Author

أخلاقيات التعامل مع الجوال

|

أصبح الهاتف المحمول رفيق درب لكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم، إذ قلما تجد إنسانا لا يحمله في جيبه وكأنه جزء منه، كما أنه سهل حياة كثيرين وأصبح وسيلة التواصل الأولى بينهم ومصدرا رئيسا لمختلف المعلومات، كما أنه من خلاله يتم إنهاء كثير من المتطلبات الحياتية الضرورية سواء المالية أو الاجتماعية أو غيرها. ومن هنا فإن التعامل معه يجب أن يكون له ضوابط أخلاقية حتى لا يكون سببا في التنافر بين الناس أو التباغض فيما بينهم، أو سببا -لا قدر الله- في وقوع إصابات أو حوادث مميتة، لأن الهاتف المحمول وسيلة وليس غاية ومن الخطأ أن ننشغل بالوسيلة عن الغاية! من آداب وأخلاقيات التعامل مع الجوال أن يكون التحدث مع الآخرين بنبرة هادئة ومهذبة لا بصوت مرتفع أو حاد، وأن يتم اختيار الوقت المناسب للاتصال بالآخرين وألا نغضب إذا لم يرد المتصل به، فلعل له عذر وأنت تلوم! ومن الآداب أن يقفل عند دخول المساجد أو الاجتماعات الرسمية أو المستشفيات أو أن يوضع على وضعية السكون، ويأتي احترام خصوصيات الآخرين أيضا في أول أدبيات التعامل مع الجوال، إذ لا يسوغ شرعا ولا عقلا أن يقوم مستخدم الهاتف الذكي بالتقاط صور للآخرين دون موافقتهم، وهذا يعد مخالفة يعاقب عليها النظام. حتى لا يؤثر الجوال في نفسيات الآخرين وفي علاقتنا الودية بهم، فمن المفترض ألا نستخدمه عندما نكون مع البائع في محل تجاري أو أثناء المحاسبة أو عند اللقاء مع الآخرين وجها لوجه، أما عما قد يسببه الجوال من كوارث إنسانية إذا ما أسيء استخدامه أثناء القيادة، فحدث ولا حرج! فكم من الحوادث المميتة التي وقعت بسبب الانشغال بالجوال ولو لفترة قصيرة، ومما يؤسف له أيضا عدم خفض صوت الجوال عند التحدث مع الآخرين أو عند متابعة مقطع معين أو استخدامه في الطائرة أثناء الأوقات التي يمنع فيها ذلك، وفي هذا بجانب قلة الأدب ما يمكن أن يتسبب فيه من مخاطر على السلامة العامة. وأخيرا نعم، إن الجوال أصبح جزءا أساسيا من حياة الناس ولكن حتى يصبح نعمة لا نقمة، فإن التعامل معه يجب أن يكون راقيا لأنه انعكاس مباشر لرقي من يستخدمه.

إنشرها