«مشرف» .. سلالة الأبطال بعد 4 أجيال

لم يكن تتويج الجواد البطل "مشرف" للأمير عبدالرحمن الفيصل بكأس السعودية في نسخته الثانية أمس، إلا بعد جهود كبيرة ممتدة لأعوام من عمليات الإنتاج لمزرعته الخاصة "نوارة" في "نيوماركت" البريطانية، تحقق معها فوزه بالـ"ديربي الفرنسي" للفئة الأولى، سبقها بذلك مشاركة رائعة في النسخة الأولى ضمن أمسية "كأس السعودية" الأولى 2020، التي حل من خلالها في المركز الثاني.
وقصة تسميته بهذا الاسم أولى القصص الرائعة، حيث يعرف المهتمون بالوسط العلاقة القوية التي كانت تجمع مالكه الأمير عبدالرحمن الفيصل مع رفيق دربه مشرف بن مطلق - رحمه الله - عميد المدربين السعوديين ورحلتهما في مشوار الحياة والفروسية بشكل خاص، التي بدأت قبل أكثر من 50 عاما في السباقات السعودية، وما تحقق خلالها من نجاحات عديدة على المستويين المحلي والدولي، ومنها تمت تسمية هذا الجواد باسم "مشرف" الذي جاء على قدر توقعات وثقة الأمير عبدالرحمن الفيصل، خصوصا حينما أوكل مهمة تدريبه للمدرب العالمي البريطاني "جون قوسدن" الذي درب البطلة العالمية "أنيبل" وغيرها من الأسماء الشهيرة في ساحة السباقات العالمية.
ومشرف هو نتاج الجيل الرابع من حيث الأمهات "الجدات" كما هو معتمد لدى منتجي الخيل، فالجيل الأول "الجدة الأولى" للجواد "مشرف" يبدأ من الفرس "الجازي" التي اشتراها الأمير عبدالرحمن العبدالله بمبلغ 92 ألف جنيه استرليني، من مزاد "تاتيرسيلز" عام 1982، وتعد ثاني فرس يملكها بعد "نوارة" التي سميت مزرعته باسمها، فهي أول فرس قام بتربيتها في أوروبا. وبعد تحويل "الجازي" إلى الإنتاج وبعد أن التقت عددا من الفحول، حتى جاء اللقاء الذي شكل نقطة تحول كبرى في خط سلالة الفرس "الجازي" باجتماعها بالفحل الشهير آنذاك "كريس" وأنجبت البطلة "رفحا" الأم الثالثة "الجدة الثالثة" التي يقول عنها الأمير عبدالرحمن "أتذكر المرة الأولى التي رأيت فيها "رفحا" كانت صغيرة جدا في حجمها، وحينما أصبحت جاهزة للتدريب قلت لمدربها "هنري سيسل" سأرسل لك فرسا صغيرة الحجم، لكنها كبيرة القلب. وأتذكر في سباقها الأول سألني أحد المدربين معلقا على حجمها الصغير، فأجبته بأن الأشياء الثمينة تأتي في عبوات صغيرة".
وبدأت الأم الثالثة للجواد "مشرف" الفرس "رفحا" مشوار التألق في السباقات لتتحول بعد ذلك إلى عالم الإنتاج لتنتج الفرس "آكت أوف جراس" وهذه الفرس تعد الأم الثانية "الجدة الثانية" للجواد "مشرف" لتصل القصة الجميلة هنا إلى نهايتها حينما أنجبت الفرس "آكت أوف جراس" الفرس "كونتراديكت" التي لم تحقق إلا فوزا واحدا للأمير عبدالرحمن الفيصل، لكنها عوضت ذلك حينما قرر إرسالها للفحل "ميك بيليف" لتنتج ما كان متوقعا من هذه السلالة التي لا تنتج إلا الأبطال فكان الجواد "مشرف".