Author

مفاتيح السعادة الزوجية

|
الزواج أمر شرعه الله لتستقيم الحياة بين البشر من الجنسين ولتنتشر المودة والرحمة والألفة، "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" الآية. الزواج ليس نزهة تنتهي خلال يوم أو يومين وإنما هو شراكة مستمرة، ولذا فإن منتهى الحكمة أن يتعلم كل من الزوج والزوجة ما يجعل هذه الشراكة تكون دائما في أفضل حالاتها، على الرغم مما سيعتريها بالطبع من اختلاف في وجهات النظر ينبغي التعامل معها من الطرفين وكأنها الملح في الطعام. إن للسعادة الزوجية مفاتيح، أولها أن يراقب كل منهما الله في علاقته بالآخر وليعلم أنه محاسب على هذه العلاقة، ثم إن تعاونهما مع بعضهما يعد ركيزة أساسية لحياة زوجية سعيدة أي أنه لا ينبغي أن يلقي أي منهما اللوم على الآخر في هذا الجانب، وإنما عليهما أن يعلما أن لكل منهما واجبات وعليه مسؤوليات، وعلى كل منهما أن يقدر الآخر ويحترمه، فالزوجة تحتاج من زوجها الكلمة الطيبة والابتسامة الجميلة والثناء على ما تقوم به من جهود في البيت وفي تربية الأولاد وأن يشعرها بأنها في نظره ملكة هذا البيت وأنه لا يعرف كيف يعيش بدونها.
رأيت بها بدرا على الأرض ماشيا
ولم أر قط بدرا يمشي على الأرض
بجانب أهمية أن يكون كريما نظيفا في قلبه ومظهره ورائحته مراعيا ما قد يعتريها من ظروف في نفسها أو بيتها، مقدرا أهلها، مستمعا جيدا لها حين تتكلم. الزوج بجانبه يحتاج من زوجته أن تشعره برجولته وأنه الرقم الأول في حياتها حتى إن رزقوا بذرية تدرك أنها زوجة قبل أن تكون أما، وتثق به وتقدر ما يقوم به من جهد، وأن تظهر أمامه بأفضل مظهر وألا تفتح معه أي مشكلات إلا حال هدوئه، وأن تعامله بذكائها وفطنتها، وأن تراقب أوقات أكله ونومه. إن الأسرة تشبه قاربا له مجدافان ولن يسير القارب بأمان إلا إذا تحرك المجدافان بتناغم فيما بينهما. إن السعادة الزوجية ليست أمرا صعب المنال بل العكس، فهي سهلة يسيرة إذا ما تعاهد الزوجان وصدقا في تحقيقها، فالحياة رحلة قصيرة ومن الحكمة أن تقضى في أجمل وأحلى صورها.
إنشرها