير، بحجة تصليح الكهرباء، لكن إنارة الشارع كانت طاغية، ومع هذا فإن الموظفين لا يزالون هناك يعملون في تصليح الكهرباء، الساعة قاربت العاشرة ليلا، مع هذا فإن هؤلاء الموظفين المجدين لا يزالون يعملون، في مفارقة غير حقيقية نهائيا في بلادنا. أخطاء كثيرة من هذا النوع شاهدناها وكان من الممكن تلافيها بسهولة بالغة. ماذا لو أن الكهرباء كانت مقطوعة كليا، وصافي يريد استقبال والدته، إذن هنا هو سيدفع ويرجو من هؤلاء الموظفين البقاء لتصليح الكهرباء، ويغدو الأمر أكثر من واقعي.

سوري - لبناني بنكهة مصرية
يعد مسلسل "عشرين عشرين" تكرارا لعديد من المسلسلات المصرية القديمة، التي تناولت زعيم مافيا يتاجر بالمخدرات ويتعرض لعديد من المداهمات، ويواجه كثيرا من الصعاب، وقبل مسلسل "الهيبة" كانت هذه الفكرة سائدة في الدراما المصرية، حيث كان الفنان أحمد السقا أحد أكثر النجوم الذين يؤدون دور البطولة في مثل تلك المسلسلات، والآن جاءت الدراما اللبنانية السورية المشتركة لتقدم العمل بصورة أكثر واقعية، لدرجة أنها حصلت فعليا خلال شهر رمضان، حيث كان صافي يضع الممنوعات في الكوسا والباذنجان بطريقة احترافية.
وبالعودة إلى ذي بدء، هل التشابه بين المسلسل والواقع مصادفة، أم أن الدراما أصبحت مرآة للوقائع، تشبها بهوليوود، التي تمهد من خلال أفلامها لعديد من القضايا؟.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون