Author

تعكر المزاج وطرق تحسينه

|
يعرف المزاج أنه الحالة النفسية التي يعيشها الإنسان في وقت معين سواء كانت تلك الحالة حسنة أو سيئة. خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وأودع فيه عددا من الخصائص. هذه الخصائص تتأثر بما يتعرض له الإنسان من تقلبات وضغوطات نفسية ولا حرج في ذلك ما دامت في حدودها الطبيعية، ولكن الخطورة تكمن حين تزيد هذه الضغوطات وبالتالي تعيق الإنسان عن القيام بأنشطته الطبيعية وتصبح حينها ظاهرة مرضية تستدعي التدخل النفسي والصحي. مسببات تعكر المزاج كثيرة ومتنوعة وبعضها يصعب معرفته، ولكن من أبرزها البعد عن طاعة الله وكذلك الفشل في تحقيق أمر ما، ومنها ما يكون بسبب صدمة مفاجئة كمرض مفاجئ أو فقد عزيز. ومنها ما يكون ناتجا عن مشكلات في محيط الأسرة أو مع بعض الأقارب أو الزملاء. ومنها ما يكون مرتبطا بالوضع المادي إلى غير ذلك من المسببات. تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة لتعكر المزاج من الرجال علما أنه ليس للمرأة علاقة بها، أي أن معظمها خارج عن إرادتها مثل التغيرات الهرمونية في مراحل عمرها المختلفة. وقد حاول المختصون النظر في أفضل الطرق لتحسين المزاج ووجدوا أن من أفضلها وأقواها تأثيرا الرجوع إلى الله ومداومة قراءة القرآن، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". وأكد المختصون أهمية عدم تحميل الإنسان نفسه ما لا يستطيع وأنه يجب عليه تنظيم وقته والحرص على أخذ القسط الكافي من الراحة وعدم تأجيل الأعمال وترتيب قضائها الأهم فالمهم، وكذلك ممارسة الرياضة يوميا وصحبة المتفائلين والبعد عن المتشائمين الذين ينظرون إلى الحياة بمنظار ضيق، والحرص على الصدقة ومساعدة الآخرين. وقد أظهرت دراسة علمية أجريت في جامعة ستانفورد أن الضحك يزيد من إفراز - الدوبامين - وهي مادة قادرة على تحسين المزاج، كما توصل الباحثون إلى أن استنشاق الروائح الزكية يحفز أيضا إنتاج هذا الهرمون. علماء التغذية يؤكدون من جهتهم الدور الكبير الذي يلعبه الغذاء في تحسين المزاج خاصة تناول الأسماك والشوكولاتة الداكنة والمكسرات والخضراوات الملونة وبعض الفواكه كالعنب والأفوكادو والفراولة. وأخيرا فإن على الإنسان أن يتجنب التفكير في الماضي أو في أمور سلبية مرت به فالحياة ما هي إلا لحظات ومن الخطأ الجسيم أن يضيعها الإنسان في اجترار الأحزان وإنما عليه أن ينظر إلى الحياة نظرة ملؤها الإيجابية والسعادة والهناء.
إنشرها