رغم مكاسبها الاقتصادية .. شبكات الجيل الـ 5 تفتح منافذ جديدة للهجوم والقرصنة

رغم مكاسبها الاقتصادية .. شبكات الجيل الـ 5 تفتح منافذ جديدة للهجوم والقرصنة
زيادة الاعتماد على الجيل الخامس يلفت أنظار القراصنة لها
رغم مكاسبها الاقتصادية .. شبكات الجيل الـ 5 تفتح منافذ جديدة للهجوم والقرصنة

أسهم استمرار التوسع في تقنيات الجيل الخامس من تقنيات الاتصالات ونمو الاعتماد عليها يوما بعد يوم في ظهور عديد من التقنيات والفرص الاقتصادية لتسريع عجلة التحول الرقمي، في الوقت ذاته، قد يؤدي تطوير تقنية الجيل الخامس إلى تعريض مستخدميه لهجمات إلكترونية، حيث إنه من المتوقع أن شبكات الجيل الخامس ستفتح فرصا جديدة للهجوم والقرصنة وتغير بشكل كبير مشهد التهديدات لصناعة الاتصالات، وكلما أصبحت التكنولوجيا أكثر شيوعا، زاد اتصال الأجهزة بشبكة الجيل الخامس، وزاد بالتالي عدد المهاجمين الذين يبحثون عن نقاط الضعف التي يمكنهم استخدامها لأغراضهم الخاصة.
ويعود سبب ازدياد الهجمات السيبرانية في ظل شبكات الجيل الخامس إلى تعدد مجالاتها التي تشمل المركبات ذاتية القيادة، والشبكات الكهربائية الذكية، والطب الذكي، والاتصالات العسكرية، وهنا يصعب التمييز بين الأجزاء الرئيسة أو الحرجة في البنية التحتية لهذه الشبكات عن مثيلاتها الفرعية، والسبب الآخر هو تزايد اعتماد الشركات والأفراد على تلك الشبكات، واتساع فرصة مخاطر سرقة البيانات، واستهداف الشبكات بوساطة الهجمات السيبرانية، وتتزايد بالمثل نقاط الضعف المحتملة والثغرات الأمنية، ما يقوض من إمكانية اكتشاف الأنشطة السيبرانية الضارة.
من جانبه أشار سمير عمر، الرئيس التنفيذي لمؤتمر "فيرتشوبورت" لحلول أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أهمية مواجهة الهجمات السيبرانية، من خلال استراتيجية "اليقظة السيبرانية" الاستباقية، خاصة مع توسع استخدام شبكات الجيل الخامس، وذلك من خلال إعداد خرائط لأهم الروابط التشغيلية والتكنولوجية المتبادلة والبنية التحتية ذات الأهمية.
وقال، "إن إدماج المخاطر السيبرانية، من شأنه تحسين القدرة على فهم المخاطر وتخفيف حدتها، حيث سيساعد التحديد الكمي للأثر المحتمل على تركيز الاستجابة وتشجيع الالتزام بهذه القضية على نحو أقوى، خاصة أن العمل لا يزال في هذا المجال وليدا، بسبب نقص البيانات المتعلقة بأثر الأحداث السيبرانية والتحديات التي تعترض عملية النمذجة".
من ناحية أخرى سيستمر مزودي خدمة الاتصالات في تشغيل البنية التحتية القديمة للجيلين الثالث والرابع للأعوام المقبلة، وأثناء نشر خدمات الجيل الخامس لذلك فالسرعات العالية في المنازل والشركات مع انتشار أجهزة المحمولة الشخصية تفضي إلى احتمالية كبيرة في زيادة واتساع رقعة الجرائم الإلكترونية.
وتتمثل أبرز التحديات التي تواجه شبكات الجيل الخامس، في إمكانية التلاعب بمعداتها الرئيسة، وذلك على شاكلة البوابة السرية التي تعرف باسم "الباب الخلفي" التي تسمح باعتراض وإعادة توجيه البيانات أو تخريب الأنظمة الحيوية، حتى في أعقاب اجتياز الأنظمة لاختبارات الأمان، نظرا لاستمرار إرسال التحديثات إليها من قبل الشركات المصنعة، كما أن هناك إمكانية استهداف القراصنة السيبرانيين للخوارزميات التي تعمل بموجبها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وذلك لأن إنترنت الأشياء يوسع بشكل كبير من فرص ونتائج تلك الهجمات، لذا من الصعوبة اكتشاف الهجمات التي تنسخ البيانات أو تعدلها، لأنه على الرغم من خرق الأنظمة، تعمل الشبكات الرئيسة بشكل طبيعي. ويذكر أن شبكات الجيل الخامس تقوم بثلاث مهام رئيسة؛ يتمثل أولها في سرعات التنزيل السريعة للمستخدمين، ويتصل ثانيها بالاتصالات الموثوقة عالية السرعة والمصممة للمركبات المستقلة وغيرها من التطبيقات التي لا تتطلب ثغرات في الاتصال، ويرتبط ثالثها بالاتصالات الضخمة من آلة إلى أخرى، أو إنترنت الأشياء، حيث تتواصل مليارات الأجهزة باستمرار فيما بينها.

الأكثر قراءة