بايدن رئيسا .. 4 أزمات مجتمعة
تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن يكون رئيسا لجميع المواطنين، مع حكم قائم على الحقائق، في وقت مضطرب، إذ تواجه بلاده ما وصفه مستشاروه بأربع أزمات مجتمعة وهي: الجائحة والتراجع الاقتصادي والتغير المناخي والعنصرية، بحسب "رويترز".
وأكد بايدن التحرك على الفور لمواجهة تلك المشكلات باتخاذ سلسلة من القرارات التنفيذية في أول يوم له في الرئاسة.
وأعلن في خطابه الأول كرئيس للولايات المتحدة، بعد أدائه اليمن ليصبح رئيس البلاد رقم 46، أمس، انتصار الديمقراطية، مشيدا بالتداول السلمي للسلطة، على الرغم من العنف في مبنى الكابيتول في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال بايدن "هذا هو يوم أمريكا.. هذا هو يوم الديمقراطية.. يوم تاريخ وأمل للتجديد والعزم".
وأضاف "أن مجموعة الغوغاء العنيفة لا يمكنها إسقاط التقاليد الديمقراطية للولايات المتحدة، مضيفا "ها نحن نقف بعد أيام فقط من ظن الغوغاء أن بإمكانهم استخدام العنف لإسكات إرادة الشعب، ووقف عمل ديمقراطيتنا، هذا لم يحدث، ولن يحدث أبدا، ليس اليوم، ولا غدا ولا في أي وقت أبدا".
وحذر الرئيس الأمريكي الجديد من حلول المرحلة "الأكثر فتكا" من جائحة كوفيد - 19 داعيا الأمريكيين إلى وضع اختلافاتهم جانبا لمواجهة "الشتاء القاتم".
ودعا بايدن الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت على روح ضحايا كوفيد - 19 "من أمهات وأباء وأزواج وزوجات وأبناء وبنات وأصدقاء فضلا عن جيران وزملاء".
ووعد بـ"إلحاق الهزيمة بنزعة تفوق العرق الأبيض والإرهاب الداخلي". وقال: "نشهد اليوم بروز تطرف سياسي ونظرية تفوق العرق الأبيض والإرهاب الداخلي. علينا مواجهتها وإلحاق الهزيمة بها". واستنكر جو بايدن أولئك الذين قد يستخدمون الأكاذيب للحصول على السلطة، حيث تعهد بأن يكون رئيسا لجميع المواطنين، مع حكم قائم على الحقائق والحقيقة.
وفي رسالته الأولى إلى الدول الأجنبية كرئيس، تعهد جو بايدن بإصلاح تحالفات الولايات المتحدة مع الدول الأخرى. وقال: "سنصلح تحالفاتنا، ونتعامل مع العالم مرة أخرى، ليس لمواجهة تحديات الأمس، ولكن تحديات اليوم والغد.. لقد تم اختبار أمريكا. وخرجنا أقوى من أجلها".
واختتم الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابه الافتتاحي بالتركيز على رسالة الوحدة والتعاطف والديمقراطية والتغلب على التحديات.
وقال: "معا سنكتب قصة أمريكية عن الأمل وليس الخوف، عن الوحدة وليس الانقسام، عن النور وليس الظلام. قصة كرامة وحب وعظمة وخير"، متعهدا بالحكم للمصلحة العامة وليس السلطة الشخصية.
وأجريت مراسم تنصيب بايدن رئيسا للولايات المتحدة، في أجواء أمنية مشددة وفي مدينة محصنة يحرسها أكثر من 25 ألف جندي ودون محتفلين، عادة ما كان يعج بهم المكان في هذه المناسبة كل أربعة أعوام.
واستهدفت الإجراءات الوقائية غير المسبوقة، التي أحاطت بوسط مدينة واشنطن، ضمان أداء بايدن ونائبة الرئيس كاملا هاريس اليمين دون وقوع حوادث.
وتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مقبرة أرلينجتون العسكرية قرب واشنطن حيث وقف عند ضريح الجندي المجهول، يرافقه ثلاثة من أسلافه. وكان الديموقراطيان بيل كلينتون وباراك أوباما والجمهوري جورج بوش الابن إلى جانبه في هذه المحطة الأخيرة قبل توجهه إلى البيت الأبيض. وفعلت أمس الحسابات الرسمية على موقع تويتر للرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وزوجيهما، بعد أربعة أعوام طبعت فيها تغريدات الرئيس السابق دونالد ترمب يوميات الموقع، قبل حظره منه.
وأكدت ناطقة باسم الموقع أن حساب الرئيس المنتخب بايدن سابقا أصبح الحساب الرئاسي ويحمل الأحرف الأولى من كلمات عبارة رئيس الولايات المتحدة بالإنجليزية أو "بوتس"، وحساب كامالا هاريس أصبح الحساب الرسمي لنائب الرئيس الأمريكي ويحمل حرفي "في بي" وهما الحرفان الأولان لعبارة "نائب الرئيس" بالإنجليزية.
ونشرت النائبة الجديدة لرئيس الولايات المتحدة بعد دقائق من قسمها اليمين في واشنطن تغريدة قالت فيها: "جاهزة لأخدم".
وأصبح حساب جيل بايدن الحساب الرسمي للسيدة الأمريكية الأولى فيما أنشئ حساب لدوجلاس إمهوف زوج كامالا هاريس، باسم "السيد الثاني".
وفي أول تغريدة رئاسية له، قال بايدن: "لا يوجد وقت لنضيعه لمعالجة الأزمات التي تواجهنا".
ويتابع حساب الرئيس المستحدث 2,7 مليون شخص حتى الآن وهو رقم بصدد الارتفاع لكن يبقى أدنى بكثير من 88 مليون حساب كانوا يتابعون ترمب على حسابه الشخصي قبل حظره.
وعبر كبار قادة الاتحاد الأوروبي عن ارتياحهم لوصول صديق لأوروبا الى البيت الأبيض.
وأكدت أورسولا فون دير لاين، رئيس المفوضية الأوروبية، أن أوروبا "لديها من جديد صديق في البيت الأبيض بعد أربعة أعوام طويلة". بدوره، قال شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، "أريد أن أوجه بشكل رسمي، في يوم تسلم جو بايدن مهامه، دعوة إلى أن نبني سويا ميثاقا تأسيسيا جديدا من أجل أوروبا أقوى ومن أجل ولايات متحدة أقوى ومن أجل عالم أفضل". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبايدن: "مرحبا بعودتك" إلى اتفاق باريس للمناخ مع إعلان الرئيس الأمريكي الجديد نيته العودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترمب.