Author

«مشراق الأجداد» طاقة متجددة

|
من أعظم نعم الله علينا في هذه البلاد تلك الشمس المشرقة حتى في موسم الشتاء وفي موسم الصيف بطبيعة الحال، بينما يفرح سكان دول عديدة حين تشرق عليهم أياما محدودة خلال العام فتراهم يفرحون ويسارعون إلى الشوارع والحدائق. ويحق لنا أن نحب سماء بلادنا الصافية وشمسها القوية، التي تدل على صفاء نفوسنا ووضوح منهجنا قيادة وشعبا في التعامل مع جميع القضايا، ومع شعوب العالم التي تبادلنا الوضوح نفسه والصدق الساطع كنور الشمس في رابعة النهار "كما يقال؟. هذه مجرد مقدمة أو خاطرة، لكن الموضوع الذي سأتحدث عنه اليوم هو إعلان وزارة الطاقة عن جاهزية العمل بمنظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة، التي تتيح للمستهلك، إنتاج الطاقة الكهربائية من المنزل، وهكذا يبدأ عصر استغلال بلادنا للطاقة الشمسية التي لا تقل أهمية عن البترول، وهي بداية قوية بعد محاولات سابقة نذكر منها محطة العيينة (شمال غرب الرياض) للطاقة الشمسية، التي تأسست قبل أكثر من أربعة عقود، لكن البداية اليوم ستكون بشكل أشمل، حيث تتضمن مشاريع كبرى نظرا لتطور الأبحاث والتجارب في هذا المجال. ومن بشائر نجاح الخطوة الحالية أنها بدأت من المنزل بشكل يعيد إلى الأذهان "مشراق الأجداد"، ولمن لا يعرف هذا التعبير أقول، إن الأجداد كانت لهم جلسة شتوية في الشمس أمام منازلهم مع جيرانهم وكانت تسمى جلسة المشراق، وأحاديث تلك الجلسة من أعذب الأحاديث، حيث يغطي بعضهم عينيه بشماغه أو حتى بإحدى يديه خشية تأثرهما بأشعة الشمس القوية. واليوم ها هو مشراق الأجداد يدخل بيوت الأبناء كطاقة متجددة يستفاد منها بشكل صحيح وتخفف فاتورة الكهرباء إضافة إلى منافع عديدة.
وأشارت وزارة الطاقة في بيانها إلى إتاحة الفرصة للمستهلك لإنتاج الطاقة الكهربائية من المنزل أو المنشأة وربطها بأنظمة توزيع الشبكة الكهربائية العامة بما في ذلك حاسبة لمعرفة الجدوى الاقتصادية لتركيب منظومة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة، لتوضيح التكاليف التقديرية وتحديد إجراءات الربط الآمن بالشبكة والمواصفات المعتمدة لهذا النوع من المنظومات، الأهم في ذلك أن الوزارة ستقوم بتأهيل الشركات والمقاولين لهذه العملية من خلال تأهيل دقيق تجريه لجنة من عدد من الجهات المختصة.
وأخيرا: هذه خطوة نوعية تستهدف توفير التشريعات والخيارات للحصول على الطاقة المتجددة وتعزيز المحتوى المحلي لإنتاج هذه الطاقة انسجاما مع "رؤية 2030" التي تهدف إلى تحقيق جودة الحياة بكل الوسائل.. والمؤمل أن يجد المواطن أن "مشراق الأجداد" قد أضاء في منزله وساعد على نقل هذه الطاقة المتجددة من النظريات إلى حيز التنفيذ للمساهمة في الحفاظ على بيئة نظيفة. والشكر هنا لوزارة الطاقة ولوزيرها الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز الخبير في جميع أنواع الطاقة من خلال خدمته في هذه الوزارة على مدى عدة عقود من العمل الجاد والمخلص.
إنشرها