«مرآة التاريخ ورؤية المستقبل» تجمع قادة التعاون
«مرآة التاريخ ورؤية المستقبل» تجمع قادة التعاون
يلتئم شمل الأشقاء قادة دول الخليج في العلا مرآة التاريخ ووجهة المستقبل. تجمعهم قيادة حكيمة وحريصة على الوحدة والتكامل. اختيار المكان يحمل بين طياته الكثير، ماديا ورمزيا. فالعلا منطقة لها ثقلها التاريخي الذي ترعرعت فيه حضارات متعددة كان لها أبلغ الأثر في تغيير واقع الأرض ونقله من منظور الترحال والرعي والصيد إلى آفاق الاستيطان والاستزراع. وصولا إلى منطق الدولة وحب الأوطان الذي يعيشه إنسان اليوم محاطا بكثير من التقنيات التكنولوجية المتقدمة.
تعقد القمة الخليجية في دورتها الـ41، في ظرف حرج تظلله غمامة كوفيد - 19، التي إن بدت لوائح انقشاعها تلوح بتطوير اللقاح المضاد، إلا أن الجميع يعلم أيضا أنها ستخلف كثيرا ورائها. ما يتطلب التكامل والعمل على تغليب المصلحة العليا لدول الخليج، التي عدت من البلاد الناجحة في التصدي للجائحة وتقديم صحة المواطن والمقيم ومعيشتهما الكريمة على ما عداها من أولويات اقتصادية ومالية.
ووفقا للرأي الأكاديمي المستجد لدراسات سياسية حديثة قاربت الأزمة وتبعاتها حول العالم، فإن هذا النوع من الدول الذي لم يقايض مواطنيه ومقيميه على أولوية صحتهم، يستحق أن يكون في مصاف "دول العالم الأول حضاريا". وحتما سيذكره التاريخ ويذكر قادته الفضلاء.
وبحسب ما يطرحه كثير من المراقبين السياسيين، فإن التفاؤل هو ما يميز أجواء هذه الدورة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الحريص على نبذ الخلافات بين الأشقاء وعلى تغليب مصلحة الشعوب، مرجحين أن تحمل مخرجاتها كثيرا من البشائر، استنادا إلى رؤية الملك سلمان في عام 2015 الرامية إلى تحقيق التكامل المنشود أمنيا وسياسيا واقتصاديا.
المكان والزمان، إضافة إلى القيادة، تتكامل تمهيدا لقمة ينتظر منها الكثير على جميع الأصعدة والمستويات لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة إقليميا وعالميا بهمة واحدة وعزيمة مشتركة لا تقبل التراخي أو التشكيك.